سياسة عربية

جنرال إسرائيلي يطالب بمحاورة حماس تجنبا لتوسيع مسيرة العودة

وفي تقييمه للرئيس عباس قال الجنرال إن "المحافل الإسرائيلية لم تر فيه مؤشرات قيادة أو زعامة"- معاريف

قال جنرال إسرائيلي الاثنين، إن "مظاهرات العودة التي ينظمها الفلسطينيون على حدود قطاع غزة لم تفاجئه"، معللا ذلك بأنه "في ذروة مرحلة القطيعة مع الفلسطينيين وعدم وجود عملية سلام؛ تكون هذه المرحلة، والتي يمكن تسميتها فوضى".


وأضاف أورن شاحور، المنسق الأسبق لشؤون المناطق الفلسطينية في الحكومة الإسرائيلية في تسعينات القرن الماضي، في مقابلة مطولة مع صحيفة معاريف ترجمتها "عربي21" أن "الخروج من هذه الفوضى يكمن في الحوار مع حركة حماس، صحيح أنها منظمة معادية، ولا نتحدث معها، لكن كان يجب المبادرة إلى إجراء اتصال معها منذ البداية، وهو ما كان سيمنع اندلاع مثل هذه المظاهرات".


وأوضح شاحور الذي صدر مؤخرا كتابه الجديد حول مذكراته الشخصية بعنوان "من خارج الصندوق"، أنه عند الحديث عن إزالة الحصار عن قطاع غزة يمكن القول بضرورة إقامة ميناء هناك لإدارة نوع من الحياة الخاصة بالفلسطينيين، وإلا فإنهم سوف يصعدون من خطواتهم ضدنا.


وأكد أن "المواجهة العسكرية المتوقعة في غزة قادمة لا محالة"، محذرا أن "حماس قد تبادر بإطلاق النار، وفتح هذه الجولة من الحرب الجديدة، مع العلم أن القبة الحديدية التي تحوزها إسرائيل لن توفر لها حماية مطلقة أمام جميع القذائف التي تحوزها حماس، وسوف تطلقها على المدن البعيدة نسبيا عن غزة".


شاحور (72 عاما) حمّل رئيس الحكومة الراحل أريئيل شارون، الأضرار التي أعقبت خطة الانفصال عن غزة في 2005، رغم أنه رأى فيها قرارا استراتيجيا.

 

اقرأ أيضا: هنية: مسيرة العودة حققت أهدافا استراتيجية.. هذه أهمها


وتحدث الجنرال الإسرائيلي عن اتفاق أوسلو الموقع مع الفلسطينيين عام 1993، بقوله إن "المسودات الأولى للاتفاق لم يكتبها إسحاق رابين ولا شمعون بيريس، ولا حتى يوسي بيلين، بل إن من صاغها من وصفهم تلاميذ بيريس، وبينهم المفاوض نمرود نوفيك، وقد ساهم اتفاق أوسلو في تقريبنا بصورة مؤقتة من الفلسطينيين، والحديث مع ياسر عرفات".


وأوضح شاحور، الذي ترأس اللجنة المدنية في المفاوضات مع الفلسطينيين، أنه التقى عرفات في الكثير من المرات، "وعرفته عن قرب، ويمكن وصفه بأنه شخصية غريبة بعض الشيء، ففي غالب لقاءاته كان فولوكلوريا، وأحيانا ودودا، وأخرى يظهر شخصية غير متوقعة، وقد وثقت به فعلا".

 


وفي تقييمه لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يقول الجنرال الإسرائيلي إنه انضم للقاءات التي كان يعقدها مع عرفات في وقت متأخر، ولم تر فيه المحافل الإسرائيلية مؤشرات قيادة أو زعامة، بعكس ما كان لدى أحمد قريع.


وأشار شاحور إلى أن حل الدولتين مع الفلسطينيين لم يعد قابلا للتطبيق، لأنها أصبحت فكرة خيالية، وباتت بحاجة لمزيد من النقاش، وهو يتفق مع وجهة نظر رابين باعتبار أن قيام السلطة الفلسطينية بجانب إسرائيل هي أخف الضررين، لكن الإشكال أن هذه السلطة ليس لديها القدرة الآن للتحول إلى دولة مستقلة.