سياسة عربية

باحثون يهاجمون دور الإمارات والسعودية في الثورات المضادة

الخبراء قالوا إن المؤامرات التي حيكت في دول الربيع العربي كانت بالوكالة عن الصهاينة والأمريكان- عربي21

أجمع خبراء وسياسيون من دول الربيع العربي على أن "المستقبل القريب حافل بموجة ثورية أكثر وعياً ونضجا، وستكون قادرة على تحقيق أهدافها، وحاسمة في الوقت نفسه تجاه الثورات المضادة التي انقضت على الموجة الأولى للثورات العربية".

جاء ذلك، خلال ندوة نظِّمها مركز الجزيرة للدراسات وقناة الجزيرة مباشر، بالتعاون مع المركز التركي الآسيوي للدراسات الاستراتيجية بمدينة إسطنبول التركية، بعنوان "القوى المضادة للربيع العربي بين الواقع واستشراف المستقبل".

 

وتحدث في الندوة زعيم حزب غد الثورة والمرشح الرئاسي الأسبق في مصر أيمن نور، والذي أكد "أن ما حدث في مصر منذ تسلم العسكر السلطة من مبارك هو انقلاب عسكري بامتياز، ولا يستحق شرف لقب ثورة مضادة؛ مؤكدا أن السعودية والإمارات كانت رغبتهما ملحة في الانقلاب على الربيع العربي من أول يوم لها".

 

وتوقع نور "موجة ثورية ثانية في المستقبل القريب، باعتبار أن الأوضاع العربية حبلى بذلك؛ رغم الكلفة الاقتصادية الباهظة لإجهاض الربيع العربي، والتي رجعت بمصر إلى بدايات حكم العسكر من حقبة الاستبداد الخام الرديء، الذي لن يستمر بحال رغم خسارة مصر عشرات مليارات الدولارات".


ومن سوريا أكد المدير التنفيذي لمركز عمران للدراسات الاستراتيجية عمار قحف أن الثورات المضادة "لم تنجح بعد رغم الإمعان في القتل والتدمير"، مشيرا إلى "الكلفة الخيالية للثورة السورية والتي تجاوزت النصف مليون شهيد و7 ملايين نازح وأكثر من 70% من الشعب السوري في الشتات وتحول معه سوريا لساحة صراع بين القوى العالمية والإقليمية".

 

اقرأ أيضا: التبشير بموجات جديدة من "الربيع العربي" على ماذا يستند؟

بينما أكدت أستاذة العلوم السياسية بجامعة إسطنبول مدنيات التركية، أزدن زينب، أن ثورات الربيع العربي "عمادها الشباب وأمامها المستقبل؛ بينما الانقلابات عمرها أقصر"، مشيرة إلى أن "الأنظمة المستبدة تمزق وحدة الشعب من أجل السيطرة وتتسبب في احتلال بلادها، كما هو الحال في سوريا واليمن".


وأكد الباحث والناشط التونسي زبير خلف الله، أن هناك "ثورة مضادة للمسار الديمقراطي في تونس والثورة مليئة بالأشواك، مشيرا إلى أن الثورة المضادة في ليبيا لم تنجح في محو ثورة 17 فبراير ولن تنجح، حيث تتزعم الإمارات ومصر والسعودية مضادات ثورة الربيع العربي لتدمير هذه الدول".


ويرى رئيس المعهد المصري للدراسات، عمرو دراج أن "قطار التغيير في مصر ودول الربيع العربي انطلق وسيدوس كل من يقف في وجهه، ولن ينطفئ هذا الوهج الثوري"، مشيرا إلى أن "ما نراه هو مضادات الثورات لمحاولة قتل الأمل في النفوس، وهي شيء طبيعي؛ لأنهم يدركون مدى التغيير الذي ستحدثه هذه الثورات وإنهاء الحقب الاستعمارية في هذه الدول".


ويضيف أن السيسي ليس له مستقبل لا على المدى القريب ولا البعيد؛ لأنه يتحرك وفق مصالح من يحركونه من صهاينة وأمريكان ووكلائهم الإقليميين كعميل وليس كصاحب مشروع؛ "لاسيما وأننا الآن نتعامل مع جيل يريد التغيير، ويعطي قيمة أكبر لذلك وأكثر وعيا ممن سبقوه".

 

ومن اليمن، يرى المحامي والناشط خالد الأنسي أن الثورات "لا تنتصر أو تنهزم بالضربة القاضية، وهي ليست مصباحا كهربائيا ينطفئ بكبسة زر، ولكن الثورة مرت بصراع مع الوكلاء المحليين لمضادات الثورات وهم السعودية والإمارات وإسرائيل".


وأضاف أن السعودية "أنفقت وحدها أكثر من ألف مليار دولار لدعم الثورات المضادة منهم 500 مليار لترامب وحده، وأكثر من 100 مليار للسيسي الذي لم يستتب له الوضع حتى اليوم في مصر، ومن المنتظر أن تنتقل الثورة إلى الصراع مع القوى الاستعمارية متجاوزة وكلاءه المحليين".

 

اقرأ أيضا: هل كان الربيع العربي حراكا شعبيا بريئا؟.. خبراء يجيبون

ويرى الأستاذ في جامعة أيدون بإسطنبول سادات أيبار، أن "السعودية لازالت تستخدم أموالها للإجهاز على الربيع العربي دون جدوى"، داعيا الثوار إلى "انتهاج سبل مختلفة وآليات مغايرة لتفادي مضادات الثورات مستقبلا، محذراً من الأمريكان الذين يقفون وراء إذكاء نيران الفتنة والخلافات في المنطقة من خلال فرق تسد".