رصدت "عربي21" توسع الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن صفقة الغاز الإسرائيلي لمصر، وتبعاتها المترتبة على توثيق العلاقة بينهما، واعتبارها أن الصفقة تعزيز للعلاقات الثنائية بين القاهرة وتل أبيب، وتدعمها.
فقد
نقلت صحيفة جيروزاليم بوست تصريحات لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، حيث وصف اتفاق
تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر بـ"التاريخي"، و"يوم عيد"؛ لأنه
سيدرّ المليارات على خزينة إسرائيل، ويحقق الربح لها، معتبرا أن مخطط الغاز يعزز أمن
إسرائيل واقتصادها، وعلاقاتها الإقليمية.
فيما
أعلن وزير الطاقة، يوفال شتاينتس، أن اتفاقات تصدير الغاز الطبيعي، البالغة قيمتها 15
مليار دولار، الموقعة مع مصر، ستقوي العلاقات بينهما؛ لأنها المرة الأولى منذ توقيع
معاهدات السلام في الشرق الأوسط التي تُوقع فيها مثل هذه الاتفاقات الكبيرة.
الملياردير
الإسرائيلي يتسحاق تشوفا، صاحب شركة ديليك للطاقة، قال إن الاتفاقية ستقوي العلاقات
بين إسرائيل وجيرانها، وتزيد التعاون الاقتصادي بينهما، زاعما أن الصفقة تشكل مرحلة
هامة للطرفين؛ لتحقيق ما وصفها الحلم، بجعل إسرائيل مصدرا هاما للغاز لدول المنطقة.
فيما ذكر ميكي كورنر، الرئيس الاقتصادي السابق
لهيئة الغاز الطبيعي الإسرائيلية، أنها المرة الأولى التي توقع فيها مصر اتفاقية
بهذا الحجم؛ لأن التجارة الإسرائيلية معها محدودة جدا، ولو نجح هذا الاتفاق فإنه
كفيل بتغيير هذا الوضع.
آساف
غيبور، الكاتب بصحيفة مكور ريشون، توقف عند ردود الفعل المصرية على اتفاق الغاز مع إسرائيل،
مركزا على عدم الارتياح المصري الشعبي من الاتفاق مع الدولة اليهودية، رغم جهود
المسؤولين الرسميين بترويج الاتفاق، لكن المثير أن الاتفاق تم قبيل شهر واحد فقط
من إجراء الانتخابات الرئاسية.
وأضاف:
في حين أعرب الإسرائيليون عن احتفائهم بهذا الاتفاق، فقد حافظ المصريون على الصمت
وعدم الحديث، على اعتبار أنه اتفاق بين شركتين خاصتين، وليس الدولتين، حتى خرج
وزير الطاقة المصري شرف إسماعيل بقوله إن الاتفاق ليس أمرا غريبا، زاعما أن
الاتفاق يمثل مصلحة مصرية؛ لأنه يحول بينها وبين النقص في احتياجاتها من الغاز
مستقبلا، حتى لو كان من خلال تواصل الرئيس السيسي والحكومة مباشرة مع إسرائيل.
وأوضح
أن كلام الوزير المصري يعبر عن حساسية مصرية تجاه أي تطوير للعلاقة مع إسرائيل، في
ضوء عدم تشجع الشعب المصري لهذه العلاقات، الذي يبدي معارضة لأي تطبيع للعلاقات
بينهما، خاصة أن هذا الاتفاق الأول بينهما بهذا الحجم منذ توقيع اتفاق السلام
بينهما في كامب ديفيد عام 1979، وحظي بمباركة السيسي، وإن لم تكن بصورة علنية.
وقد
خرجت بعض رسوم الكاريكاتير تبدي رفضها للخضوع للعدو الصهيوني، وأخرى شبهت نتنياهو
بأنه يربط رأس المصريين بأنبوب غاز ويرفع علم إسرائيل، فيما ظهرت أيدي المصريين
مكبلة من قبل السيسي الذي يمسك بكيس من الدولارات، ويتكسب من المال على حساب
الكرامة المصرية.
أمير
فوستر، الكاتب الاقتصادي بصحيفة معاريف، قال إن الاتفاق يعدّ تحولا دراماتيكيا في
حياة إسرائيل، التي باتت في الطريق لأن تتحول لقوة إقليمية بإمكانيات كبيرة من
الغاز، ويعدّ بالنسبة لها بشرى سارة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وللمنطقة
كلها.
وأضاف:
توفر الصفقة لمصر، الدولة العربية الكبرى، احتياجاتها من الغاز، وهو ما من شأنه تطوير
علاقة القاهرة وتل أبيب، ويمكن اعتباره اتفاقا تاريخيا قد ينسحب على اتفاقات إقليمية
أخرى بين عدة دول من المنطقة في المستقبل.
اقرأ أيضا: كيف وعد السيسي شعبه بتصدير الغاز ثم استورده من إسرائيل؟