نشرت صحيفة" لاستامبا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن خريطة القوات المتحالفة الجديدة في سوريا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن التطورات التي جدت في الفترة الأخيرة في عفرين لا تتماشى مع الخطة التي وضعها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سوريا. وخلافا لبقية الأطراف المتدخلة في النزاع، تعد إسرائيل المستفيد الوحيد من تأزم الوضع في المنطقة.
وأوردت الصحيفة أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أعلن مؤخرا عن تحالفه مع الأكراد بهدف منع تقدم الأتراك في عفرين. وفي اليوم الماضي، تمكنت قوات موالية للنظام من دخول المحافظة عبر محور بلدتي نبل والزهراء التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية.
اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: ما هي استراتيجية إيران القادمة بسوريا؟
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الكردية قد سعت إلى عقد اتفاق مع الأسد بعد أن خسر عددا كبيرا من قواته، مقابل قبول القوات الكردية أن تتخلى عن أسلحتها. وعلى صعيد آخر، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لنظيره الروسي عزمه على مواصلة التقدم في عفرين معتبرا أن دخول قوات النظام إلى عفرين بالتنسيق مع وحدات حماية الشعب الكردية، أمر ستكون له تداعيات وعواقب وخيمة.
وبينت الصحيفة أن سعي أردوغان إلى طرد الأكراد على خلفية المستجدات الجديدة، سيدفعه إلى إيجاد حلفاء جدد ضد وحدات حماية الشعب الكردية. وفي هذا الإطار، تطالب أنقرة ببعض المناطق في إدلب وحلب والحسكة بهدف إنشاء مناطق عازلة تحت إشرافها وسيطرة المعارضة السورية. وفي الآونة الأخيرة، سعت تركيا إلى طرد الأكراد من سوريا، ما دفع بها إلى التخلي عن مبادئها والتحالف مع روسيا حليفة الأسد.
وأوردت الصحيفة أن إيران تمكنت من اكتساب نفوذ في سوريا، حيث أصبحت تمتلك قواعد عسكرية لدعم القوات الشيعية الموالية لها، علما وأنه يوجد في سوريا ما بين 20 أو 30 مليشيا عراقية، و10 آلاف مقاتل أفغاني ينشطون كلهم تحت قيادة جيش الحرس الثوري. إلى جانب ذلك، تشترك إيران مع روسيا في امتلاك قاعدة "تي4" العسكرية الواقعة بالقرب من تدمر. ومع ذلك، ترفض موسكو استفزازات إيران لإسرائيل.
وعموما، تتسم مواقف طهران بالغموض في علاقتها بكل من الأكراد والأتراك؛ ويتجلى هذا التناقض خاصة في دعمها للأكراد في عفرين ومحاربتهم في مناطق أخرى في الشرق الأوسط. كما تساند طهران مواقف تركيا المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها في نفس الوقت تحارب حلفاء الأتراك من التيار السني، على غرار أحرار الشام.
وأكدت الصحيفة أن نظام الأسد يعتبر حليفا هاما للمحور الشيعي ضد إسرائيل. فعندما كان النظام السوري قد شارف على الهزيمة، خلال الفترة الممتدة بين سنة 2013 و2015، أصبح الآن بفضل الدعم الإيراني يسيطر على 65 بالمائة من الأراضي التي تضم نحو 80 بالمائة من إجمالي السكان. وفي الأثناء، لا يزال النظام السوري محافظا على علاقته بروسيا، حيث سعى إلى تعزيز علاقته بموسكو في مواجهة واشنطن.
وفي الوقت الراهن، تعد كل من تركيا والمملكة العربية السعودية خصمين للنظام السوري بسبب دعمهما للمعارضة. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها موسكو من أجل تحسين العلاقات بين أنقرة ودمشق، إلا أن العلاقة بين البلدين لا تزال متوترة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بين سنتي 2012 و2013 تمكنت القوات الكردية من فرض سيطرتها على الشمال الشرقي السوري، حيث أصبحت المنطقة تخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب. والجدير بالذكر أن علاقة الأكراد مع دمشق غير مستقرة؛ ففي السابق تحالف حافظ الأسد مع الأتراك لطرد زعيم الأكراد، عبد الله أوجلان، لتنقلب الموازين ويتحالف الأكراد مع بشار الأسد للتصدي للأتراك.
اقرأ أيضا: صحيفة ألمانية: كيف يدير بوتين الصراع داخل سوريا وخارجها؟
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت في البداية القوات المعارضة المسلحة، ولكنها قامت مؤخرا بتغيير استراتيجيتها موجهة الدعم للأكراد. وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية في شمال الشرقي السوري 13 قاعدة وحوالي 2000 جندي. وفي الواقع، لا تزال واشنطن محافظة على علاقاتها بأنقرة حليفتها في حلف شمال الأطلسي رغم خلافاتهما بشأن الأكراد.
وفي 30 أيلول/ سبتمبر من سنة 2015، تدخلت روسيا من أجل دعم النظام السوري، حيث أرسلت ما يقارب 50 مقاتلة جوية ومروحيات هجومية إلى الأراضي السورية، علما بأنها تمتلك قاعدة حميميم الجوية والقاعدة البحرية في طرطوس.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا حاليا غير متحمسة لقرار دعم الأسد للأكراد لأن ذلك من شأنه أن يوتر العلاقة مع تركيا. وعلى ضوء الخطوة المفاجئة التي اتخذها النظام السوري، من المحتمل أن يساهم ذلك في تغيير خارطة التحالفات في سوريا.
نيويورك تايمز: ما هي استراتيجية إيران القادمة بسوريا؟
وول ستريت: هل باتت المواجهة الإسرائيلية الإيرانية محتومة؟
أوبزيرفر: هكذا خذل الغرب سوريا.. ما هو دور أمريكا؟