كشف الكاتب الإسرائيلي، آدم شاي، الأربعاء، أن نشطاء حركة المقاطعة العالمية ضد إسرائيل المعروفة باسم "بي دي أس"، وسعوا نشاطهم لنزع الشرعية عنها من خلال التوجه للفنانين والموسيقيين لمنعهم من تنظيم احتفالاتهم داخل إسرائيل.
واستدل شاي على ذلك، بما حصل مؤخرا مع المغنية النيوزيلندية "لورد"، ما دفع عضو الكونغرس الأمريكي عن ولاية فلوريدا راندي فاين إلى العمل على إلغاء حفلة لها في الولاية ردا على مقاطعتها لإسرائيل، في ظل قانون الولاية الذي يحظر إقامة أي أنشطة مشتركة مع كل من يقاطع إسرائيل.
وقال شاي بمقاله على موقع المعهد الأورشليمي للشؤون العامة والدولة، إن "هذه المعاملة بالمثل لهؤلاء الفنانين تبدو للوهلة الأولى منطقية، وتهدف لجباية أثمان ممن يقاطعون إسرائيل، ويسعون لنزع الشرعية عنها".
وتساءل الكاتب في مقاله الذي ترجمته "عربي21" قائلا: "هل تخدم هذه الطريقة على المدى البعيد أهداف إسرائيل، لاسيما أن عدم تنظيم الفنانين لحفلاتهم الغنائية داخل إسرائيل لا ينبع من دوافع واحدة، لكنهم في النهاية يتعرضون لضغوط من قبل أعداء إسرائيل، ويستجيبون لها، من خلال رسائل يرسلونها للفنانين، أو عرائض بتواقيع عديدة، وعبر شبكات التواصل الاجتماعي".
اقرأ أيضا: انشغال إسرائيلي بمستقبل نتنياهو السياسي بعد التهم الموجهة له
وأورد شاي عددا من هؤلاء الفنانين الذين ألغوا حفلات موسيقية وغنائية لهم داخل إسرائيل، مثل: روجر ووترس عازف الغيتار البريطاني، وإريك باردون صاحب فرقة الأنيمالس، وساليف كيتا الفنان الأفريقي من مالي، وفيت سيغار الموسيقي الأمريكي، وغيل سكوت-هارون الشاعر، والفنان الأمريكي.
وختم بالقول: "هؤلاء الفنانين تراجعوا عن إحياء مناسبات فنية لهم عقب مخاطبة نشطاء المقاطعة لهم، وإسماعهم أسبابا أخلاقية، وتاريخية، ودينية، ما دفع بعضهم للاستجابة لهذه المحاولات، وألغى حفلته المعدة مسبقا داخل إسرائيل.
وفي الوقت ذاته، قال يشاي فريدمان الكاتب بصحيفة "مكور ريشون"، إن عددا من الأكاديميين الإسرائيليين ينوون مقاطعة مؤتمر علمي سينظمه الاتحاد العالمي لعلماء النفس والاجتماع في تل أبيب العام القادم 2019، وطالبوا بنقل مقر المؤتمر لأي مكان خارج إسرائيل، كي لا يتم منحها الشرعية، وهو ذات السبب الذي ينادي به نشطاء "بي دي أس".
ونقل عن المحاضرة الجامعية بالكلية الأكاديمية الإسرائيلية في نتانيا، إيلانا لاخ، قولها إن إسرائيل جديرة بأن تتم مقاطعتها، لأنها أقامت مؤسسة "ياد فاشيم" لتخليد ضحايا المحرقة النازية على أنقاض قرية فلسطينية تم تدميرها، وقتلت أهلها الفلسطينيين، وطردتهم منها خلال حرب 1948، وهي تصريحات تسببت بضجة كبيرة في إسرائيل.
وأضافت لاخ في أقوالها التي ترجمها "عربي21" أن "أي مؤتمر أو فعالية تعقد داخل إسرائيل يعني أنها تدعم الاحتلال والاستيطان، وسياسة الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولأنني كإسرائيلية أدفع الضرائب للحكومة فإن أموالي تذهب للسيطرة على بيت جديد بمدينة الخليل، وجلب مزيد من المستوطنين إليها".
وأشارت إلى أن "ضرائب الإسرائيليين تذهب لبناء مستوطنة حيران، على أنقاض قرية أم الحيران العربية، ولذلك دعوتنا لمقاطعة إسرائيل هي ما نستطيع القيام به، لأن سياسة المقاطعة تهدف لإنقاذ الإسرائيليين أنفسهم، فالاقتصاد الإسرائيلي كله قائم على الاحتلال، وهذا على حساب الإسرائيليين أنفسهم، وعلى حساب الضرائب التي يدفعونها، والخدمات التي لا يحصلون عليها، وفي حال وقع ضغط دولي على إسرائيل، مثلما حصل سابقا مع جنوب أفريقيا، فهذا قد ينجح في إنقاذنا نحن الإسرائيليين من أنفسنا".
وأكدت لاخ أن سياسة مقاطعة إسرائيل هي شرعية وقانونية، لأنها تحظر على الفلسطينيين إحياء الكارثة التي تسببنا بها نحن الإسرائيليين لهم، في الوقت الذي أقمنا فيه نحن اليهود مؤسة ياد فاشيم لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية، وكتبنا كل أسماءهم، واحدا واحدا.
وختمت بالقول: "المفارقة أن هذه المؤسسة اليهودية أقيمت على أنقاض بلدة خربة الحمامة الفلسطينية، لكن إسرائيل لم تأت إطلاقا على أي ذكر لهذه البلدة، أو سكانها العرب الفلسطينيين، الذين طردناهم، وقتلناهم، ودمرنا بلدتهم".
ناشط إسرائيلي: الإسرائيليون يوصفون بـ"القتلة والمغتصبين"
كتاب إسرائيلي يرصد محاولات إسرائيل اغتيال عرفات
هذه نصيحة "كيري" لعباس بخصوص التعامل مع ترامب