تحدث يوني بن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، عما أسماه الجبهة العسكرية الجديدة الموحدة التي تقيمها إيران ضد إسرائيل، التي ستعمل انطلاقا من سوريا ولبنان وقطاع غزة.
وأضاف:
تقوم إيران بتوثيق علاقاتها العسكرية مع المنظمات الفلسطينية، كحماس والجهاد
الإسلامي، من خلال الجنرال قاسم سليماني، وهو ما تجلى في تصريحات لبعض الناطقين
باسم حماس حول عدم ابتعاد الحركة في الرد على أي هجوم إسرائيلي قد يستهدف سوريا أو
لبنان.
وأوضح
في مقاله على موقع نيوز ون، أن هذا التوجه ليس مفاجئا لإسرائيل، فذراع حماس
العسكري جزء لا يتجزأ من المحور العسكري الإيراني في الشرق الأوسط، العامل ضد إسرائيل،
ورغم تراجع علاقاتهما في 2011 بسبب الموقف من الثورة السورية، لكن طهران واصلت
إرسال الأموال للعسكريين في حماس؛ لذلك أرادت الحركة من خلال بيانها السريع فور
اندلاع الأحداث الأخيرة في سوريا أن ترسل رسالة لإسرائيل، مفادها أنها أحد الأجزاء
الأربعة المكونة للمحور القائم في المنطقة، بجانب إيران وسوريا وحزب الله.
وقال
بن مناحيم، وهو الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية
"أمان": يبدو أن حماس ملزمة بالدفاع عن مصالح الأطراف الثلاثة الأخرى،
ومساعدتها عسكريا، وهو ما يحقق حلما إيرانيا باستكمال حلقات الإحاطة بإسرائيل، ليتم
إمطارها بعشرات الآلاف من القذائف الصاروخية عند لحظة الصفر، ما يتسبب بتخريب
مدنها، وتهجير سكانها خارج حدودها، وهي مناسبة لتجريب إيران منظومة صناعاتها
الصاروخية من طراز أرض-أرض، لتدمير كل المواقع الحيوية الإسرائيلية لحظة اندلاع
الحرب.
وختم
بالقول: حجم التنسيق القائم بين الجنرال سليماني وقادة حماس العسكريين في غزة قد
يهدف لعرقلة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال تسخين الجبهات العسكرية
المحيطة بإسرائيل.
فيما
أشار مائير غرشوني، الخبير العسكري بمجلة يسرائيل ديفينس، إلى أن الصدام الإسرائيلي الإيراني
السوري مؤخرا قد يدفع طهران لمحاولة التحرش بتل أبيب عبر جبهات عسكرية أخرى، ما
يتطلب من الأخيرة التهيؤ لمثل هذا التطور؛ لأن ذلك قد يحصل باستهداف مواقع داخل إسرائيل
أو خارجها.
وأضاف
غرشوني، الضابط السابق في جهاز الأمن العام الشاباك، وعضو شركة الاستشارات الأمنية،
أنه كلما بدا أن إسرائيل ذات اليد العليا في المواجهة الدائرة، فإن إيران ستبقى
تواصل البحث عن الخاصرة الرخوة؛ لاستهدافها من خلالها.
وختم
بالقول: كل ذلك يستدعي من أجهزة الأمن الإسرائيلية بذل كل الجهود اللازمة لإحباط
الهجمات المتوقعة، في ظل وجود توترات أمنية من الأساس على مختلف الحدود المحيطة
بها، في الجنوب مع حماس، وفي الشمال مع حزب الله، وفي الخارج جهات إيرانية تبحث
حول العالم عن أهداف إسرائيلية ويهودية، كما حصل في السنوات الأخيرة في الهند
وبلغاريا وغروزني وتايلاند.