أعلنت مجموعة من
الأحزاب السياسية المؤيدة لنظام عبد الفتاح السيسي في مصر الاتفاق على خطة موحدة
لإقناع المواطنين بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع إقامتها في
آذار /مارس المقبل.
ويقول مراقبون إن
العزوف عن التصويت في الانتخابات المقبلة أصبح الهاجس الأكبر للنظام، وسط مؤشرات
قوية عن إحجام الغالبية العظمى من المصريين عن المشاركة في الاقتراع لتيقنهم من
حسم السيسي للسباق بعد منعه لجميع المرشحين الأقوياء من منافسته.
وقالت تقارير صحفية إن
الأحزاب عقدت اجتماعا بعد أن وصلتها تعليمات أمنية لإيصال رسالة إلى الرأي العام
بأن السيسي يحظى بدعم الأحزاب والقوى السياسية المختلفة، بعد أن شهدت الأيام
القليلة الماضية فعاليات ومؤتمرات انتخابية لدعم السيسي لكنها حظيت بإقبال هزيل من
المواطنين.
وأشارت إلى أن مؤتمرا
انتخابيا عقد الأسبوع الماضي في مدينة "قويسنا" التابعة لمحافظة
المنوفية، التي تصنف كأكثر المحافظات تأييدا للنظام، خلا تقريبا من المواطنين رغم
الاستعدادات الأمنية والتنظيمية الكبيرة التي سبقته.
ويخوض عبد الفتاح
السيسي الانتخابات الرئاسية المقبلة مع منافس وحيد هو رئيس حزب الغد موسى مصطفى
موسى، الذي كان حتى قبل تقدم أوراق ترشحه بيوم واحد أحد مؤيدي السيسي في
الانتخابات، لكنه شارك في الدقائق الأخيرة قبل غلق باب الترشح مدعوما بتزكيات 26
نائبا برلمانيا رفض الكشف عن أسمائهم.
غرفة عمليات مشتركة
وكانت سبعة أحزاب، من
بينها الوفد ومستقبل وطن والنور السلفي والتجمع والمؤتمر والإصلاح والتنمية
والمحافظين، قد عقدت اجتماعا مساء السبت الماضي في مقر حزب "الوفد"
ناقشت فيه كيفية دعم السيسي للفوز بفترة رئاسية ثانية، وتعهدت بحشد 30 مليون ناخب
للتصويت في الانتخابات المقبلة، وفق خطة موحدة تشارك فيها جميع الأحزاب.
وبعد اجتماع الأحزاب،
قال المنسق العام للمؤتمر ياسر قورة، إن المشاركين اتفقوا على تشكيل غرفة عمليات
مشتركة لتنسيق جهود دعم السيسي في الانتخابات بهدف حشد 30 مليون مواطن للمشاركة في
التصويت.
وأعلن قورة، في
تصريحات صحفية، أن خطة الحشد تتضمن آليات ووسائل متعددة من بينها عقد مؤتمرات شعبية
بمختلف المحافظات خلال الأسابيع المقبلة لتشجيع المصريين على المشاركة في
الانتخابات.
انزل شارك
كما أعلن رؤساء سبعة
أحزاب يوم الاثنين إطلاق حملة شعبية تحت عنوان "انزل شارك" للعمل على
إقناع المواطنين بالمشاركة في الانتخابات، بالإضافة إلى فتح مقرات الأحزاب في
المحافظات المختلفة لدعم السيسي، واتفقوا على أن تبدأ الأحزاب في اختيار ممثلين
لها لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة التي تشمل حشد المواطنين في المشاركة في
الانتخابات ودعم الدولة في حربها على الإرهاب.
وقال حزب
"الوفد"، في بيان صادر عنه الأحد، تلقت "عربي21" نسخة منه، إن
حملة "انزل شارك" هدفها حث المواطنين على النزول وممارسة حقهم الدستوري
والإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن الحملة تعتمد على توعية
المواطنين بأن مصر تتعرض لمؤامرات خارجية وعدوان على استقلال قرارها الوطني وتلويح
غير مقبول باستخدام الانتخابات الرئاسية كذريعة لإحداث حالة فوضى.
وأضاف البيان: "لهذا
فإن الأحزاب المجتمعة تطالب الشعب بالحفاظ على شرعية ثورة 30 يونيو والانحياز
للوطن عبر الاصطفاف أمام اللجان ليثبتوا للعالم أن الشرعية الدستورية تساندها
شرعية شعبية تزيد على 26 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في انتخابات 2014 ليقطعوا
الطريق على دعاة الفوضى والفتنة والتآمر على مصر".
شرعية شعبية
وقال ياسر قورة إن
الأحزاب اتفقت على هذه الخطة لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات، مضيفا أن
الدولة تحقق لها الشرعية الدستورية والآن نبحث عن شرعية شعبية قوية تساند الدولة
في حربها ضد المؤامرات الخارجية والتهديدات الداخلية.
وتعليقا على هذه
الخطة، قال أكمل قرطام رئيس حزب المحافظين إن الدولة تمر بمرحلة حرجة تستدعي تكاتف
الأحزاب ووقفها صفا واحدا خلف القوات المسلحة والشرطة من أجل عبور هذه المرحلة
العصيبة.
وأشار قرطام، في بيان
له، اطلعت عليه "عربي21"، أن المشاركين في الاجتماع أكدوا على أن الدولة
تتعرض "لمؤامرات خطيرة" من جميع الأنحاء "تستدعي من الجميع الوقوف
وبقوة خلف القيادة السياسية"، لافتا إلى أنه كان من المفترض أن يناقش
الاجتماع أيضا كيفية دعم الحياة السياسية والحزبية في البلاد إلا أن المخاطر الموجودة
على الساحة السياسية حالت دون مناقشة هذه المسألة.
وأضاف أن غرفة
العمليات المشتركة ستتولى تنسيق المؤتمرات الجماهيرية واللقاءات السياسية على
مستوى الجمهورية لتوعية المواطنين بالمخاطر التي تهدد الدولة، إضافة إلى بث روح الأمل
في نفوس المواطنين في مستقبل يحمل كل الخير والرخاء لشعب مصر تحت قيادة عبد الفتاح
السيسي، على حد قوله.