نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" نص الحوار الخاص الذي أجراه رئيس تحريرها "بوعز بسموث" مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
"عربي21"، تنشر هنا النص الكامل للحوار، والذي تضمن إطلالة واسعة على مواقف ترامب من أهم الملفات الشرق أوسطية، والداخلية أيضا.
"آمل أن أكون هنا لزمن طويل"، هكذا قال الرئيس ترامب حين سألته عن ما إذا كان نظام آيات الله في طهران سيكون موجودا حين يغادر البيت الأبيض. فقال: "سنرى". عندما يدور الحديث عن زعيم العالم الحر، يُحتمل أن يكون هذا شبه تهديد. المؤكد أن هذا تلميح واضح بأن إيران لم تعد تعتبر "جهة استقرار" أو كجزء من "الأخيار" في المنطقة، كما أورثنا أوباما (الذي يهاجمه ترامب في المقابلة).
أجريت المقابلة قبل التصعيد الأخير في الساحة الشمالية، ولكن منذئذ كان واضحا أن سوريا وإيران تفحصان مرة أخرى كم هو قصير الفتيل الأمريكي (بما في ذلك ما ورد في التقارير عن استخدام السلاح الكيميائي في الأيام الأخيرة وقصف المستشفيات).
عندما سألته: كم هي إسرائيل حرة في العمل في سوريا وفي لبنان في مواجهة أهداف إيرانية؟ أجاب ترامب بغموض غير مميز. وكانت الرسالة واضحة: "في كل ما يتعلق بإيران، من الأفضل السماح للأفعال أن تتحدث وليس الأقوال. فلا معنى لكشف أوراق الولايات المتحدة مسبقا".
هل يمكن منع إيران من بناء قواعد دائمة في سوريا وفي لبنان؟.. سألت. فأجاب: "أنت سترى. تابع وسترى ماذا سيحصل".
أتعتقد أن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها في الحالات التي يكون فيها بناء كهذا في سوريا وفي لبنان؟
ترامب: "لا أريد أن أعقب على هذا الآن. هذا سابق لأوانه".
ترامب، بخلاف أوباما يعرف أن للأفعال الكثير من القوة أكثر من الخطابات. يبدو أن ترامب يفهم كم هي صحيحة الجملة الأسطورية: إذا كنت تريد أن تطلق النار فأطلقها، ولا تتحدث.
في كل ما يتعلق بإسرائيل، فإنه لم يف فقط بوعده في موضوع القدس، واضح أنه متفاجئ أيضا من مجرد السؤال عن معنى قراره. من ناحيته فإن القرار مفهوم من تلقاء نفسه، وكل ذي عقل يفترض أن يقبله بتفهم، حتى وإن لم يكن بالموافقة.
مثل أسلافه، هكذا اجتذب ترامب إلى الشرق الأوسط منذ بداية رئاسته. غير أن ترامب اضطر لأن يتصدى لإرث شديد على نحو خاص من جانب الساكن السابق في جادة بنسلفانيا 1600: تواجد مكثف لروسيا وإيران في قلب النزاع في سوريا، الذي تحول من محلي إلى إقليمي – استراتيجي.
كل من يعتقد بأنه يمكن إجمال سياسته الإقليمية فقط استنادا إلى السنة الأخيرة، يجدر به أن يتذكر نقطتين أساسيتين وقعتا في الأشهر الأخيرة: الأولى إعلانه أن إيران "تحت التحذير" في أعقاب التجربة الاستفزازية لصاروخ باليستي، والأخرى – قراره إطلاق صلية صواريخ نحو سوريا في أعقاب استخدام السلاح الكيميائي. والخطوتان أنتجتا ثمارا – على الأقل في المدى القصير. وهذا كان فقط "تذويقة" ما يمكن لترامب أن يفعله إذا استمرت الاستفزازات.
ترامب، بخلاف الصورة التي رسمت له في أثناء الحملة، يفضل بالذات العمل على الحديث. عندما يلاحظ فرصة لا يتردد في العمل، لعناية الإيرانيين والسوريين. هذا، رغم حقيقة أن أوباما جعل المهمة أكثر تعقيدا بكثير حين وقف جانبا بينما بدأت القوات الروسية تصل إلى سوريا في أيلول 2015.
هل تشعر أنك في البيت في واشنطن بعد سنة في المنصب؟
"نعم، حقا يمكن القول إنني بت أشعر أني في البيت في هذه المدينة. كانت سنة أولى ناجحة للغاية".
هل برأيك نجحت في تحقيق أغلبية الأهداف التي وضعتها لنفسك في السنة الأولى؟
"أعتقد أنني حققت أكثر مما وعدت، بمعنى معين. حققنا عدة أمور، لم يفكر أحد بأنها قابلة للتحقق. ضمن أمور أخرى، أجرينا التخفيض الأكبر للضرائب، فتحنا إمكانية لاكتشاف النفط في ألاسكا. وألغينا الغرامة على عدم شراء التأمين الصحي وقلصنا الأنظمة الإدارية بحجم لم يشهد له مثيل. هكذا نجحنا أكثر من التوقعات برأيي".
ما هي، من ناحيتك، نقطة الذروة في سنتك الأولى؟
"أعتقد أن القدس كانت نقطة الذروة بالنسبة لي. فهي ذات مغزى في أنني اعترفت بالقدس كعاصمتكم الرائعة. كان هذا قرارا هاما للغاية بالنسبة للكثير من الناس وقد شكروني. وإذا كنا نريد أن نكون صادقين تماما، فكان هناك من لم يرغبوا في أن يشكروني على القرار. ولكن هذا كان وعدا هاما للغاية من ناحيتي، ووفيت به".
أعتقد أن كل الشعب في إسرائيل يشكرك، سيدي الرئيس. فهل كنت تعرف مسبقا بأن في نيتك الإعلان عن القدس كعاصمة لإسرائيل في سنتك الأولى؟
"بالفعل، قلت إني أريد أن أفعل هذا في سنتي الأولى. أنا أفهم لماذا تملص رؤساء آخرون من تنفيذ هذا الوعد. فقد فرض عليهم ضغط هائل ألا يفعلوا ذلك. كل الرؤساء الآخرين فشلوا في تنفيذ هذا الوعد، رغم أنهم وعدوا بذلك في أثناء حملاتهم. ولكني أفهم أن مساعي الإقناع لمنع ذلك كانت هائلة".
حين قلت مؤخرا في دافوس إن قرارك أزال القدس عن طاولة المفاوضات، فماذا كنت تقصد؟
"في أني أزلت القدس عن طاولة المفاوضات أردت أن أوضح أن القدس هي عاصمة إسرائيل. في كل ما يتعلق بالحدود المحددة، سأمنح تأييدي لما يتفق عيه الطرفان".
هل سيتعين على إسرائيل أن تعطي شيئا في مقابل قرارك عن القدس؟
"أعتقد أن الطرفين سيضطران إلى المساومة بشكل ذي مغزى كي يحققا اتفاق السلام".
يوجد توقع وتوتر في إسرائيل قبيل الكشف عن خطتك للسلام. متى ستعرض الولايات المتحدة خطتها للسلام؟
"سنرى ما يحصل. في هذه اللحظة الفلسطينيون غير معنيين بصنع السلام، فهم ليسوا في الموضوع. في كل ما يتعلق بإسرائيل، بالنسبة لها أيضا لست واثقا تماما بأنها في هذه اللحظة معنية بصنع السلام، وبالتالي سنضطر ببساطة لأن ننتظر لنرى ما سيحصل".
هل المستوطنات ستكون جزءا من الخطة؟
"في سياق اتفاق السلام، المستوطنات معقدة بشكل كبير، ودوما عقدت عملية صنع السلام، وبالتالي على إسرائيل أن تعمل بحذر زائد في كل ما يتعلق بالمستوطنات".
كيف ترى العلاقات في المستقبل بين دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، وبين إسرائيل؟
"أعتقد أنها باتت أفضل بكثير... أعتقد أن الدول تحترمني وتقبل بتفهم ما فعلته (بالنسبة للقدس). عندي بالطبع علاقات طيبة جدا مع كثير من دول الخليج، والناس هنا ينظرون إلى كل القتل والدمار المتواصل لسنوات، إلى كل الدمار والقتل وإلى كل الوفرة التي تبخرت. يدور الحديث عن كمية هائلة من الثراء الذي تبخر لها، والناس ببساطة تعبون من كل هذا. وعليه فإن السلام سيكون خطوة ذكية للغاية، سواء بالنسبة لإسرائيل أم بالنسبة للفلسطينيين، وهو سيسمح بأمور أخرى، ولكني أعتقد بأن السعودية ودولا أخرى (في الخليج) قطعت شوطا طويلا (في المسيرة السلمية)".
السعودية ومصر يفترض أن تؤديا دورا أساسيا في خطة السلام، كما أقدر. فهل هما مستعدتان لعمل ذلك؟
"أعتقد نعم. في الزمن المناسب ستوافقان. أنا في هذه اللحظة معني بالصعيد الفلسطيني – الإسرائيلي. أنا لا أدري، للحقيقة، ما إذا كانت ستكون لنا محادثات سلام. سنرى ما سيحصل. ولكني أعتقد بأنه سيكون من الغباء للغاية من جانب الفلسطينيين إذا قرروا عدم صنع الاتفاق، وأعتقد أنه من جانب الإسرائيليين أيضا ستكون هذه خطوة غبية إذا لم يصنعوا الاتفاق. هذه فرصتنا الوحيدة. هذا لن يحصل بعد هذا (بعد محاولة الإدارة)".
هل أنت مستعد للكف عن دعم السياسة الداعمة للمقاطعة على إسرائيل والخروج ضد حركة البي دي أس؟
"أفضل ألا اقول شيئا كهذا لأن كل دولة هي حالة بحد ذاتها. أفضل ألا أتحدث عن هذا".
كيف كنت تصف العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة في السنة الأخيرة؟
"أعتقد أنها ممتازة. أعتقد أن نتنياهو (بيبي) هو ذو قامة (TERRIFIC) وزعيم ممتاز وأعتقد أن العلاقات طيبة، ولكني أعتقد بأنها ستكون أفضل بعد أن يتحقق اتفاق سلام".
هل أدى نائب الرئيس بينس دورا في هذه العلاقات؟
"نعم. هو سيؤدي دورا هاما وأداه حتى الآن".
هل العلاقات أقرب من أي وقت مضى؟
"أعتقد أنه يمكن القول إن العلاقات على ما يبدو هي الأكثر وثوقا من أي وقت مضى. ولكني أشعر أنها ستكون أفضل بكثير إذا ما تمكنا من صنع اتفاق سلام. يمكن القول بيقين إنه لم تكن علاقات وثيقة على نحو خاص في فترة أوباما، فقد منحكم الاتفاق النووي الذي يقول عمليا: تعالوا نعمل في نهاية المطاف أفعالا سيئة ضد إسرائيل. لقد كان أوباما فظيعا لإسرائيل، ببساطة فظيعا. أعتقد أن علاقاتنا جيدة جدا، وأعتقد أنها على ما يبدو في الوضع الأفضل من أي وقت مضى".
نحن في إسرائيل نعتقد بأن الاتفاق النووي، في تموز 2015 اعترف عمليا بالثورة الإسلامية.
"الاتفاق النووي كارثة بالنسبة لإسرائيل. لا أقل. أعتقد أنه كارثة بسبب الطريقة التي جرى فيها، بالشكل الذي وقع فيه وبالشروط التي اتفق عليها. كل شيء ببساطة لا يعقل بالنسبة لي. وهذا اتفاق فظيع بالنسبة لأطراف كثيرة، ولكن بالأساس بالنسبة للجانب الإسرائيلي فظيع جدا".
ولكن بعد ما ورثه لك أوباما، هل سياسة الاحتواء ستنجح حيال إيران؟
"نعم، بلا شك. يمكن أن نرى ما حصل هناك في الشوارع. توجد هناك اضطرابات في الشوارع".
هل انتبهت للتغيير في سلوك إيران منذ قلت إنهم تحت التحذير؟
"انتبهت لتغيير هام في سلوكهم، ولكنني لن أتحدث ما هو التغيير. ولكن لا شك أن هناك تغييرا في السلوك".
هل أنت قلق من المناخ السياسي في واشنطن وفي صلاحيات إنفاذ القانون؟
"تعلمنا الكثير في الأسابيع الأخيرة. تعلمنا الكثير وسنواصل تعلم الكثير. هذا (التحقيق في موضوع روسيا) سيصل إلى نهاية جيدة جدا".
كوريا الشمالية عن تهديد ترامب بالزر النووي: نباح كلب مسعور
ترامب.. سنة أولى رئاسة.. أبرز القرارات والمحطات
ترامب ينفي وجود "علاقة طيبة" تجمعه برئيس كوريا الشمالية