نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا طويلا لمراسلها ديكلان وولش، يتحدث فيه عن أزمة حصار قطر وأسبابها الحقيقية.
وتقول الصحيفة إن القرصنة على وكالة الأنباء القطرية، التي بدأت أزمة الحصار، تمت بعملية إماراتية، وبموافقة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشيرة إلى أن أزمة الخليج بدأت بسلسلة من الأخبار المزيفة.
ويكشف التقرير، بحسب ما ترجمته "عربي21"، عن أن الخلاف القديم اندلع بشأن آلاء الصديق، وهي زوجة معارض إماراتي يعيش في الدوحة منذ عام 2013، وبعد نشرها مقالا على موقع "الجزيرة" حول وضع المرأة في الخليج، طالبت الحكومة الإماراتية بتسليمها، ورفض الأمير تميم بن حمد ذلك، حيث أخبر أحد الدبلوماسيين بأنه يخشى من تعرضها للتعذيب.
ويلفت وولش إلى أن الحادث الثاني هو دفع فدية عن 26 قطريا اختطفتهم جماعة شيعية موالية لإيران في جنوب العراق، ما اعتبره الناقدون لقطر تعبيرا عن استعداد الشيخ تميم للتصرف بتهور، مشيرا إلى أن ذلك قدم للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مادة للحديث عنها.
وتقول الصحيفة إنه "منذ اللحظة الأولى التي حط فيها ترامب رحاله في السعودية، في أول زيارة خارجية له، كان من الواضح أنه مع السعوديين، حيث عمل المسؤولون في الرياض وأبو ظبي عدة أشهر على بناء علاقات قوية مع صهر الرئيس جارد كوشنر، الذي تشرب أفكار الأميرين، محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، حول المنطقة والخطر الإيراني".
وينوه التقرير إلى أن ترامب التقى مع الشيخ تميم، واعتقدت القيادة القطرية أن المقابلة كانت جيدة، مستدركا بأنه بعد عودتهم إلى قطر، فإن مساعدي الأمير قاموا بإيقاظه من نومه، حيث قام أحدهم بالقرصنة على وكالة الأنباء القطرية، وزيفت أخبار على لسانه، بأنه وصف إيران بالقوة العظمى، ومدح حركة حماس، وتوقع عدم استمرار الرئيس ترامب في السلطة.
ويفيد الكاتب بأن التقرير كان مجرد فبركة، إلا أن جيران قطر انتهزوا الفرصة، حيث سارع المعلقون في الإمارات والسعودية لشجب الدوحة، واتصل الشيخ تميم بسرعة مع الوزراء لحذف المقال، معتقدا أن المشكلة قد حلت، وجلس ليشاهد مباراة كرة السلة بين فريقي غولدن ستيت واريرز وسانت أنطونيو سبيرز.
وتستدرك الصحيفة بأن المشكلة قد بدأت، وصعدت القنوات التلفزيونية الإماراتية والسعودية الهجوم على قطر، واتهمتها بتهديد الأمن الخليجي، وانضمت للحملة عدة مراكز بحث محافظة في واشنطن، وفي 5 حزيران/ يونيو أعلنت الحصار دون أي تحذير.
وبحسب التقرير، فإنه حتى ينسب الفضل له، فإن ترامب كتب تغريدته، التي قال فيها إنه سمع أثناء زيارته في كل مرة ذكر فيها الإرهاب اسم قطر، لافتا إلى أن المخابرات الأمريكية أكدت أن من زرع القصة كانت الإمارات، التي تقوم بالدفع من أجل حصار الدوحة منذ عام 2016.
وينقل وولش عن مسؤول، قوله للصحيفة: "الأدلة كلها تقود إلى أبو ظبي"، مقر ولي العهد محمد بن زايد، وقال مستشهدا بتقرير استخباراتي: "لا غموض" .
وتورد الصحيفة أنه علاوة على هذا، فإن المسؤول قال إن الأمير محمد بن سلمان كانت لديه معرفة بالخدعة، ومنح موافقته عليها.
وتختم "تيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، نفى بشكل قاطع هذه الاتهامات، ورفض التعليق.
شركات إماراتية تنفي اعتراض مقاتلات قطرية لأي من طائراتها
بلومبيرغ: إلى أين تمتد حدود اللعبة السعودية في المنطقة؟
الأمم المتحدة تهاجم سجل الرياض الحقوقي وسياستها التعسفية