خصصت صحيفة "الغارديان" مقالا افتتاحيا عن
الصلاة، وكان تحت عنوان: "الصلاة: قلب العالم القاسي".
وتقول الافتتاحية إن "المجتمع البريطاني ربما يتجه بشكل متزايد للعلمانية، لكن هذا لا يجعل البلد عقلانيا أو ملحدا، الحمد لله، فنصف البلد يتفاعل، حيث نشرت نتائج دراسة مسحية أجرتها (تيرفند) وهي منظمة مسيحية، وكشفت أن نصف السكان يصلون بطريقة أقل وأكثر لكن بشكل منتظم، ومن بين هؤلاء 20% يصفون أنفسهم بأنهم لا يتبعون دينا بعينه".
وتشير الصحيفة إلى أن "هذه النتائج الأخيرة تتوافق مع نتائج دراسة أخرى أجرتها (كوم ريس)، التي كشفت في عام 2013 عن أن 25% من السكان يؤمنون بوجود الملائكة، ومثل هذه المعتقدات، فإن عادة الصلاة تفوقت على عادة الذهاب للكنيسة، بل على الإيمان التقليدي بالمسيحية، الذي يتراجع بين الأجيال، وهناك نسبة 45% ممن هم تحت سن الـ 35 عاما يقولون إنهم يصلون".
وتتساءل الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، عن السبب، وما الذي يدفعهم لهذا، قائلة إنه "لا جواب واحدا على هذا السؤال؛ لأن الصلاة في حد ذاتها هي نشاط متنوع، فبعض الصلوات هي رحمات، وبعضها لعنات، وبعد كلام مثل (حفظ الله الملكة)، وقد تكون الصلاة عامة وخاصة، جماعية أو فردية، وهي ليست متشابهة؛ لأن الصلاة يمكن أن تؤدى من شخص أمام جمهور أو بطريقة خاصة من أفراد يعتقدون أنهم جزء من جماعة أكبر، وربما كانت الصلاة العامة إشارة على التقوى أو تلاعب دون حياء بالمشاعر، وربما كانت اعترافا متواضعا بعدم وجود القيم".
وتبين الصحيفة أنه "بالنسبة للبعض فإن الصلاة هي فعل لإثارة الانتباه ومحاولة للاستماع إلى الصمت بطريقة كافية، وهنا أمر واضح، فلا توجد قاعدة علمية للاعتقاد أن الصلاة تحقق أشياء جيدة لبعض الناس، ولا يوجد دليل، وهذا أمر لا يمكن عرضه على التجربة العملية من أن الصلاة تنفع من يصلى من أجلهم، لكن الصلاة كعمل هي مفيدة لمن يصلون ويؤمنون، فلو كنت تصلي دائما فإنك تصبح جزءا من مجتمع، وهو ما يواجه آثار الوحدة، فالعزلة الاجتماعية هي خطر على الحياة أكثر من التدخين".
وتستدرك الافتتاحية بأن "الصلاة المنظمة ليست الشكل الوحيد، فمن يصلون ويقولون إنهم ليسوا متدينين يأملون بعالم تصبح فيه الأماني حقيقة، فالصلاة قد لا تحسن الحياة لكنهم يؤمنون أنها لا تضر أيضا، وقد لا يكون لهذا أي معنى لكنه بالتأكيد منطقي، فالكون القاتم الذي يكشف عنه العلم هو عشوائي ودون هدف ولا يشعر الناس فيه بالأمان".
وتختم "الغارديان افتتاحيتها بالقول إنه "حتى لو كان
الدين كما قال كارل ماركس هو قلب عالم قاس، فإن من يصلون يعترفون بأن العالم بحاجة لقلب، وربما حاول البعض المساعدة بمنحه قلبا".