ملفات وتقارير

لماذا سمحت السعودية بإنشاء دور سينما بعد 35 سنة من المنع؟

قرار إنشاء دور السينما سيثير غضب رجال الدين المحافظين في السعودية - أرشيفية

نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى خلفيات قرار الحكومة السعودية القاضي بإصدار تراخيص لإنشاء دور سينما بداية من مطلع السنة المقبلة. ولئن يعكس هذا القرار رغبة الحكومة السعودية في إضفاء الطابع الحداثي على المجتمع السعودي، إلا أنه لا يخلو من خلفيات اقتصادية.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وزارة الثقافة والإعلام السعودية أصدرت يوم الاثنين بلاغا أعلنت فيه عن إصدار تراخيص لبناء دور السينما بداية من مطلع السنة المقبلة. وعلى ضوء هذا القرار، من المنتظر أن تفتح دور السينما أبوابها للعموم بداية من شهر آذار/ مارس المقبل. وبحلول سنة 2030، من المتوقع أن يبلغ عدد دور السينما في المملكة العربية السعودية 300 دار.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية منعت لأكثر من 35 سنة بث الأفلام نتيجة الضغط الذي كان يمارسه رجال الدين المتشددين على المجتمع السعودي. فخلال السبعينات، كان الدعاة والأئمة المتشددون يتمتعون بنفوذ واسع ويؤثرون على قرارات الملوك. وعلى هذا الأساس، صنفت الفنون على غرار السينما والمسرح والموسيقى في خانة المحرمات في كامل المملكة.
 
وأكدت الصحيفة أن مشاهدة السينما كانت في السابق حكرا على العائلات الغنية التي تخصص غرفا للسينما في منازلها، بالإضافة إلى بعض المواطنين الذين يسافرون في عطلة نهاية الأسبوع إلى البحرين والإمارات العربية المتحدة مما يتيح لهم فرصة مشاهدة فيلم سينمائي.
 
وفي هذا الصدد، صرحت المخرجة السينمائية السعودية، هيفاء المنصور، قائلة: "أكاد أبكي من الفرح منذ الإعلان عن قرار الحكومة السعودية بالسماح بإنشاء دور سينما، خاصة وأن السعوديين يحبون الحياة. إلى حد اليوم، يشاهد السعوديون الأفلام خلف أبواب مغلقة. وأتمنى أن يبث القرار الأخير في نفوسهم الشعور بالسعادة".

 

وأردفت المنصور، أنه "في الوقت الراهن، تعتبر مصر دولة رائدة في مجال السينما على الصعيد العربي وفي المستقبل، آمل أن تكتسح الأفلام السعودية السوق".
 
وأوضحت الصحيفة أن قرار إنشاء دور سينما يندرج ضمن "رؤية 2030" التي وضعها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى بناء اقتصاد سعودي لا يرتكز فقط على النفط، وذلك من خلال الاهتمام بقطاعي السياحة وصناعة الترفيه. والجدير بالذكر أن قطاع السينما سيساهم في دفع النمو الاقتصادي السعودي لا سيما وأنه سيخلق مئات الآلاف من مواطن الشغل.
 
وأوردت الصحيفة أنه وعلى الرغم من أن ابن سلمان يبدو شخصا عدائيا للغاية في علاقته بخصومه، إلا أنه وعد الشعب السعودي بالمزيد من الحريات. وحيال هذا الشأن، أفاد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قائلا: "سنعود إلى تبني الإسلام المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان". وأضاف ابن سلمان أن "70 بالمائة من السعوديين تقل أعمارهم عن 30 سنة. ولن ننتظر 30 سنة أخرى حتى نتخلص من الفكر المتطرف. وبالتالي، يجب علينا القضاء على الأفكار المتطرفة فورا".
 
وتابعت الصحيفة أن قرار إنشاء دور السينما سيثير غضب رجال الدين المحافظين من دون شك. وفي هذا السياق، أوردت المخرجة السينمائية السعودية، هيفاء المنصور أنه "لا يمكن للمجتمع السعودي أن يتطور إلا من خلال فتح أبواب الحوار بين رجال الدين المحافظين والشباب الذي يتوق للانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات". وأردفت المنصور أنه "من هنا فصاعدا، لن يضطر الشباب السعودي لدراسة السينما في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة طالما أن بلادهم ستتيح لهم فرصة تطوير مواهبهم الفنية".
 
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن قرار إنشاء دور السينما أثار فرحة عارمة في صفوف الشباب السعودي. وفي هذا الصدد، تداول الشباب السعودي هاشتاغ "أخيرا السينما في السعودية". وقد نشر أحد المستخدمين تعليقا مفاده: "وأخيرا، يمكننا زيارة السينما بدلا من الذهاب إلى المطاعم".