ملفات وتقارير

مقاطعو قطر يصرون على إقحام الفن في الأزمة.. من المستفيد؟

ماذا سيفعل الفنانون عندما تعود المياه إلى مجاريها - أرشيفية

فيما ينأى كثير من الفنانين عن الدخول في معترك السياسة، والمشاركة في الخصومات، إلا أن بعض الفنانين لا يجدون غضاضة في التصدر والدخول في عالم لا يمت بصلة لعالم الفن بشتى أنواعه.


وفي حين يرى البعض أن السياسة والفن لا يمكن يمتزجان، يؤمن آخرون أن الفن والسياسة متلازمان ولا يمكن فصلهما حتى لو أراد الفنان والسياسي ذلك، بدعوى أن الفن إما أن يروج لسياسات معينة، أو ينتقدها بهدف تصويبها أو لفت النظر لها.


وعادت جدلية الفن والسياسة لتطفو على السطح مؤخرا بعد الأزمة الخليجية، وقرار أربع دول عربية هي المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، ومصر، مقاطعة قطر بدعوى دعمها الإرهاب، والتقارب مع إيران، العدو الأول للمنطقة العربية، بنظر هذه الدول.

 

مسلسل وثلاث أغنيات


واستخدمت دول الحصار الفن غير مرة منذ بدء الأزمة، إذ تناولت الدراما السعودية في مسلسل "طاش ما طاش" الأزمة الخليجية، ووجه أصابع الاتهام إلى قطر بخيانة جيرانها وفتح أبوابها للغريب.


وحاولت الحلقة، كما ثلاث أغانٍ جديدة، تبرير ما فعلته دول الحصار، وإلقاء اللائمة بالكامل على قطر، متعرضة لها صراحة، ومتهمة إياها بخيانة العرب، على لسان فنانين لهم وزنهم في المنطقة الخليجية على وجه الخصوص، رغم أن بعضهم مدح الدوحة منذ زمن ليس بالبعيد.


وأنتج شعراء وموسيقيون خليجيون ثلاث أغان هاجمت جميعها قطر، الأولى؛ علم قطر، من كلمات تركي آل الشيخ، وألحان رابح صقر، وشارك في أدائها؛ رابح صقر، وليد الشامي، عبد المجيد عبدالله، ماجد المهندس، أصيل أبو بكر، راشد الماجد، محمد عبده، ومن إنتاج شركة روتانا.


والثانية؛ قولوا قطر، من كلمات الشاعر الإماراتي، علي الخوار، وألحان فايز السعيد، وشارك في أدائها؛ حسين الجسمي، ميحد حمد، عيضة المنهالي، فايز السعيد، حمد العامري، أحمد الهرمي، فؤاد عبدالواحد، علي بن محمد، من إنتاج شركة الخوار للإنتاج الفني.


أما الأخيرة والأحدث، ما عرفنا يا قطر، وهي من كلمات تركي آل الشيخ أيضا، وألحان رابح صقر، وشارك في أدائها؛ محمد عبده،  عبادي الجوهر، عبد المجيد عبد الله، رابح صقر، راشد الماجد، ماجد المهندس، حسين الجسمي، أصيل أبو بكر، وليد الشامي.


تطوع أم إجبار؟


وحول دخول الفنان معترك السياسة، قال الفنان والكاتب الساخر، أحمد حسن الزعبي، إن الفنان بطبيعته "جبان"، مفسرا ذلك بأنه أكثر من يخشى من السقوط، أو خسارة الجمهور، أو الظهور.


وقال الزعبي في حديثه لـ"عربي21" إن دخول الفن في الأزمة الخليجية بهذا الشكل، يعني أن الطرف الذي يزج بالفن يحاول استخدام كل أوراقه ولا يوفر شيئا.


ولم يستبعد الفنان الساخر أن يكون الفنانون المشاركون مجبرين على المشاركة من باب إثبات الولاء، أو ربما بسبب التهديد بالإقصاء أو المنع من الظهور.


ولفت إلى أن كبار الفنانين الذين يذكرهم الجميع حتى الآن، رفضوا أن يغنوا لأحد، أو أن يصطفوا إلى جانب طرف سياسي، الأمر الذي جعل منهم مثالا على الفن الذي لم يتلوث بالسياسة.


من الخاسر؟

 

ويقامر الفنانون المشاركون في معتركات السياسية بجمهور عريض لا يروقه تدخل فنانه المفضل في معركة سياسية ربما تنتهي لاحقا، غير أن أثرها لن يزول بسهولة.


على جانب آخر، لم يسلم الفنانون الذين امتعضوا من إدخال الفن في الأزمة القطرية من الانتقاد، كالفنانة الإماراتية أحلام الشامسي، التي طالتها انتقادات واسعة، لنأيها بنفسها عن الأزمة لكونها متزوجة من القطري، مبارك الهاجري. 


وغردت أحلام بعد الأغنية "قولوا لقطر" قائلة: "ألا ليت الفن يعود راقيا كما عهدناه"، قبل أن تحذفها بعد الهجوم عليها ونشرت تغريدة أشادت فيها بدولتها الإمارات لكن دون أن تهاجم بلد زوجها.

 

 

أما الفنانة السعودية، وعد، التي أحيت حفل زفاف في قطر، فتلقت اتهامات كبيرة بالخيانة، ومخالفة الموقف السعودي من قطر، فاضطرت إلى أن تعلن بأنها أخذت موافقة من الجهات الأمنية قبل المغادرة إلى قطر، وأنها أم وعليها مسؤوليات، في إشارة إلى أن الأمر لا يعدو كونه عملا لا علاقة له بالموقف السياسي.

 

#وعدت #waed #السعوديه # pic.twitter.com/dlSM1NB7VF

 

 

 

كما رفض حفيد الراحل الشيخ عبدالله بن أحمد الفاتح آل خليفة حاكم البحرين الأسبق، عبدالله آل خليفة الأغنية وغرد قائلا إن هذا العمل ليس من السياسة في شيء واصفا إياه بـ"الفجور".

 

 

كما تناقل المغردون في السعودية إلغاء حفل الفنان العراقي، الذي يحمل أيضا الجنسية القطرية، كاظم الساهر، ما دفع المغردين إلى مطالبة فصل السياسة عن الفن.


ولم يؤكد الفنان العراقي إلغاء حفله هناك، كما لم يصدر عن هيئة الترفيه بيان رسمي حول إلغاء حفلاته المقررة في الرياض وجدة.


يذكر أن أبرز الفنانين الذين هاجموا قطر بعد الأزمة، أنفسهم تغنوا بالدوحة، ومدحوا أميرها، ومنهم؛ رابح صقر، وعبد المجيد عبدالله، وماجد المهندس، وراشد الماجد، ومحمد عبده.

 

 

 

وكانت قطر طالبت مواطنيها ووسائل الإعلام لديها بـ"عدم الإساءة لرموز دول الخليج" وذلك "استجابة لنداء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح"، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية.


وقال بيان الوزارة إنها أعربت عن "تقدير دولة قطر وتثمينها البالغين لما تناوله صاحب السمو الشيخ أمير دولة الكويت الشقيقة، في كلمة سموه في افتتاح دور انعقاد مجلس الأمة الكويتي بشأن الأزمة الخليجية".


وأضافت الوزارة أن قطر "تهيب بالمواطنين والمقيمين وكافة وسائل الإعلام في دولة قطر تجنب الانسياق أو الانزلاق إلى الإساءة لرموز الخليج والبعد عن الانجراف وراء ما يتم ترويجه من دول الحصار من نعرات قبلية عفا عليها الدهر".