انطلقت مراكز الدفاع المدني النسائية في الداخل السوري بالعمل منذ حوالي أربعة أشهر، بمبادرة جديدة من مؤسسة الدفاع المدني، المعروفة باسم "الخوذ البيضاء"، في ظل ظروف صعبة وخطرة تواجه متطوعي هذا الجهاز.
ومن ضمن هذه المراكز النسائية، مركز قرية خربة الجوز الواقع بريف إدلب الغربي، في منطقة مزدحمة بالسكان والعائلات، وهو يعتبر من أهم هذه المراكز ويشهد إقبالا كبيرا من المتطوعات.
وتقول مديرة المركز، رحاب برني، لـ"عربي21"، إن "المركز يستقبل الأطفال والنساء بمختلف الأعمار، وهناك إقبال كبير عليه بشكل يومي حيث يتوافدون من مختلف المناطق المحيطة".
وأشارت إلى أن المركز "يخدم مساحات واسعة من ريف جسر الشغور الغربي، فضلا عن عشرات المخيمات المنتشرة على الشريط الحدودي مع تركيا في المنطقة ذاتها". كما يقدم المركز، بحسب برني، "خدمات متنوعة، أبرزها إسعافية، كتعقيم وتضميد الحروق والجروح وخياطتها، وتركيب سيروم وجلسات رذاذ، وإعطاء حقن عضليه، ومراقبة الحمل والإباضة، والقيام بحملات توعيه وتثقيف صحي، بالإضافة إلى المساعدة في حملات اللقاح".
وأوضحت أن المركز يسعى، منذ انطلاقه، "لتحسين عمل المتطوعات، وزيادة خبرتهن من خلال وضع خطة تدريب اختصاصية ستقام قريبا بهدف تطويرهن، فضلا عن أنهن خضعن أيضا لدورة بحث وإنقاذ من أجل تحسين وضع العمل وتهيئة المتطوعات للعمل في ظروف الحرب والقصف وطرق نقل المصابين وتأمين سلامة المسعف والمصاب وتعليمهم كيفية التعامل مع الحرائق وإطفائها بكافه أنواعها"، كما قالت.
وذكرت برني أن هناك حاجة ملحة لوجود هذه المراكز، "فهي تقدم خدمات عديدة وتتواجد في مناطق غير مخدمة بشكل كبير تضم مخيمات بحاجة لحملات توعية وتثقيف صحي، لا سيما في هذه الظروف"، مؤكدة أن المتطوعات يعملن "ضمن ظروف صعبة، لا سيما مع استمرار موجات النزوح والوضع الأمني المتردي بسبب القصف"، لكنها نفت تعرضهن لأي مضايقات من قبل الفصائل العسكرية العاملة على الأرض.
ويقول المسؤول الإعلامي في الدفاع المدني، خالد الخطيب، لـ"عربي21"، إن "هناك دورا كبيرا للنساء في الدفاع المدني".
وأشار إلى أنه "كانت هناك متطوعات تعملن في بداية عمل الدفاع المدني في عام 2013، بجانب المتطوعين الذكور، لكن بعدد أقل، وذلك بسبب غياب الدعم وعدم وجود إمكانية لزيادة عددهن"، مستدركا: "لكن في الوقت الحالي، وبسبب الحاجة الماسة لوجود النساء في التوعية والمساعدة في المجال الطبي والإسعافي، وزيارة المخيمات والمدارس والنساء، والحديث عن دور النساء، وتقديم المساعدة أثناء الولادة ومراقبة الحمل، تم افتتاح 44 مركزا نسائيا، يوجد فيها 375 متطوعة".
وأكد أن هناك حاجة كبيرة لوجود العنصر النسائي، "فهناك الكثير من الخدمات التي كان يعجز عن تقديمها العناصر الذكور، وبما أن هدف الدفاع المدني خدمة كافة فئات المجتمع فقد عملوا على فتح المراكز النسائية، وكان هناك إقبال كبير من قبل النساء لتطوع والعمل في هذا المجال".
ولفت إلى أن أبرز المشاكل التي تواجهها النساء في العمل بمراكز الدفاع المدني هي خطر القصف والاستهداف من قبل الطيران، لا سيما أن مراكز الدفاع المدني تعتبر هدفا له، "لما تقوم به فرق الدفاع المدني من توثيق لانتهاكات حقوق الإنسان ولعمليات القصف"، كما قال.
من جهتها، أكدت مروة السيد، وهي إحدى النازحات في مخيم الأنصار بقرية عين البيضا، أن وجود المراكز النسائية للدفاع المدني في ريف إدلب الغربي شكل عامل راحة وأمان لها، مشيرة إلى أن المتطوعات قدمن الكثير من المساعدات للنساء، أبرزها في أمور التوعية الصحية وكيفية التعامل خلال فترات الحمل والولادة، وغير ذلك من الخدمات.
يذكر أن الدفاع المدني في ريف إدلب الغربي له عدة مراكز، من ضمنها المراكز النسائية، إضافة إلى نقل مراكز الساحل السوري نحو هذه المناطق. وتعمل هذه المراكز على تقديم خدمات متنوعة من إنقاذ وإسعاف وإخماد للحرائق، فضلا عن مساعدة العائلات النازحة في بناء الخيم وفتح ممرات وطرقات للمخيمات التي يتم إنشاؤها، ونقل المياه لها في أحيان كثيرة.
أكثر 10 مدن عالمية سجلت كـ"هاشتاغ" بإنستغرام (صور)
هكذا ردت شكران مرتجى على موقف مكسيم خليل من المنتخب
الفنان مكسيم خليل لسوريين: اعذروا خيانتي