وضع موقع ألماني اسم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بقائمة الأعلى أجرا بين رؤساء العالم، متفوقا على قادة دول 5 دول بينها الصين والهند، فيما أكد محللون أن المخفي من دخل السيسي أكبر بكثير من المعلن بسبب عدم شفافية النظام.
وحسب تقرير أعده حول رواتب أهم قادة ورؤساء العالم، أكد موقع "فيكس كاش" الألماني بالأرقام أن السيسي، يتقاضى نحو (60.471 يورو) سنويا، أي (مليونا و200 ألف جنيه مصري)، وحوالي (1166 يورو) يوميا، أي (23230 جنيها)، في حين أنه تحصل منذ بداية حكمه بمنتصف 2014، على نحو (193.176يورو)، أي (4 ملايين و26 ألف جنيه مصري).
ولكن محللون أكدوا لـ"عربي21"، أن هذا الرقم الذي أعلنه الموقع الألماني أقل بكثير من الحقيقة وأن السيسي يتحصل سنويا على أضعاف هذا الرقم من العمولات والتعاقدات إلى جانب امتيازات أخرى كثيرة وغير معلنة ويتم التكتم عليها، في إطار ما أسموه "عدم شفافية النظام في عرض الحقائق وكشفها للشعب".
وتصدرت قائمة الموقع الألماني، دول سنغافورة وأمريكا وأستراليا والنمسا وألمانيا وكندا وبلجيكا والسويد والدنمارك وروسيا والنمسا وهولندا وتركيا، بينما تذيلت أوكرانيا وكمبوديا وفيتنام قائمة الزعماء الأقل أجرا.
وحل رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ، أولا بين رؤساء العالم بأجر سنوي بلغ (1.445.893 يورو)، تلاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث يتقاضى (341.908 ألف يورو) كأجر سنوي، يليه رئيس الوزراء الأسترالي، بمبلغ (338,764 يورو)، فيما تتقاضى المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل (310,800) يورو سنويا، كما يحصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أجر سنوي يبلغ (126,246يورو)، فيما يبلغ الأجر السنوي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان (92,232 يورو).
ورغم أن ما يتقاضاه عدد غير قليل من رؤساء العالم بالقائمة يفوق أجر السيسي إلا أن أجر السيسي السنوي يتفوق على بلدان يفوق الناتج القومي لها الناتج القومي للدولة المصرية في عهد السيسي.
وبحسب القائمة فإن راتب السيسي السنوي يفوق أجر قادة اثنتين من الدول الصناعية الكبرى ومن أكبر دول العالم من حيث الناتج القومي، وهما الصين والهند ثاني وسادس اقتصاد في العالم.
حيث تفوق أجر السيسي (60.471 يورو) سنويا، على الأجر السنوي لرئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، (25.800 يورو)، كما فاق أيضا راتب الرئيس الصيني، شي جين بينغ (17.458 يورو).
ويعد الاقتصاد الهندي سادس أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج الإجمالي المحلي، بعد الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا وفرنسا، حسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في نهاية 2016.
أما اقتصاد الصين فيأتي بالمرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة، وتعد أكبر مصدر للسلع التجارية وثاني أكبر مستورد لها، وخامس أكبر مصدر وثالث أكبر مستورد للخدمات التجارية.
كما يتفوق أجر السيسي أيضا، على أجر رئيس أوكرانيا بترو بوروشنكو، (11.640 يورو)، ورئيس وزراء كمبوديا هون سين، (9.192 يورو)، ورئيس وزراء فيتنام نجوين شوان فوك، (6.492 يورو)، ويقترب من أجر رئيس وزراء بولندا، بياتا سيدلو، (67.574 يورو).
ويرى الكاتب الصحفي خالد الأصور، أن "الأرقام الواردة في التقرير وفق ما ذكره الموقع الألماني غير منطقية"، متسائلا: "هل يعقل أن أجر السيسي فقط 60 ألف يورو سنويا، أي 5 آلاف يورو فقط شهريا؟"، مؤكدا أن هذه أرقام غير دقيقة وأقل من الواقع بكثير.
وقال الأصور في حديث لـ"عربي21"، "لكن الأهم من ذلك؛ أنه يجب أن نعترف أنه في ظل أي نظام ديكتاتوري فالأرقام لا اعتبار ولا احترام لها"، مضيفا "حتى الأرقام الرسمية المعلنة لا قيمة لها لأنها تصدر عن نظام فاسد"، موضحا أن "الديكتاتورية والفساد قرينان ولذا لا يمكن الاستناد إلى أرقام في ظل نظام تنعدم فيه الشفافية وتداول المعلومات".
وحول التناقض الكبير بين الأجر الذي يحصل عليه السيسي وبين أجور المصريين ووقف زيادة الأجور وتقليص الدعم من جهة ودعوات السيسي المصريين للتبرع والتقشف من جهة أخرى، قال الباحث السياسي: "حين يجتمع الاستبداد والفساد في منظومة دولة تصبح باعتراف السيسي نفسه شبه دولة".
بدوره يرى أستاذ التمويل والاقتصاد بجامعة صباح الدين زعيم في إسطنبول، الدكتور أشرف دوابه، أن "ما أعلنه الموقع الألماني عن أجر السيسي إنما هو الأجر الرسمي المعلن فقط"، موضحا لـ"عربي21"، أن "هناك دخلا آخر غير معلن يناله السيسي من المزايا الأخرى والكثيرة والتي يتمتع بها قائد الانقلاب"، مضيفا أن "غير المعلن أكثر من ذلك بكثير".
ويضيف الأكاديمي المصري: "لأن نظام السيسي استبدادي تغيب عنه بيانات الشفافية وتقارير الإفصاح، ولا يوجد من يحاسبه في الأساس؛ فإنه كحاكم ينعم بكل المزايا في الوقت الذي يعاني فيه الشعب من حياة الفقر".