بعد مرور 12 عاما على قصف زوارق الاحتلال
الإسرائيلي لعائلتها على شاطئ بحر
غزة ومشهدها الشهير حين جلست بجانب جثة والدها وإخوتها وهي تصرخ، ظهرت الفتاة الفلسطينية
هدى غالية في حفل تخرج جامعي.
ووقفت هدى وهي ترتدي ثوب التخرج بعد نيلها شهادة البكالوريوس من الجامعة الإسلامية بغزة وطرحت على الجمهور سؤالا: "بتعرفوا مين أنا؟ فاكرين البنت اللي كانت على شاطىء بحر غزة يوم الجمعة 9/6/2006 وكانت مبسوطة مع أهلها، وقاعدين مبسوطين ضربتهم زوارق الاحتلال واسشهد والدها وأربعة من أخواتها وخالتها وتصاوبت أمها وأخوها وأربعة من أخواتها.. أنا هذه البنت هدى علي غالية".
وقالت هدى إن عائلتها تفرقت بين مصر وإسرائيل للعلاج ولم يلتئم شمل العائلة سوى بعد 6 أشهر: "لكننا احتسبنا وصبرنا وعشنا وكملت حياتي وتعليمي ونجحت في الثانوية العامة والجامعة الإسلامية قدمتلي منحة".
وقالت هدى إن والدتها: "كان لها دور كبير في تنشئتها ونجاحها وإكمال مشوار حياتها".
من جانبه قال رئيس الجامعة الإسلامية بغزة الدكتور عادل عوض الله إن، "هدى ليست فردا عاديا في الشعب الفلسطيني، بل هي قطعة من كل إنسان فلسطيني".
وأضاف عوض الله: "هدى دخلت إلى قلوبنا وأرواحنا وواجب علينا أن نقف معها كنا معها في البكالوريوس، ومستعدون للوقوف معها في كل مراحلها، ولكل أبناء وبنات الشهداء كل التقدير في الجامعة".
وتعود قصة هدى غالية إلى عام 2006 حين توجهت مع عائلتها إلى شاطئ منطقة السودانية شمال قطاع غزة بعدما وعدها والدها برحلة للبحر بسبب حصولها على درجات عالية في المدرسة، لكن هذه الرحلة كانت الأخيرة للعائلة بعد قصفها بقذائف من زوارق الاحتلال في عرض البحر.
وفقدت هدى ستة من عائلتها بينهم والدها وأصيب البقية بجروح مختلفة بعد سقوط القذائف على مقربة منهم، وزعم الاحتلال في حينه أنه كان يستهدف مجموعة من أفراد المقاومة على الشاطىء.
وزاد الاحتلال في مزاعمه بأن القذائف سقطت في منطقة بعيدة عن العائلة وما تسبب في حجم الضحايا الكبير، كان ذخائر مدفونة تحت الشاطىء، وهو ما نفته العديد من تقارير المؤسسات الحقوقية التي اتهمت الاحتلال بتعمد قصف المتنزهين على شاطىء البحر.
وتسببت مجزرة آل غالية في حينه في إصابة هدى بأزمة عصبية أثرت عليها لسنوات لاحقة، وأدت لتراجع تحصيلها الدراسي بعد أن كانت واحدة من الطالبات المتفوقات في مدرستها، لكنها تمكنت من الحصول على معدل أكثر من 70 في الثانوية العامة، وحصلت على منحة جامعية لتتخرج أمس.