عقد اتفاق جديد بين حركة "
أحرار الشام" و"
هيئة تحرير الشام" في
إدلب، مساء الأحد، عقب تجدد التوتر والاقتتال في المدينة وريفها، بعد اتفاق سابق بينهما أعلن عنه الجمعة الماضي، تم على إثره تسليم معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا إلى إدارة مدنية.
ونص الاتفاق الجديد على العودة إلى الاتفاق الجمعة، وأن يجري التراجع عن كل التجاوزات الحاصلة بعده، في مدة أقصاها خمسة أيام، وإيقاف حالة الاستنفار والمضايقات والاعتقالات والتعدي بأي شكل من الأشكال على الممتلكات والأنفس والمقرات.
واتفق الجانبان على أنه يحق لكل كتيبة أو لواء من حركة أحرار الشام ترى أنها انضمت إلى الهيئة مكرهة العودة عن انشقاقها من أحرار الشام.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر ليل الأحد، أن هيئة تحرير الشام سيطرت على معبر خربة الجوز الحدودي مع لواء إسكندرون والواقع في ريف إدلب الغربي، وجاءت عملية السيطرة عقب انسحاب حركة أحرار الشام من المعبر، وسط إطلاق نار في منطقة المعبر أثناء عملية الانسحاب.
من جهته، قال الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أحمد أبو علي، لـ"
عربي21"، إنه "لا يوجد ضامن لتوقف الاشتباكات تماما، ويمكن أن يتم إعادة الوضع للاتفاق السابق، لكن إذا تكررت الاشتباكات فستعود بصورة أعنف عما سبق، وسيندلع صدام كارثي بين أحرار الشام والهئية في الشمال السوري".
اقرأ أيضا: انشقاقات واشتباكات بين الفصائل بإدلب.. وفصيل جديد بالجنوب
وأرجع ذلك إلى أن "ثقافة الحوار غائبة تماما بين الفصائل الثورية، وذلك يؤدي إلى حسم عسكري"، مشيرا إلى "تأثير الدعم والمال الخارجي وفرض الإملاءات الخارجية من بعض الدول على كثير من الفصائل، يؤزمان الوضع".
وأضاف أنه سيكون هناك معركة كبيرة في إدلب إذا لم تتفق الفصائل فيما بينها على توحيد الجهود العسكرية، وفق قوله.
وأشار أبو علي في حديثه إلى أن "هيئة تحرير الشام تخشى على نفسها أن تكون الهدف القادم بعد تنظيم الدولة، فهي مجبرة على توسيع نفوذها وضمان أماكن ارتكاز واسعة لها، حتي لا يتم الإطاحة بها مباشرة".
وأوضح أن الحل الأمثل وفق رؤية الهيئة هو "التوحد بين كل الفصائل، حتى لا يصف المجتمع الدولي أي فصيل بأنه إرهابي".
وقبل التوصل للاتفاق، كان قد لقي أكثر من 10 عناصر من "هيئة تحرير الشام" مصرعهم، وأصيب آخرون بتفجير سيارة مفخخة الأحد، استهدف تجمعا لهم في مدينة إدلب السورية بعد ساعات من سيطرة الهيئة عليها.
وتمكنت سيارتان تابعتان لـ"هيئة فتح الشام" التي تعد العمود الفقري لـ"تحرير الشام"، من السيطرة على حاجز "قرية الزعينية" الذي يتبع للأحرار، على طريق "جسر الشغور" القديم.
اقرأ أيضا: ماذا وراء الاقتتال الفصائلي بإدلب وما أسبابه؟.. خبراء يجيبون
وتسعى "تحرير الشام" للسيطرة على كامل المناطق الحدودية مع تركيا، حيث تمكنت من السيطرة على غالبية هذه المناطق من "أطمة" حتى معبر "باب الهوى" و"حارم و"سلقين"، وصولا إلى "خربة الجوز" و"الزعينية".
وفي سياق آخر، قتل شاب وسقط عدد من الجرحى، في مدينة الرقة، عقب استهداف قوات عملية "غضب الفرات" لمناطق في حديقة البستان بعد منتصف ليل الأحد، بينما نفذت الطائرات الحربية غارات عدة على مناطق في قريتي زور شمر والمغلة في ريف الرقة الشرقي، سببت أضرارا مادية.
ودارت اشتباكات بين قوات النظام و"تنظيم الدولة" في محور اللواء 137 غربي مدينة دير الزور، فجر الاثنين، وترافق مع قصف قوات النظام على مناطق الاشتباك وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وقصفت قوات النظام بعد منتصف ليل الأحد، مناطق في قرية الخراب بريف حلب الشمالي دون وقوع إصابات..
في حين استهدفت الفصائل المقاتلة تمركزات لقوات النظام في حاجز أبو عبيدة شمال مدينة محردة بريف حماة الغربي بقذائف عدة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام.
اقرأ أيضا: اتفاق بين "أحرار الشام" و"تحرير الشام" بعد اقتتال دام لأيام
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن طائرة بدون طيار استهدفت مركبة على الطريق الواصل بين دوار النادي وسوق الأغنام في مدينة الميادين الواقعة بريف دير الزور الشرقي، أسفرت عن احتراق السيارة بشكل كامل وقضى من كان بداخلها ولم تعرف هوية الذين قضوا حتى اللحظة وما إذا كانوا من "تنظيم الدولة" أم مواطنين مدنيين.
واستهدفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة أماكن في محور "حربنفسه" في الريف الجنوبي لحماة، في حين نفذت طائرات حربية المزيد من الغارات على ريف حماة الشرقي، تزامنا مع اشتباكات في محاور بالريف الشرقي، بين قوات النظام و"تنظيم الدولة".
ولا تزال المعارك العنيفة متواصلة على محاور شمال حقل الهيل النفطية ومحاور أخرى قرب طريق السخنة-تدمر في بادية حمص الشرقية، بين قوات النظام و"تنظيم الدولة"، وسط تقدم التنظيم ووقوع خسائر بشرية بين طرفي القتال.