تتواصل حملة قطع العلاقات مع
قطر من بعض الدول العربية وغيرها، فكيف سيطال القرار
اللبنانيين المقيمين في قطر، وهل سيكون له تداعيات على حياتهم اليومية وأعمالهم؟
وقال مدير تطوير الأعمال في إحدى الشركات الكندية في قطر، محمد تقلا، إن "اللبنانيين في وضع جيد الآن في الدوحة، سواء في ما يتعلق بتسهيلات منح الفيزا، بعد صعوبات جمّة عشناها قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وأصبح بإمكاننا أن نطور أنفسنا بعد إلغاء نظام الكفيل، واقتصار حاجتنا على رخصة تجارية لفتح مشروع".
وأضاف تقلا في مقابلة له مع صحيفة النهار، أن "الإعلام يعمل على تضخيم الأمور، وباستطاعة القطريين الخروج من الأزمة بسهولة، والدليل أن الاستثمارات في ارتفاع".
وعلى صعيد زيادة الأعباء المادية والبدنية المترتبة على الأزمة، علق المدير التنفيذي لقرية "بدر حسون" اللبنانية المتخصصة ببيع الصابون والعطور، أحمد حسون: "افتتحنا فرعنا في قطر عام 2000، وبعد التجربة يمكن القول إن السوق القطرية من أقوى الأسواق
الخليجية على الرغم من صغر البلد، إذ إن المواطنين لديهم قدرة شرائية مرتفعة".
وأضاف أن الشركة ستتأثر نتيجة عدم القدرة على إيصال البضائع عن طريق البر، وتحمّل أعباء ماضية إضافية عن طريق شحنها بالجو، مؤكدا أن الإقامة القطرية تمكنهم من التنقل بين دول مجلس التعاون الخليجي بكل حرية وهذا لن يحصل بعد الأزمة الخليجية، مشيرا إلى صعوبات منح فيزا خليجية للبنانيين في الفترة الأخيرة.
اقرأ أيضا: استياء في الشارع الأردني بعد انحياز الحكومة ضد قطر
وأشارت اللبنانية المقيمة في قطر منذ 12 عاما، ندى، إلى أن هناك خاسرين ومستفيدين من
قطع العلاقات مع قطر.
وأوضحت أن "الخوف من التداعيات السلبية ينحصر لديها على صعيد العمل لا على سير الحياة اليومية من مأكل ومشرب وما شابه"، مضيفة أن هناك منافذ عدة بحرية وبرية وجوية ستبقى مفتوحة لاستيراد السلع الغذائية، لذلك فإنه لا داعي للتهويل والهلع.
أمّا على صعيد الأعمال، فقالت ندى، وإن كانت قطر لا تعتمد على دول الخليج ولا تحصل منها على تمويل، فإننا سنتأثر لأن هناك صعوبة في إيجاد مصادر أخرى للبضائع المستوردة، ما سيؤدي إلى ارتفاع تكلفتها ومزيد من الوقت لوصولها.
اقرأ أيضا: أزمة الخليج مع قطر تتجاوز السياسة لتهدد النسيج الاجتماعي
وأوضحت أنه لم يعد سهلا أن تزور لبنان بعد إغلاق الأجواء في وجه الخطوط القطرية، ما يعني أن الرحلة ستطول وستستغرق نحو 7 ساعات بدلا من ثلاث، عدا عن زيادة التكاليف.
وأشارت ندى إلى أن المستفيد هو شركة طيران الشرق الأوسط التي سيرتفع عدد رحلاتها إلى بيروت.
وقالت صاحبة مؤسسة "مونة بيت جدي" للموادّ الغذائية اللبنانية، منى حسون، المقيمة في قطر منذ عشر سنوات، إنها لا تخشى من أي تداعيات اجتماعية أو اقتصادية.
وحول تأثيرات سلبيّة متعددة الاتجاهات أكد الخبير الاقتصادي، البروفيسور جاسم عجاقة، أن حربا تخاض ضد الريال القطري، من نتائجها إمكان انخفاض قيمته، مشيرا إلى أن اللبنانيين يتقاضون بالريال، فإن "قيمة تحويلاتهم بالدولار الأمريكي التي تصل إلى 56 مليون دولار سنويا قد تنخفض بنسبة 10 بالمئة".