نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن سيطرة القوات
العراقية على فندق نينوى الدولي، المنتجع الفاخر الذي كان تحت قبضة
تنظيم الدولة في
الموصل.
وقالت الصحيفة إن هذا الحدث أزاح الستار عن الوجه الآخر لحياة التنظيم في معقله الرئيسي في العراق.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه خلال السنتين الماضيتين، أحدث تنظيم الدولة عدة تغييرات على الفندق الفاخر، وجعله "متماشيا مع تعاليم الإسلام" وفق اعتقاده. وقد خصص هذا المكان لإيواء قادته "الأكثر تبجيلا"، وعائلاتهم.
وأضافت الصحيفة أن هذا الفندق كان أيضا بمثابة مكان للترفيه والراحة خلال عطلة عناصر تنظيم الدولة "المميزين". وبهذه الطريقة، تحول فندق نينوي الدولي إلى مكان فاخر يديره عناصر تنظيم الدولة، إلى أن تم تحويله إلى قاعدة قتال بسبب المستجدات العسكرية التي طرأت في تلك المنطقة.
وبينت الصحيفة أنه تم تغيير اسم فندق نينوى الدولي منذ استيلاء تنظيم الدولة عليه وتكفله بإدارته. وأصبح هذا المكان يحمل اسم "فندق الوارثين". وقد توافد على غرفه التي يبلغ عددها 262 غرفة، والمطلة على المناظر الخلابة لنهر الدجلة، "نخبة" من عناصر تنظيم الدولة وعائلاتهم، نظرا لأنهم القادرون على دفع مصاريف هذه الإقامة المتميزة. علاوة على ذلك، شهد المكان زيارات "وزراء تنظيم الدولة"، وقائدهم أبو بكر البغدادي، كلما مر بالمدينة.
وذكرت الصحيفة أن تنظيم الدولة استبدل الأعلام الدولية في مدخل الفندق بأعلامه الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، عمد إلى إزالة النقوش الآشورية للكائنات الأسطورية التي كانت تزين الجدران. كما غيرت "إدارة" تنظيم الدولة قائمة الطعام، واستبدلتها بأخرى تحمل أسماء مأكولات "حلال" ومشروبات غير كحولية.
وأوردت الصحيفة أنه خلال افتتاح فندق "الوارثين"، استدعى تنظيم الدولة الصحافة المحلية لمواكبة هذا الحدث. وفي هذا السياق، كشف أحد صحفيي الموصل، ويدعى لؤي، أن "هذا الحدث شهد حضور عناصر تنظيم الدولة من جنسيات مختلفة". وأضاف الصحفي أنه "عندما يزور البغدادي المكان، تشدد الإجراءات الأمنية. كما تغلق بعض الشوارع المؤدية للفندق، كي لا يتمكن أحد من الوصول إلى باحته".
ونقلت الصحيفة أن تنظيم الدولة كان يوظف عناصره الموثوق فيهم للعمل في الفندق، بسبب القيود المفروضة على هذا المكان الذي تشدد فيه الحراسة بشكل كبير. وشهد هذا الفندق تنظيم حفلات زفاف لكبار قادة تنظيم الدولة، الذين عادة ما يتزوجون باليزيديات المحتجزات أو بالأجنبيات اللاتي جئن طوعا إلى العراق وسوريا.
وتجدر الإشارة إلى أن "وزير الدعاية" التابع لتنظيم الدولة، قد بث في السابق مقطع فيديو بهدف الترويج للفندق. وقد ظهر في هذا الفيديو المسبح المضاء في الليل، وقاعة استقبال الفندق الفخمة والمزينة بأرضية رخامية حديثة الترميم، وغيرها من مظاهر البذخ الأخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن عناصر تنظيم الدولة قد جلبوا من القرى المسيحية مثل الحمدانية وبرطلة، العديد من ألعاب الأطفال الضخمة، لتزين أماكن الترفيه بالفندق. وتلاحظ الآن العديد من قاعات الاحتفالات المهجورة، مع الكثير من الألعاب الأخرى ووسائل الترفيه التي كانت في خدمة أبناء عناصر تنظيم الدولة.
وأوضحت الصحيفة أن تنظيم الدولة قام ببناء طريق جديد يؤدي إلى فندق الوارثين، وأطلق عليه اسم "طريق الخلافة". وكان هذا الطريق مخصصا للسيارات الرسمية التابعة لتنظيم الدولة، وذلك لتجنب زحمة السير التي تشهدها الموصل أحيانا. وخلال إنشاء هذا الطريق، دمرت جرافات تنظيم الدولة جزءا من الموقع الأثري الآشوري الذي يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
وأضافت الصحيفة أنه خلال الهجوم من أجل استعادة الموصل، تحول المنتجع الفاخر إلى مقر عسكري لعناصر تنظيم الدولة الذين استقروا في طابقه السفلي.
وقالت الصحيفة إن قاعة الاستقبال الفخمة واثنين من مطاعم الفندق قد دمروا بالكامل. أما الطابق السفلي، فقد تحول إلى كهف مظلم يضم جبالا من الأنقاض وكتل الحديد.