تبدو أهداف المعارك التي يخوضها النظام السوري ضد
تنظيم الدولة بريف
حلب الشرقي، بالقرب من الحدود الإدارية للرقة التي ينتظرها صيف ساخن، سياسية أكثر منها عسكرية.
وعلى ما يبدو، فإن رهان النظام على تكرار سيناريو معركة الموصل في معركة الرقة، يدفع به إلى إظهار نفسه كشريك عسكري في حال واجهت معركة الرقة انتكاسات عسكرية.
ويقرأ محللون في إشعال النظام لمعارك بلدة مسكنة، المعقل الأخير لتنظيم الدولة في محافظة حلب، "استعدادا من النظام لانتهاز فرصة ما"، كتلك التي أتاحها تأخر حسم عملية درع الفرات لمعركة مدينة الباب في أواخر العام الماضي، حين سيطرت قواته على مساحات واسعة في ريف حلب الشرقي.
واعتبر الإعلامي السوري حارث عبد الحق، أن النظام من خلال اقترابه من الرقة، "لا يتطلع إلى الانخراط في المعركة، بقدر ما يخطط للمشاركة في حكم المدينة في المرحلة التي تليها"، وفق قوله.
وقال عبد الحق لـ"
عربي21": "النظام مرتاح لعدم مشاركته بمعركة الرقة للآن؛ لأنه لن يدفع الفاتورة الكبيرة للمعركة، وكذلك هو يتجنب الضغط على جهة تساندها قوى دولية كبرى"، في إشارة إلى دعم الولايات المتحدة للوحدات الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات
سوريا الديمقراطية.
وأشار إلى ما جرى في مدينة منبج، بريف حلب الشرقي، مبينا أن النظام تمكن من دخول المدينة واستطاع أن يشارك في حكمها، بعد طرد قوات سوريا الديمقراطية؛ تنظيم الدولة منها.
لكن الناشط الإعلامي أحمد محمد؛ يرى أنه لا يمكن قراءة أهداف النظام من وراء تصعيده العسكري ضد تنظيم الدولة في محيط بلدة مسكنة، بمعزل عن تطورات المشهد العسكري التي تشهدها البادية السورية.
ولفت محمد، وهو من مدينة منبج، إلى الموقع الجغرافي لبلدة مسكنة؛ الذي يربط مناطق شرقي حلب بالبادية السورية. وقال: "كثرة الطلعات الجوية التي تنفذها المقاتلات الروسية على البلدة، تشير إلى إصرار قوي من النظام وحلفائه للسيطرة على هذه البلدة، تمهيدا لاحتمالين: التوجه شرقا نحو البادية، أو لتوسيع نطاق حماية مطار الجراح العسكري القريب من مسكنة"، وفق تقديره.
وكان النظام السوري قد أعلن عن سيطرته على مطار الجراح العسكري (أو كشيش) بريف حلب الشرقي، في 13 أيار/ مايو الجاري، بعد معارك مع تنظيم الدولة.
وحسب محمد، فإن الروس يسعون إلى إعادة تجهيز المطار الواقع إلى الغرب من بلدة مسكنة، ليكون قاعدة متقدمة لهم في المنطقة القريبة من الرقة ومن تركيا، على حد قوله.
من جهته، يتحدث الباحث في مركز "عمران للدرسات الاستراتيجية"، ساشا العلو، عن أهمية بلدة مسكنة الاستراتيجية، لكنه وفي الآن ذاته يعتقد أن النظام يهدف من خلال تقدمه في هذه المنطقة؛ إلى احتكار قتال التنظيم، وعزل جبهات المعارضة عن جبهات التنظيم بالمطلق.
وقال لـ"
عربي21": "في حال نجح النظام في فصل مناطق المعارضة عن التنظيم، فلن تلتفت الدول الفاعلة للمعارضة بالمطلق؛ لأن الذي يقاتل التنظيم هو الطرف الذي سيكون محط أنظار تلك الدول".
وأضاف: "لقد فصل النظام مناطق سيطرة المعارضة عن مناطق التنظيم في حلب وإدلب وفي أجزاء من الجنوب السوري، والآن يتجه لذلك في البادية السورية"، وفق قوله.