صحافة دولية

إندبندنت: هل يلغي الأردن قانونا يسمح بزواج المغتصب من ضحيته؟

إندبندنت:  الأردن يقترب من إلغاء قرار يسمح بزواج المغتصب من ضحيته- أرشيفية
إندبندنت: الأردن يقترب من إلغاء قرار يسمح بزواج المغتصب من ضحيته- أرشيفية
نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمراسلتها في بيروت بيثان ماكرنان، تقول فيه إن النساء في الأردن ينتظرن بفارغ الصبر قيام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بإصدار أمر ملكي يلغي فيه القرار الذي يسمح للمغتصب بالزواج من الضحية ليهرب من العقوبة.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الأردن يقترب من إلغاء هذا القرار بعدما أوصت لجنة ملكية بإلغاء المادة 308 من قانون العقوبات التي تحمي المغتصب أو من يحاولون الاغتصاب أو يخطفون ضحاياهم للزواج منهن، لافتا إلى أن الأمر في يد الملك، الذي يملك القرار التشريعي والبرلمان، حيث يمكن صدور القرار في أي وقت.

وتذكر ماكرنان أن القانون الأردني ينص على عقوبة المغتصب بالسجن سبعة أعوام، أو بالإعدام إن كانت الضحية تبلغ من العمر 15 عاما أو أقل، مستدركة بأن العقوبة فيها عدد من الثغرات تسمح بزواج الشخصين للهروب من العقوبة أو تعليقها.

وتكشف الصحيفة عن أن الأرقام المتوفرة من وزارة العدل الأردنية تقول إن هناك 159 شخصا ارتكبوا الجريمة وتجنبوا العقوبة بالزواج من ضحاياهم في الفترة ما بين 2010 و2013، بالإضافة إلى أنه تم تسجيل 300 حالة اغتصاب كل عام في الفترة ذاتها، إلا أن الناشطين يعتقدون أن الرقم أعلى من المعترف به؛ بسبب العار المرتبط بجريمة الزنا وعدم الإبلاغ عن الحالات، مشيرة إلى أنه في بعض الحالات المتطرفة يتم قتل النساء اللاتي يبلغن عن حالات الاغتصاب فيما يعرف بجرائم الشرف.

وينقل التقرير عن مستشارة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لحملة "المساواة الآن" سعاد أبو دية، قولها: "نحن في عام 2017 ولا يزال يسمح للمغتصبين المشي بحرية، وجعل حياة الفتاة أو المرأة كالجحيم".

وتلفت الكاتبة إلى أن حملة "المساواة الآن" ساعدت نور التي أصبحت حاملا في عمر الـ 20 عاما، بعدما قام مسؤولها (في الخمسين من عمره) في العمل بتخديرها واغتصابها.

وتقول نور للصحيفة: "لم أستطع إخبار عائلتي، وبكيت كثيرا، ولم أعرف ماذا أعمل.. وحاول تهدئتي، وقال إنه سيتزوجني، ووعد بطلب يدي من أهلي، وحتى يطمئنني أحضر ورقة ووقعناها معا"، مشيرة إلى أنها لم تكن مستعدة للزواج من مغتصبها، إلا أنها عندما اكتشف حملها لم يكن أمامها أي خيار. 

وتقول نور: "مع الحقد الذي في قلبي كله لهذا الرجل أجبرتني عائلتي على الزواج منه من أجل حماية (شرف) العائلة"، وتضيف: "تزوجته وانتقلت للعيش معه، وظننت أن حياتي معه ستكون سعيدة، لكنني كنت مخطئة وتدهور الوضع، وكان الهدف من الزواج هو حماية طفلي". 

ويفيد التقرير بأن نور قدمت بمساعدة قانونية طلب طلاق، وهي تحاول التأكد من قبول الرجل تحمل مسؤولية حضانة الطفل، وتعلق أبو دية قائلة: "عندما يسمح للرجل بالزواج من ضحيته، تستمر معها دوامة الانتهاك، مسببة لها كدمات وهجمات وإهمالا"، وتضيف: "ستتعرض أكثر للعنف المنزلي والانتهاك الجنسي، وستقيد حركتها، وتفقد السلطة في اتخاذ القرارات، وفي هذه الحالة يكافأ الرجل بدلا من معاقبته على أفعاله".

وتنوه ماكرنان إلى أن هناك بنودا متعلقة بالزواج متضمنة في قوانين تتعلق بالموافقة الجنسية في عدد من الدول الإسلامية، التي عادة ما تكون تفسيرا للشريعة.

وتورد الصحيفة أنه تم نقد الكثير من الثغرات في السنوات الأخيرة، وكانت هناك احتجاجات هادفة لتغيير القانون في عدد من دول الشرق الأوسط، لافتة إلى أن تركيا اضطرت العام الماضي للتخلي عن قانون يسمح للرجل الذي يمارس الجنس مع قاصرة بالزواج من ضحيته، بعدما تعرض لانتقادات في الداخل والخارج. 

وبحسب التقرير، فإن إحصائيات الأمم المتحدة تقول إن أكثر من مليار امرأة وفتاة يتأثرن من العنف الجنسي في حياتهن، منوها إلى أن حملة "المساواة الآن" تأمل أن يقوم الأردن بإلغاء هذا القانون ويكون "مثالا إيجابيا" عن تحسن حقوق المرأة في المنطقة. 

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن المغرب وأثيوبيا أغلقا الثغرات في القوانين المتعلقة بالاغتصاب في السنوات الأخيرة، لافتة إلى أن هناك خطوات لإلغائها هذه القوانين في البحرين ولبنان.
التعليقات (1)
alec
الخميس، 30-03-2017 02:53 م
"لافتا إلى أن الأمر في يد الملك، الذي يملك القرار التشريعي والبرلمان، حيث يمكن صدور القرار في أي وقت". يعني أن الملك هو الدي يحكم في الاردن طالما ان القرار التشريعي و البرلماني في يده، مع دلك فهو فوق المساءلة القانونية. أي حكم ملكي مطلق والبرلمان ورئيس الوزراء هما الواجهة التي يحكم الملك من خلالها!!