طالب أهالي معتقلين ونشطاء حقوقيون وأطباء؛ بإجراء مسح طبي للسجون المصرية، عقب إصابة الطالب المعتقل أحمد الخطيب؛ بداء اللشمانيا.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ذكرت شقيقة الخطيب أن الأطباء الذين قاموا بفحص أحمد واكتشفوا وجود مرض الليشمانيا لديه؛ أوصوا بضرورة مسح الأماكن التي تواجد فيها أحمد منذ اعتقاله، والكشف على جميع من تواجد فيها خلال وجود الخطيب بها، وتعقيم تلك الأماكن.
وبينت فاطمة الخطيب في حديثها، نقلا عن الأطباء، أن "من الوارد جدا أن تكون الحشرة التي أصابت أحمد قد دخلت في جسد شخص آخر في المنطقة التي تواجد بها سواء كان ضابطاً أو مسجونا".
وأردفت: "اكتشفنا إن أحمد مريض (باللشمانيا الحشوية) وهو مرض نادر وفي نفس الوقت مميت، وإذا لم يتم علاجه بأسرع وقت سيؤدي لوفاته".
وطالبت النشطاء بالتضامن معه، قائلة: "أحمد بحاجة لتضامنكم معه كي يعالج وينتقل لمستشفي في أسرع وقت، أحمد من حقه عفو صحي ويستحق الحرية وأن يعالج بجوار أمه وأصحابه ولو مات يكون في أحضانهم".
كما أطلقت شقيقته عريضة لجمع التوقيعات على موقع العرائض العالمي "آفاز"؛ لجمع 20 ألف توقيع، فيما وصل عدد التوقيعات حتى الآن إلى 11 ألف توقيع.
وأحمد عبد الوهاب الخطيب، طالب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، يبلغ 22 عاما، تم منعه من أداء الامتحانات منذ تاريخ اعتقاله في 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، وكان عمره آنذاك 19 عاما، وتم ترحيله إلى سجن الاستئناف ثم إلى سجن طرة، وحكم عليه 23 آذار/ مارس 2016 بعشر سنوات سجنا.
من جهته، طالب الناشط محمود محمد حسين؛ بإجراء مسح طبي للسجون، قائلا: "مرض اللشمانيا يأتي عن طريق حشرة موجودة في الأماكن الصحراوية والبيئة التي فيها قوارض، مثل الفئران ومثل مكان السجن بالظبط".
وأردف: "كون أحمد أصيب بهذا، فهذا معناه أن نفس الحشرة ممكن أن تكون قد نقلت العدوى لأي شخص آخر في السجن سواء معتقلين أو ظباط أو أهالي"، مشيرا إلى أنه "على أساس ذلك، طلب القصر العيني مسح لكل الأماكن التي كان أحمد متواجد بها كي يقوموا بحصر للمرض وعمل تحليل لكل المعتقلين".
وقالت الناشطة الحقوقية أسماء خيري: "بعد الضغط الإعلامي تم ترحيل أحمد لعمل التحاليل التي استلمت نتيجته أمس، والتي جاءت سلبا للوكيميا، ولكن أتت بخبر أن أحمد مصاب بداء اللشمانيا الحشوي".
وتابعت: "#خرجوا_الخطيب_يتعالج.. ما زال النداء مستمرا ما دام بالفتى رمق، وإن كانت النهاية محتمة فلتكن بين أهله لا بين جدران سجن ألقي به فيه ظلما".
وأكدت أن الأمر لا يتوقف "عند أحمد.. عدد لا محدود من المعتقلين بسجون وادي النطرون الأربعة معرضون لذات المرض ما دام هذا النوع من الحشرات منتشر في بيئة خصبة جدا له للتكاثر"، مضيفة: "وعليه، نطالب بمسح صحي شامل لجميع السجون في مصر، بدءاً بوادي النطرون وانتقالا لجميع السجون الموجودة في شمال مصر ومن ثم جميع السجون في الجمهورية".
وحمّلت المسؤولية للنظام العسكري، قائلة: "مصلحة السجون ووزارة الداخلية والدولة مسؤولون مسؤولية كاملة عن حياة المحتجزين لديها، ويجب عليهم توفير بيئة آمنة صحيا وظروفا تحمل على الأقل الحد الأدنى من الإنسانية".
وقالت: "لا تتوقفوا عن المناداة بحياة المعتقلين وحريتهم، لا تتوقفوا عن المطالبة بعلاج المرضى منهم، لا تتوقفوا عن المناداة بحقهم سواء كانوا سياسيين أو جنائيين، بمحبس يليق بكونهم بشرا ويحترم كرامتهم الإنسانية".
وأكدت خيري أن "أحمد الخطيب وآخرون لا نعلمهم معرضون للموت نتاج انتشار هذه الحشرات في السجون المصرية، تماما كما كانت فتيات القناطر معرضة للموت حينما احتلت الثعابين زنازين محبسهم، نادوا بالمسح الصحي الشامل".
اقرأ أيضا: إصابة الخطيب بمرض نادر بسبب القاذورات في سجون الانقلاب