سياسة عربية

حرب كلامية مصرية سودانية بسبب تصريح لوزير الإعلام (شاهد)

عثمان: فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر- أ ف ب
عثمان: فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر- أ ف ب
نشبت حرب كلام مصرية- سودانية، في الساعات الأخيرة، شارك فيها مسؤولون حكوميون ونشطاء وإعلاميون، من الجانبين، على إثر تصريحات أدلى بها وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان.

جاءت تصريحات الوزير السوداني، بالتزامن مع زيارة اختتمتها الشيخة موزة بنت ناصر المسند، والدة أمير دولة قطر، (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني)، للأراضي السودانية، بصفتها عضو المجموعة المدافعة عن أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، لتفقد مشروعات مؤسستي "التعليم فوق الجميع"، و"صلتك" بالسودان، وهو ما دفع الإعلام المصري إلى الربط بين الحدثين.

وفي إحدى الفاعليات الثقافية، قال وزير الإعلام السوداني، إن السودانيين حكموا مصر، مضيفا: "لا يعلم الكثيرون أن فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين، الذين حكموا مصر"، مستندا إلى قول الله تعالى: "وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْم أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ".

وأضاف أحمد بلال عثمان أن بلاده ستقوم بتوضيح أن الأهرامات السودانية أقدم من المصرية، للعالم، مردفا: "أهرامات البجراوية أقدم من الأهرامات المصرية بألفي عام، وهو ما سنعمل على توضيحه للعالم".


السفير السوداني بمصر: أنتم البادئون

ومن جهته، دافع السفير السوداني بالقاهرة، عبد المحمود عبد الحليم، عن تصريحات وزير الإعلام السوداني، مؤكدا أنها مبرَّرة.

وقال: "لدينا رصد كامل للذين يتطاولون على السودان وسمعته وكبريائه، ولا يمكن أن نلوم وزير الإعلام السوداني إن قال هذا أو ذاك.. نحن سنتجاوز هذه الأزمة، لأن مصيرنا واحد، وأحلامنا وطموحاتنا واحدة".

واتهم، في تصريحات للإعلامي خيري رمضان، عبر برنامج "آخر النهار"، بفضائية "النهار"، الإعلام المصري، بشن حملة ممنهجة على السودان، مما صنع جوا محبطا للعلاقات بين البلدين، امتد إلى جمهور "السوشيال ميديا"، الذي سخر من التاريخ السوداني، وفق قوله.

وكشف عبد المحمود أن بعض نواب البرلمان المصري تحدثوا سلبا ضد السودان، وطالبوا الرئيس السوداني عمر حسن البشير، بالذهاب إلى مصحة عقلية، مضيفا أن هناك محافظا مصريا ادّعى أيضا أن السودان "أرض الكوليرا".

وأشار إلى أن وسائل الإعلام المصرية تناولت خبر زيارة الشيخة موزة، للسودان، وزيارتها للأهرامات هناك، بشكل تضمن إهانة لتاريخ السودان، مؤكدا أن "تاريخ ومصير مصر والسودان مشترك"، وأن "السودان حر، ويدعو لأرضه من يشاء".

وشدَّد على أن "السوداني تهاجمه، لكن لا تحط من كرامته وخياراته، فهذا يثير أي سوداني حتى المسؤولين"، داعيا إعلام البلدين لتوخِّي الحذر. وقال: "ما يعز وينصر مصر ينصر السودان".

ومن جانبه علَّق خيري رمضان بالقول إن المحافظ الذي يقصده السفير السوداني، ولم يذكر اسمه، تمت إقالته، ولم يعد مسؤولا يعبر عن مصر، مطالبا بأن تكون الردود بين الجانبين في النطاق الرسمي فقط، وموضحا أنه يتوقع عدم رد الحكومة المصرية على الوزير السوداني، حرصا منها على حسن الجوار، والعلاقات مع السودان.


حواس وموسى يُصعِّدان

في المقابل، لجأ مسؤولون وإعلاميون مصريون إلى التصعيد مع السودان. وردَّ وزير الآثار المصري الأسبق، زاهي حواس، ردا عنيفا على ما ذكره وزير الإعلام السوداني، قائلا: "مش عايز أغلط فيك؛ لأني هديك (أعطيك) قيمة لو رديت عليك".

وأضاف، في مداخلة هاتفية لبرنامج "صح النوم"، عبر فضائية "LTC"، أن وزير الإعلام السوداني دخل في حاجة ليس شغله وتخصصه.

 وأكد حواس أن الأهرامات السودانية المعروفة باسم "الأهرامات المروية" عمرها 2300 سنة، وأن المصرية عمرها أكثر من خمسة آلاف سنة.

وأضاف أن عدد الأهرامات المصرية يصل إلى 132 هرما، وكلها أقدم من الأهرامات السودانية كافة، وفق قوله.


ومن جهته، أشار الإعلامي الموالي للسلطات، أحمد موسى، إلى أن الصحف السودانية شنت حملة هجومية على مصر، عقب زيارة الشيخة موزة للسودان، متسائلا: "مين بيلعب في العلاقات (المصرية- السودانية)؟".

وأضاف، أنه عقب الزيارة ظهر غضب غير مبرر في وسائل الإعلام والصحف السودانية، وحالة من الهجوم على الدولة المصرية، حتى وصلت لإدعاء وزير الإعلام السوداني أن الحضارة المصرية أصلها سوداني، وأن حضارة السودان أقدم من مصر بألفي عام، كما نشرت بعض الصحف تشكيل لجنة لطرد المصريين من حلايب وشلاتين.

وشدَّد على أنه لا تُوجد مشكلات بين الشعب المصري وشقيقه السوداني، وأن حلايب وشلاتين أرض مصرية، منذ أزل التاريخ، حسبما قال.

وتابع، في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، مساء الإثنين: "كفى تطاولا على الشقيقة الكبرى مصر، ونحتمل الكثير من السخافات، وعلى الإعلام السوداني الكف عن التحريض والتطاول على مصر"، على حد قوله.


نشطاء سودانيون يردون

ومن جهتهم، ردَّ نشطاء سودانيون، بمواقع التوصل الاجتماعي، على المسؤولين والإعلاميين المصريين.

وقال عادل أحمد: "نحن السودانيون معروف عنا أننا عمليون جدا، ولعلكم لاحظتم أن تطور اقتصاد مصر رهين بحصار السودان وتخلفه.. فاستغلال أراضينا، وتصدير منتجاتنا الزراعية يجعل البوار من نصيب سلعهم.. وكذلك تطور اقتصاد السودان رهين بترك صرف العملات في السفر والسياحة والتسوق والعلاج".

ودعا عادل أحمد إلى مقاطعة الخطوط الجوية المصرية، وتحديد وجهة بديلة للسفر للعلاج، وقضاء العطلات وشهر العسل للعرسان،  لحين تعافي اقتصادنا السوداني، وفق وصفه.

وقال محمود تيمة: "رجاء لكل سوداني ألا ينساق خلف المهاترات دي.. خلونا نبني بلدنا، والسودان الأيام دي في طفرة مزارعنا ومياهنا نظيفة، ومحاصيلنا الزراعية ما شاء الله.. الناس دي حاسدانا".

ومن جهتهم، تدخل حكماء من النشطاء من الجانبين. وقال الناشط أحمد عبدو: "في الوقت الذي يحث فيه الإسلام على أن نكون أمة واحدة قوية ومتماسكة..  جاء بعض المخربين ليشعلوا نار الفتنة بين الشعبين المسلمين، وهذا ما يريده الغرب، وهو أن نتقاتل، بعضنا مع بعض، ليضعف الجيشان السوداني والمصري.. فلا بد من الحذر، إخواني المصريين والسودانيين من إشعال الفتنة بينكم.. فلنكن يدا واحدة، ولا نتفرق".
التعليقات (3)
متوكل
السبت، 30-12-2017 07:25 ص
تبا لكم تكلمو عن حصاركم لغزه وخلو السودان في حاله
ابو طه
الجمعة، 14-04-2017 08:06 م
الغريب ان اللى بيتكلم عامل انه ولد حدق الكل عارف انكم اخوان وعايزين تنفخوا فى النار زى اللى عملتوه فى سوريه وليبيا وده من المستحيل يحصل فى مصر لان المصريين احدق منكم
ابن الجبل
الثلاثاء، 21-03-2017 09:49 م
لدولة الحالية في مصر هي التي تخلت عن دورها كشقيقة كبرى للعرب وعن دورها الاسلامي وإختارت الكيان الصهيوني حليفاً لها،وأرادت ابتزاز العرب بتوثيق علاقتها بإيران وإسرائيل ،وبهذا لم تعد مصر لدى العرب الشقيقة الكبرى ولا ام الدنيا،فالسيسي يرى مستقبله بالتحالف مع الحثالة مثل دحلان وحفتر.