دعت جماعة
الإخوان المسلمين الليبية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في أرجاء البلاد، مؤكدة ترحيبها ودعمها لكل الجهود التي وصفتها بالمخلصة الساعية لحقن الدماء في أنحاء الوطن.
وأكدت- في بيان لها مساء الأحد- أن "الخروج من هذه المرحلة الحرجة لن يكون إلا بتغليب لغة
الحوار والتسامح والمصالحة الوطنية، وأن يجتمع الجميع على كلمة سواء دون تهميش أو إقصاء لأي طرف أو مكون، تطلعا إلى بناء الدولة المدنية الحديثة التي تسع الجميع، ويعمها الأمن والرخاء والاستقرار".
وشدّدت على "تأييدها ودعمها الكامل لأي جهود مخلصة تسعى إلى بناء مؤسستي الجيش والشرطة، بعقيدة تنحاز فقط للوطن وحمايته والدفاع عنه، وخدمة المواطن والحفاظ على أمنه وسلامته، بعيدا عن أي شكل من أشكال التوظيف الشخصي أو الحزبي أو الجهوي أو القبلي".
وأدانت أشد الإدانة ما حدث في مدينة بنغازي من "نبش للقبور بمنطقة قنفودة من قبل القوات الداعمة لعملية الكرامة، وإخراج الجثث والتمثيل بها على مرأى ومسمع العالم وحرقها دون أدنى وازع من دين أو خلق أو إنسانية، وقيام هذه القوات بجريمة القتل الميداني للأسرى من أرباب العائلات والنساء من سيدات وعجائز وفتيات، مما يعبر عن مدى انتزاع الرحمة من قلوب المنفذين ومسؤوليهم، والضياع القيمي والانحدار والوحشية، وأن المسؤولية الشرعية والقانونية والأخلاقية ستطالهم وتلاحقهم على مدى الزمن".
وأكدت جماعة الإخوان الليبية على "مبادئ وقيم ثورة الشعب في 17 فبراير لبناء الدولة المدنية الحديثة، التي تحترم الحريات وحقوق الإنسان ويسودها الدستور والقانون، رامية حقبة الاستبداد وحكم الفرد وعهد الانقلابات وحكم العسكر وراءها، وأنه لا يمكن للبلاد أن تعود إلى هذه العصور المظلمة مجددا تحت أي مسمى وبأي شكل كان".
وتابعت: "تأسف الجماعة أشد الأسف للأحداث المؤلمة التي شهدتها بعض مناطق العاصمة مؤخرا؛ من تصعيد عسكري واشتباكات مسلحة بين أبناء الوطن الواحد، مما أودى بحياة العديدين وتدمير للمتلكات العامة والخاصة، والتسبب في مزيد من الإرهاق للمواطنين في قوت يومهم وسائر معاشهم".
ودعت جميع الأطراف المعنية إلى "ضبط النفس وتغليب لغة العقل ومصلحة الوطن العليا فوق أية مصالح أو تطلعات ضيقة لن نجني منها إلا مزيدا من الألم والدماء والتعقيد، وما يستدعيه ذلك من مخاطر تهدد مستقبل البلاد وسيادتها ووحدة أراضيها".