صحافة دولية

"الغارديان" تلقي مزيدا من الضوء على وثائق CIA بـ"ويكيليكس"

الغارديان: آلاف الوثائق من "ويكيليكس" تكشف عن قرصنة "سي آي إيه"- أرشيفية
الغارديان: آلاف الوثائق من "ويكيليكس" تكشف عن قرصنة "سي آي إيه"- أرشيفية
ذكرت صحيفة "الغارديان" أن الموقع الشهير "ويكيليكس" نشر ما مجموعه 8761 وثيقة سرية، تركز على عمليات القرصنة والمراقبة.

وتقول الصحيفة إن المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" تواجه إحراجا جديدا بعدما نشر الموقع ما يعتقد أنه أكبر تسريب لوثائق سرية من المخابرات، وتصف الأساليب التي تستخدمها "سي آي إيه" في مراقبة الهواتف وتطبيقات الهواتف الذكية والأدوات الإلكترونية.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الوثائق تكشف عن طرق القرصنة، والكيفية التي تعاونت فيها المخابرات الأمريكية مع البريطانية؛ للبحث عن طرق لمراقبة التلفزيونات الذكية وتحويلها إلى أجهزة مراقبة، لافتا إلى أن الموقع أطلق اسم "خزانة7" على التسريب، حيث إنه سيثير تساؤلات حول عدم قدرة المخابرات الأمريكية على حماية وثائقها السرية في العصر الرقمي.

وتلفت الصحيفة إلى أن هذه التسريبات تأتي بعد الكشف عن وثائق حرب العراق وأفغانستان من المحلل الاستخباراتي تشيلسي مانينغ في عام 2010، وبعد الكشف عن معلومات وكالة الأمن القومي والمخابرات البريطانية "جي سي أتش كيو" من إدوارد سنودين في عام 2013، مشيرة إلى أن هذه الوثائق المسربة حديثا تعود إلى مركز الـ"سي آي إيه– 200" للرقابة الاستخباراتية، وتكشف عن تفاصيل حول الكيفية التي قام بها خبراء المركز في عمليات القرصنة.

ويذكر التقرير أن هذه التسريبات جاءت يوم الاثنين، وبلغ عدد ملفاتها حوالي تسعة آلاف وثيقة، وبعضها حديث يعود إلى السنوات 2013– 2016، حيث تكشف الوثائق عن قيام "سي آي إيه" بالقرصنة على الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب، بالإضافة إلى قيام مركز الاستخبارات السايبرية-الإلكترونية، ومقره في لانغلي- مقر وكالة الاستخبارات المركزية، بإنشاء مقر سري له في القنصلية لتغطية أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، لافتا إلى أن الوثائق كشفت عن وجود برنامج اسمه "الملائكة الباكية"، ويصف الكيفية التي يمكن من خلالها الهجوم على تلفزيون "سامسونغ أف8000"، الذي يبدو أنه مغلق لكنه يستطيع القيام بعملية الرقابة.

وتنوه الصحيفة إلى أن المخابرات الأمريكية رفضت التعليق على هذه التسريبات، أو تأكيد ما ورد فيها، وقالت المتحدثة باسم "سي آي إيه" هيثرفريتز هورنياك: "لا نعلق على صحة أو محتويات الوثائق المتعلقة بالمخابرات"، مستدركة بأنه يبدو أن الوثائق حقيقية، وهناك عملية ملاحقة لمن سربوها أو المسؤولين عن التسريب.

ويورد التقرير نقلا عن بيان لـ"ويكيليكس"، كان غامضا حول مصدر هذه الوثائق، قوله: "يظهر أن الأرشيف تم تداوله بين قراصنة الحكومة السابقين والمتعهدين دون الحصول على إذن، الذين قام أحدهم بتزويد (ويكيليكس) بجزء من هذا الأرشيف".

وتذهب الصحيفة إلى أن "هذه التسريبات تضيف للحمى التي تعيشها واشنطن، وسط الجدل حول العلاقات المزعومة بين فريق دونالد ترامب والروس، حيث اتهم مسؤولون أمريكيون (ويكيليكس) بأنه تحول إلى أداة في يد المخابرات، وأن ترامب دعم الموقع خلال حملته للرئاسة، وأثنى على الموقع؛ لأنه نشر رسائل إلكترونية تعود إلى منافسته الانتخابية هيلاري كلينتون، ورفض المتحدث الإعلامي باسم البيت الأبيض شون سبايسر التعليق على هذه التسريبات، وقال: (لن أعلق على هذا الأمر، ومن الواضح أن هناك شيئا لم يتم تقييمه بشكل كامل)".

وعندما سألت صحيفة "الغارديان" عن مدح ترامب للموقع العام الماضي، بعدما نشر رسائل إلكترونية تعود لكلينتون، أجاب: "قال الرئيس إن هناك فرقا بين رسائل إلكترونية عبر (جي ميل) والمعلومات السرية، وتحدث الرئيس عن الفرق قبل عدة أسابيع"، وقال محرر الموقع جوليان أسانج إن الكشف "يعد استثنائيا من ناحية سياسية وقانونية وجنائية".

ويفيد التقرير بأن الموقع اتهم في السابق بأنه يقوم بنشر المعلومات والملفات على الإنترنت دون إخفاء الأسماء، إلا أن تسريبات هذه المرة قامت بتظليل أسماء المسؤولين باللون الأسود، وشارك الموقع الوثائق مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية و"لاربيبليكا" الإيطالية، مشيرا إلى أن سنودين، الذي يعيش في المنفى في روسيا، قال في سلسلة من التغريدات إن الوثائق تبدو حقيقية، وإن شخصا من داخل المؤسسة يعرف هذا النوع من المعلومات.

وتكشف الصحيفة عن أن الوثيقة التي تتحدث عن "سامسونغ" تحمل شعار "سي آي إيه"، وكتب عليها "سري"، مع إضافة "أمريكا/ بريطانيا"، وأنها "إنجاز بتعاون مشترك بين (إم آي فايف/ المخابرات البريطانية) (في 16 حزيران/ يونيو 2014)"، وتصف كيفية الخداع وظهور التلفزيون بأنه مغلق، لكنه في الحقيقة يقوم بمراقبة الأهداف، وتصف التلفزيون بأنه "مخادع" وأشارت إلى الدور البريطاني، حيث قدمت المخابرات معلومات مشفرة.

وجاء في بيان لـ"وكيليكس": "إن الهجوم ضد تلفزيون (سامسونغ) الذكي تم تطويره بالتعاون بين الولايات المتحدة والمخابرات البريطانية (إم آي فايف)، فبعد الهجوم عليه، يقوم (الملاك الباكي) بوضع جهاز التلفاز المستهدف في وضع كأنه مغلق، ويخدع صاحبه بهذا الأمر، مع أن التلفزيون مستمر في البث، وفي هذا الوضع المخادع يعمل التلفاز مثل مسجل يسجل الحوارات الجارية في الغرفة، ويقوم بإرسالها عبر الإنترنت إلى نظام سري تابع لـ(سي آي إيه)".

وبحسب التقرير، فإن تسريبات سنودين أدت إلى توتر بين المخابرات الأمريكية وشركات تكنولوجيا المعلومات، حيث كشف عن حجم التعاون بينها وبين المؤسسات الأمنية، والمدى الذي تقوم به هذه الشركات بالقرصنة على منتجاتها، وقد يعود هذا التوتر بالتسريبات الجديدة لوثائق "سي آي إيه"، مشيرا إلى أن الرد الأولي للمسؤولين في المجتمع الاستخباراتي هو التساؤل في ما إذا كانت هذه التسريبات في مصلحة الرأي العام.

وتبين الصحيفة أن مصدرا مطلعا على معلومات "سي آي إيه" عبر عن رفضه لما صدر عن "ويكيليكس"، وقال إن التسريبات تهدف إلى تحفيز نقاش حول الأسلحة السايبرية، مستدركة بأن المصدر قال إن هذا الزعم يشبه التعبير عن القلق من انتشار الأسلحة النووية، وبعدها عرض الكشف عن الرمز النووي لأسلحة بلد ما النووية.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن التسريبات كشفت عن عمل قراصنة تابعين لـ"سي آي إيه" من القنصلية الأمريكية في فرانكفورت، حيث منحوا جوازات سفر دبلوماسية وغطاء من وزارة الخارجية.
التعليقات (0)