يواجه اللواء خليفة
حفتر؛ تحديا جديدا من أجل استعادة منطقة
الهلال النفطي التي خسرتها قواته بعد معركة مع "سرايا الدفاع عن بنغازي"، مما أفقد الجنرال الليبي ورقة مهمة كان يستخدمها لإقناع المجتمع الدولي بمشروعه باعتباره القادر على السيطرة على جميع أراضي
ليبيا.
وتكثف الدول الداعمة لمشروع حفتر، وعلى رأسها
مصر، جهودها من أجل وقف خسائره، حيث وجهت اللجنة المصرية لمتابعة الملف الليبي، برئاسة رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي، الدعوة لحفتر لحضور اجتماع طارئ في القاهرة، بحضور مسؤولين روس وإماراتيين خلال الأيام القليلة المقبلة لبحث كيفية صد الهجوم على الهلال النفطي، وعدم السماح للمجموعات التي تصفها القاهرة بـ"المتطرفة" بكسب مزيد من الأرض"، بحسب صحيفة "العربي الجديد".
وتشير هذه التحركات، في حال تأكدت، إلى أن حفتر في حالة حرجة عسكريا، وسط تكهنات وسيناريوهات متعددة، عما إذا كانت مصر ستتدخل عسكريا لإنقاذه، أم ستكتفي بدور الوسيط لجلب دعم روسي لقوات حفتر.
تجاهل مصري
وصدر بيان للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، العقيد تامر الرفاعي، تجاهل فيه أحداث الهلال النفطي، واكتفى بالحديث عن جهود اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي، لاستئناف الحوار بين الليبيين، والتأكيد على ضرورة الحل السياسي التوافقي، بحسب بيان للمتحدث الاثنين.
من جهته، أكد الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، العقيد عادل عبد الكافي، أن "هناك بعض المؤشرات تؤكد عدم وجود أي تدخل أو مساعدة لقوات حفتر"، مشيرا إلى أن الأخير "قام بسحب الطائرات من قاعدة طبرق والأبرق (شرق ليبيا)، ونقلها إلى قاعدة بنينا الجوية" في بنغازي، وهذا يؤكد أنه "فشل" في الحصول على دعم مصري أو إماراتي، وفق تقديره.
وأضاف لـ"
عربي21": "الموانئ النفطية الآن تحت حماية حرس المنشآت برئاسة العميد إدريس بوخمادة، وهي قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، ومن ثم فلا معنى لأي تدخل".
في المقابل، رأى عبد الكافي أن "روسيا ليست بهذا الغباء حتى تتدخل لمساندة حفتر بعد أن فقد ورقة الضغط الوحيدة التي كانت بيده"، كما قال، في إشارة إلى خسارته موانئ النفط.
دور إماراتي
وقال أمين عام حزب الجبهة الوطنية الليبي، عبد الله الرفادي، لـ"
عربي21"، إن "هناك تغيرا ملحوظا في الموقف المصري تجاه حفتر، بعدما أحرج نظام السيسي برفضه لقاء رئيس
حكومة الوفاق في القاهرة، لكن الإمارات ستمضي في مشروع تدمير ليبيا بوسائل أخرى إذا لم تسمح لهم مصر باستعمال أراضيها وأجوائها كي توفر لحفتر الإمدادات العسكرية".
أما الباحث الليبي، نزار كريكش، فرأى من جانبه؛ أن "تعنت وجمود حفتر سيدفع النظام المصري لترك خصومه يتقدمون عليه، حتى يُرغم الأخير على أن يأتي إلى مصر وقد أذعن تماما لما تريد"، على حد تعبيره.
وتابع: "حفتر يعاني من مشكلتين: تقمصه دور القائد وهذا يتناقض مع التبعية العلنية للسيسي، والثانية: عدم اقتناعه بالدخول في أي مفاوضات مع أي طرف ليبي إلا بعد أن يقبل به سيدا لليبيا، وهذا ما قد يبعد عنه أي دعم حاليا"، وفق تقديره.
رد حاسم
لكن الناشط المقرب من قوات حفتر، عصام التاجوري، أوضح أن "مصر ساعية للحفاظ على الدور الذي تلعبه كوسيط محايد لحل الأزمة الليبية، وقد نجحت في ذلك مؤخرا، وانطلاقا من ذلك، فإن الدور المصري سيظل في مركز ثقة تمكنه من إيجاد حل وهذا الأمر مرتبط بمدى الاستجابة الفعلية للمبادرات المطروحة"، كما قال.
وأضاف: "استمرار المناورة من قبل البعض لن يلقى إلا ردا قويا وحاسما، باتجاه دعم معلن للقوات المسلحة الليبية (يقصد قوات حفتر)، إن تأكد للمجموعة الدولية أن الحل السياسي بعيد المنال"، وفق قوله لـ"
عربي21".
وقال خبير العلاقات الدولية، عثمان القاجيجي، لـ"
عربي21"، إن "دعم مصر لطرف أو آخر في الصراع، يعتمد على المواقف الدولية والعلاقات الثنائية، وهي دولة تفهم اللعبة السياسية، ومن ثم فإن اعتماد أي طرف ليبي على دولة خارجية سيجعل استمراره مرهونا باستمرار هذا الدعم الخارجي وليس الدعم المحلي".
"قرصة أذن"
من جهته، وصف المحلل السياسي الليبي، أحمد الروياتي، ما حصل في الموانئ النفطية بأنه "قرصة أذن لحفتر جزاء تعنته مع المجتمع الدولي ومع شركائه في الداخل الليبي"، بحسب تعبيره.
وبخصوص اجتماع المخابرات المصرية المزمع مع حفتر، قال الروياتي لـ"
عربي21": "الاجتماع سيوضح ما هي حدود ما سيقدمه حفتر من تنازلات، والتي للأسف سيكون مقدارها بمقدار ما ستقدمه له هذه الدول من مساعدة جديدة، وسيكون الخاسر الأكبر فيها هو مجموعة "سرايا بنغازي" ومن ورائهم الذين لم ولن يكونوا أكثر من كبش فداء لمشروع احتواء حفتر سواء برضاه أو رغما عنه".
ويشار إلى أن "
عربي21" تواصلت مع المكتب الإعلامي للمتحدث باسم قوات حفتر، للتعليق على دعوة الأخير لاجتماع في القاهرة حول معركة الموانئ الأخيرة، واكتفى بالرد: "غير صحيح".