كان لافتا هجوم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج؛ على اللواء المتقاعد خليفة
حفتر، قبيل زيارة مرتقبة إلى موسكو، حيث وصف رفض حفتر الاجتماع معه في القاهرة الشهر الماضي؛ بأنه "إهانة للشعب الليبي".
وقال السراج أيضا: "أنا مندهش جدا من الرفض، وحتى الآن لم يتضح السبب في رفض حفتر الاجتماع معي"، بحسب تصريحات له لصحيفة "لاستامبا" الإيطالية نُشرت يوم الاثنين الماضي.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، عن زيارة وشيكة يقوم بها السراج إلى موسكو، في إطار المشاورات التي تجريها مع كافة أطراف النزاع الليبي، واعتبرت الخارجية الروسية هذه الزيارة "خطوة هامة باتجاه كسر حالة الجمود بين حكومة طرابلس (الوفاق) وخليفة حفتر"، بحسب تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف؛ لوكالة "إنترفاكس" الروسية.
وكان السراج قد قال تصريحات سابقة: "لدينا أمل كبير بأن تقوم موسكو بدور الوسيط بيننا وبين حفتر".
وأثار هجوم السراج على حفتر قبيل زيارة موسكو؛ عدة تساؤلات حول دلالة توقيت الهجوم، ما إذا كان بمثابة رسالة إلى موسكو لمحاولة الضغط على حفتر لتقديم تنازلات، كما طُرحت تساؤلات عما إذا كان سيطلب السراج من
روسيا رسميا التخلي عن دعم حفتر كشرط لمواصلة التعاون معها.
عدم التحيز لأي طرف
من جهته، رأى رئيس مؤسسة
ليبيا السلام (مستقلة)، محمد عبيد، أن "السراج حريص على لقاء كل الأطراف التي يمكنها المساهمة في إيجاد حل للأزمة سواء محلية أو إقليمية أو دولية، وزيارته إلى موسكو تصب في هذا الاتجاه"، معتبرا أن تصريحاته ضد حفتر "ليست هجوما".
وحول هدف الزيارة إلى موسكو، قال عبيد لـ"
عربي21": "أتصور أن السراج سيطلب من موسكو المساهمة بشكل فعال وبدون تحيز لطرف في حل لأزمة لليبية، والأصل أن تلتزم موسكو بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومنها الاعتراف بحكومة الوفاق".
لكن الناشطة السياسية، المقربة من
حكومة الوفاق، ميرفت السويحلي، رأت أن "الزيارة إلى روسيا بعيدة عن موضوع حفتر، لأن الأخير منتهٍ ولا يحتاج إلا للوقت فقط، وهناك مشروعات أخرى أهم من "حفتر" سيتم التحدث فيها مع روسيا، لذا دعت موسكو رئيس الحكومة ونائبه أحمد معيتيق لزيارتها"، وفق قول السويحلي لـ"
عربي21".
إهانة السراج
أما الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، فقد رأى من جانبه؛ أن "الإهانة لحقت بالسراج وليست بالشعب الليبي الذي تعتبر قطاعات واسعة منه حفتر مجرم حرب، وأحد أسباب الأزمة الحالية"، مضيفا لـ"
عربي21": "روسيا بحكم دعمها لحفتر يمكن أن تلعب دورا في تحقيق توافق بين لطرفين، خاصة إذا قدم لها السراج ثمنا مقبولا على جهة مصالحها الاقتصادية"، على حد تعبيره.
وقال المدون الليبي، فرج كريكش، لـ"
عربي21"، إن "زيارة السراج إلى روسيا هي محاولة للتنسيق مع موسكو للتدخل عسكريا في ليبيا ضد خصوم كل من السراج و حفتر، على غرار ما حدث في سوريا"، حسب كلامه.
هدف اقتصادي وعسكري
من جانبه، أكد رئيس مركز اسطرلاب الليبي (مستقل)، عبد السلام الراجحي، أن "هدف موسكو من الزيارة اقتصادي بحت، وللتأكيد على ضمان استمرار الشركات الروسية في ليبيا، لكن هدف السراج هو قطع الطريق على أي دعم عسكري مستقبلي متوقع من الروس لحفتر".
وبشأن إمكانية طلب السراج من موسكو التخلي عن حفتر، قال الراجحي لـ"
عربي21": "ستكون استجابة روسيا لهذا الطلب بطيئة وغير واضحة، كون موسكو تستخدم حفتر ورقة ابتزاز للاتحاد الأوروبي، كما تريد أن تكون ورقة ليبيا بديلا عن أوكرانيا وسوريا".
وأوضح الإعلامي الليبي، عاطف الأطرش، أن "الضغط على حفتر لقبول الاتفاق السياسي، سيكون محور الزيارة، لكن الروس يرون أن حفتر رجلهم الجديد في ليبيا ويراهنون عليه، وفي إدماجه بالعملية السياسية في ليبيا"، وفق قوله لـ"
عربي21".
السراج أضرّ بـ"المشير"
في المقابل، قال المحامي القريب من معسكر حفتر، عصام التاجوري، إن زيارة السراج "تأتي في إطار الجهود الدولية لإيجاد صيغة توافقية حقيقية للوضع الليبي، لكن تصريحات السراج حول المشير حفتر أضرت بالسرج ومجلسه كثيرا، وأثبتت حقيقة مخرجات حوار الصخيرات الفاشلة"، على حد تعبيره في حديث لـ"
عربي21".