قامت قوات بالأمن
المصري باعتقال عضو مكتب الإرشاد ومسؤول اللجنة الإدارية العليا بجماعة
الإخوان المسلمين، محمد عبد الرحمن المرسي، فجر اليوم الخميس، وبرفقته عدد من قادة الجماعة.
وأكد مصدر بجماعة الإخوان في تصريح لـ"
عربي21" أنه تم التأكد حتى الآن من
اعتقال عدد من قيادات الجماعة وهم عمرو الصروي، وأحمد جاب الله، وعزت السيد عبدالفتاح، وحمدي الدهشان، وجلال محمود مصطفى، ومحمد عامر أحد قيادات الإخوان بمحافظة الشرقية.
وتداولت مواقع إخبارية مصرية أنباء تفيد باعتقال القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، محمود عزت، إلا أن مصادر مطلعة بالجماعة نفت لـ"
عربي21" صحة هذا الخبر، مؤكدة أن "عزت" لايزال حرا داخل مصر ويمارس مهامه كقائم بأعمال المرشد.
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين أن "اختطاف الدكتور محمد عبدالرحمن وإخوانه لن يكون المحطة الأخيرة على طريق النضال الثوري لتحرير الشعب المصري من بطش وهيمنة الانقلاب العسكري الغادر؛ بل سيكون فاتحة لمرحلة جديدة على طريق الدعوة المباركة بالحكمة والموعظة الحسنة".
وأضافت في بيان لها مساء الخميس: "لقد اعتقل الدكتور محمد عبدالرحمن صاحب التاريخ الناصع في دعوة الإخوان بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحركة والعمل المضني، ومواصلة الليل بالنهار، سعيا لتخليص مصر من هذا الانقلاب ونكباته وكوارثه"، محملة "سلطات الانقلاب المسئولية الكاملة عن سلامة الدكتور محمد عبد الرحمن وإخوانه".
وأكدت جماعة الإخوان أن "تلك الحملة جاءت في وقت يتم الكشف فيه عن صفقات سرية يعقدها قادة الانقلاب مع العدو الصهيوني لتقديم مزيد من التنازلات عن أراضي مصر في سيناء وعن سيادتها وسلامة أراضيها لصالح تأمين العدو وسلامته"، مضيفة: "كان الإخوان على امتداد تاريخهم مع كل الشرفاء الوطنيين في مصر هم الصخرة الصلبة ضد كل مشاريع التفريط والتنازلات عن السيادة والأرض".
وأردفت: "كما جاءت تلك الحملة في وقت بلغ فيه فساد سلطات الانقلاب ذروته من نهب مصر والتفريط في ثرواتها وإلهاب ظهور الشعب المصري بالأسعار، ولذلك يتم تشديد الحملة علي جماعة الإخوان وعلى قادتهم في محاولة لإسكات صوتهم وتغييب دورهم الوطني، ولكن هيهات".
وأكملت: "إن دعوة الإخوان الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ والمجتمعات وميادين العمل في سبيل الله، وقدمت على امتداد تاريخها مئات الشهداء وفي طليعتهم الإمام المؤسس الشيخ حسن البنا، وعشرات الآلاف من المعتقلين وفي مقدمتهم اليوم المرشد العام الدكتور محمد بديع والمرشد العام السابق محمد مهدي عاكف، وها هي تواصل تقديم التضحيات وستواصل طريقها بثبات ودون تردد ولن تتوقف أبدا، حسبة لله وأداء للأمانة وواجب الدعوة وانتصارا لقيم الحق والحرية حتى يسترد الشعب المصري حقوقه".
بدورها أكدت جماعة الإخون المسلمين (جبهة القيادة الشبابية) أن "الهجمة الأمنية التي طالت، مؤخرا، عضو مكتب الإرشاد د. محمد عبد الرحمن، وقيادات بالجماعة، رسالة مفادها، أنه لا صلاح لمصر، ولا حرية، إلا بإزاحة هذه السلطة الانقلابية المجرمة، وأنه على الجميع، سواء أبناء الجماعة، والقوى الحية أن يتوحدوا الآن".
وحمّلت الجماعة في بيان لها الخميس "سلطة الانقلاب العسكري، مسؤولية سلامة د. عبد الرحمن وإخوانه"، داعية جميع منظمات المجتمع المدني، وجميعات حقوق الإنسان للتفاعل الجاد مع موقف المختفين قسريا.
وقالت إن "المجرم السيسي لم يكفه أنه باع الوطن، وسمح للصهاينة باستباحة سيناء، ودمر الاقتصاد، ومن قبل قتل المئات من المصريين العزل، ويواصل الآن اعتقال الشرفاء، وفي القلب منهم أبناء جماعة الإخوان المسلمين".
واستطردت قائلة: "ثبّت الله د. محمد عبد الرحمن وإخوانه، وثبّت الله كل الذين يناضلون من أجل الوطن، والأفكار والغايات العظيمة، وليعلم الجميع أن العدو الحقيقي للوطن وللقوى الوطنية الحية هو المجرم السيسي وعصابته".
واختتمت بقولها: "نؤكد للجميع، أننا ثابتون، مؤمنون، راسخة عزائمنا، متينة أفكارنا، ماضون نحو النصر، لا نخشى موت أو اعتقال، ففكرتنا أصيلة نزيهة".
من جهته، قال الكاتب الصحفي وعضو جماعة الإخوان بدر محمد بدر: "تتوهم عصابة العسكر أن اختطاف محمد عبد الرحمن يمكن أن يعرقل عمل جماعة بحجم الإخوان، وهي متجذرة في كل ركن في مصر.. خابت ظنونكم فكل رجالنا قادة".
ولد "محمد عبدالرحمن المرسي" في 22 آب/ أغسطس 1953 بمحافظة الدقهلية، وتخرج في كلية الطب جامعة المنصورة.
وزوجته سهام الجمل، عضو برلمان الثورة 2012، وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، توفيت عقب فض رابعة، وله ثلاثة أبناء (ولد وبنتان).
ويعمل "عبد الرحمن" استشاري أمراض قلب وأوعية دموية، وعمل بعد تخرجه بمدينة العريش عام 1981، وقضى مدة الخدمة العسكرية بهضبة السلوم، وتنقل في عمله داخل محافظة الدقهلية في أماكن متعددة منها مستشفى شربين، وتم اختياره عام 2003 الطبيب المثالي بمستشفى شربين بالدقهلية، وشارك في قوافل طبية لقرى محافظة أسوان والبحر الأحمر.
انتخب في عام 2008 عضوا بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين عن قطاع شرق الدلتا (دمياط والدقهلية وبورسعيد)، وانتخب مرة أخرى في عام 2010 عضو لمكتب إرشاد الإخوان، وهو حاليا مسؤول اللجنة الإدارية العليا المؤقتة للإخوان. وله أكثر من 21 مؤلفا.
وقد صدر ضده حكم غيابي بالسجن المؤبد في القضية 3 عسكرية المتهم فيها 26 ضابطا بالجيش المصري بتهمة الانقلاب على السيسي. وهذه هي القضية التي اتهم فيها القيادي الإخواني حلمي الجزار، والذي تم إخلاء سبيله في آب/ أغسطس 2014.