ملفات وتقارير

بعد استهداف إسرائيل.. هل غيّر "ولاية سيناء" تكتيكه؟

ولاية سيناء أرشيفية
ولاية سيناء أرشيفية
أثار تبني تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم الدولة، الخميس، إطلاق أربعة صواريخ "غراد" من سيناء باتجاه منتجع إيلات البحري في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ التساؤل حول تغيير وجهة التنظيم وأهدافه.

لكن محللين رأوا أن استهداف إسرائيل بصواريخ التنظيم مجرد "دعاية" لكسب مزيد من الأنصار وضم مقاتلين جدد، فيما قال آخرون إنه مجرد تكتيك لتوريط النظام المصري في أزمة مع إسرائيل، وإظهاره بصورة العاجز عن حماية الحدود.

وتشهد سيناء معارك دامية منذ أربع سنوات، بين قوات الشرطة والجيش المصرية من جهة وعناصر تنظيم ولاية سيناء، الفرع المصري لتنظيم الدولة، من جهة أخرى.

وطالبت إسرائيل مواطنيها، في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، بمغادرة سيناء، محذرة من "عمليات إرهابية" تستهدف السائحين، فيما توقع مسؤولون إسرائيليون في أيلول/ سبتمبر الماضي، انطلاق عمليات من سيناء خلال الأشهر الستة التالية.

وتسببت العمليات العسكرية للجيش المصري، واستخدام الدبابات والطائرات المروحية، بهدم مئات المنازل، وقتل عشرات المواطنين، واعتقال المئات وإخفائهم قسريا، فيما قام الجيش بإخلاء مئات المنازل من سكانها على حدود قطاع غزة وإقامة منطقة عازلة، ما تسبب في تشريد الآلاف وإغضاب الأهالي.

توريط مصر

ويرى الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، ماهر فرغلي، أن إطلاق عناصر ولاية سيناء للصواريخ باتجاه إيلات يأتي بهدف توريط مصر مع إسرائيل، وإظهار النظام في صورة العاجز عن حماية الحدود.

وتشهد العلاقات بين النظام العسكري في مصر وبين تل أبيب تقاربا غير مسبوق، وتوافقا في السياسات بين قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتوقع فرغلي، في حديثه لـ"عربي21"، أن تطلب إسرائيل من مصر السماح لقواتها بضرب "الإرهاب" في سيناء، مضيفا أن "هذا ما تريده إسرائيل وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقاومه مصر بشدة"، حسب قوله.

وأشارت تقارير صحفية إلى تنفيذ الطائرات الإسرائيلية هجمات داخل الأراضي المصرية، في سيناء، عدة مرات، فيما تتكتم مصر وإسرائيل على مثل تلك العمليات.

تفكير جهنمي

وأضاف فرغلي أن ولاية سيناء "تسعى لتعقيد الأزمة وزيادة أطرافها والضغط على النظام، وفي النهاية يكون قد قدم ردا عمليا على من يهاجم التنظيم ويقول إنه لا يهاجم إسرائيل".

ووصف فرغلي تفكير عناصر التنظيم بـ"الجهنمي"، وأرجع هذه الاستراتجية إلى "مفكرين استراتيجيين مثل أبي بكر ناجي وعبد الله محمد، اللذين تنتشر أفكارهما بين عناصر التنظيم"، كما قال.

وأوضح فرغلي أن التنظيم لديه مخازن أسلحة، وقال إنه "حصل على تلك الصواريخ من تيار السلفية الجهادية في قطاع غزة عبر الأنفاق، ومن الحدود الغربية مع ليبيا".

ويستهدف عناصر التنظيم كمائن للشرطة وآليات عسكرية للجيش المصري؛ بصواريخ وأسلحة رشاشة، كما يقومون بإعداد كمائن لقوات الجيش والشرطة، فيما استولى التنظيم على مدرعة إم-60 من الجيش المصري، بجانب صواريخ الكورنيت (يصل مداها ثلاثة أميال).

هلع إسرائيلي

ويرى المحلل السيناوي أبو الفاتح الأخرسي؛ أن "إطلاق مسلحي ولاية سيناء بين ثلاثة وثمانية صواريخ على ميناء أم الرشراش (إيلات)؛ أصاب عشرات الآلاف من المستوطنين بالهلع، ونقل على إثره 28 منهم للمستشفى وفر الباقون إلى الملاجئ"، وفق قوله.

وقال لـ"عربي21" إن هناك تحليلين لاستهداف التنظيم إسرائيل، موضحا أن التحليل الأول ينظر أصحابه لعناصر التنظيم على أنهم "إرهابيون مجرمون يريدون جر البلاد لمواجهة مع الصديقة إسرائيل، وأنهم بفعلهم هذا يقدمون مبررا لاحتلال سيناء، كما أن صواريخهم وقعت في مناطق جبلية ولم تصب أحدا".

وأضاف أن التحليل الثاني يرى أصحابه أن ولاية سيناء "مجرد أداة بيد جهات مخابراتية، بينها الموساد، وأن إطلاق تلك الصواريخ ما هو إلا مؤامرة مكشوفة من أزلام محمد دحلان (القيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية)؛ لتعقيد المشهد، وللتغطية على الاعتداء الإسرائيلي الأخير قبل أيام على غزة".

قوات دولية

 من جهته، قال الناشط المصري، علاء يوسف، إن "إطلاق الصواريخ من سيناء يتبعه أن شبه الجزيرة المصرية غير آمنة، وليست تحت السيطرة المصرية، وينتشر بها تنظيم الدولة، وهو ما يمثل تهديدا مستمرا لإسرائيل".

وأضاف يوسف، عبر صفحته على "فيسبوك"، أن "النتيجة المنطقية لما سبق هي وجوب التنسيق الدولي لحماية إسرائيل والقضاء على عناصر ولاية سيناء، وهو ما يتبعه نزول قوات إسرائيلية إلى سيناء تحت مسمى قوات دولية، وبموافقة السيسي ومجلس نوابه".

وحذر يوسف من أن يكون ذلك "ذريعة لتواجد القوات الإسرائيلية على أراضينا؛ إلى أن تصبح واقعا مثل القوات الأمريكية في المنطقة العربية منذ أكثر من 25 سنة"، حسب قوله.

الهجوم الرابع

وهجوم الخميس هو الرابع للتنظيم باتجاه إسرائيل، ففي 18 آب/ أغسطس 2011، قامت مجموعة مسلحة قادمة من سيناء بقتل ثمانية إسرائيليين في ثلاث هجمات شمال إيلات.

وفي 9 آب/ أغسطس 2013 قُتل أربعة مسلحين كانوا يستعدون لإطلاق صاروخ على إسرائيل، في ضربة جوية نفذها الجيش المصري. وفي تموز/ يوليو 2015 سقطت في المنطقة ذاتها؛ صواريخ أطلقت من سيناء، في هجوم تبناه التنظيم.
التعليقات (0)