سياسة عربية

تحويل احتفالات الميلاد بحلب لمهرجان احتفال بـ"النصر" (شاهد)

رُفعت أعلام حزب الله وصور حسن نصر الله
رُفعت أعلام حزب الله وصور حسن نصر الله
على أنغام الموسيقى، وحول شجرة ميلاد كبيرة منصوبة في ساحة حي العزيزية في غرب حلب، وبينما رُفعت صورة كبيرة لرئيس النظام السوري بشار الأسد إلى جانب الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رقص موالون للنظام فرحا بـ"النصر" في شرق حلب، ليضيؤوا بعد ذلك شجرة عيد الميلاد.

وكان لافتا أن رايات حزب الله غلبت على أعلام النظام السوري بين أيدي المتجمعين الذين رفعوا أيضا علم روسيا.

وبالرغم من برودة الطقس الشديدة ليلة الاحتفال، بدت الأجواء كرنفالية، تخللها كلمة لمسؤول حزب البعث في حلب، في حين تحدث إعلام النظام السوري عن انفجار عبوة ناسفة في مكان قريب، دون عن وقوع ضحايا.



ويأتي هذا في وقت تشهد فيه الأحياء الشرقية من المدينة تهجيرا قسريا لسكانها، بموجب عملية الإجلاء التي تم التوافق عليها، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الكثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منوهين بالنوايا "الخبيثة" للنظام، الذي تعمد الاحتفال في حي مسيحي، واستغلال مناسبة مسيحية، لزيادة الشرخ المجتمعي بين أبناء المدينة.

وفي هذا الإطار، حذر الصحفي مؤيد أبا زيد من خطورة ما يجري، قائلا: "لقد وصل الشرخ في سوريا إلى أبناء المدينة الواحدة، بعد أن كان متعلقا بالجانب الطائفي والعرقي".

وفي صفحته على "فيسبوك"، بيّن أبا زيد أن "هذه الاحتفالية كانت كمن يرقص على جثة شقيقه، واليوم الجرح السوري يحتاج لسنوات طويلة ليتماثل للشفاء، قبل أن يتم تنظيفه من الأوساخ والجراثيم والفيروسات والطفيليات".

وتحت هاشتاغ "شركاء الوطن"، علقت الناشطة زينة أرمنازي قائلة: "لم يعد لنا مكان بذاك الوطن، لن يتسع لنا جميعا".

أما الناشطة ليان نحاس فقد كتبت: "ساحة العزيزية، حيث اللاإنسانية"، فيما وصف المصور في قناة الجزيرة، بحلب، محمد خير حك؛ الاحتفال بـ"باحتفالية الوحوش"، مبينا أنه "على طريق الموت الممتد في حلب هناك في الطرف الآخر، وحوش ترقص على أوجاعنا وتهجيرنا".

وشارك مصطفى عثمان صورة للاحتفال على جدار صفحته الشخصية "فيسبوك"، وعلق عليها بالقول: "يحدث أن يهجر الأحرار من أوطانهم، ويرقص على رقع خطاهم من كانوا يوما جيرانهم".

بدوره، قارن الناشط الإعلامي أحمد نجار بين صورة الاحتفال، وأخرى تظهر تهجير بعض أبناء المدينة، ليتساءل: "كيف سنعيش مع هؤلاء"، ليجيب بلهجة محلية: "ماعبتزبط".

وما أثار سخرية الكاتب الصحفي ناصر تركماني، هو حضور صورة حسن نصر الله وبوتين إلى جانب صورة بشار الأسد في الاحتفال، إذ قال: "يقال الثورة عطاء وازدهار وتنمية في كل شيء، والموالوان اليوم بعد الثورة يهتفون لثلاثة رؤساء عوضا عن واحد".
التعليقات (0)