قال "جيش الإسلام" العامل في غوطة دمشق الشرقية، الجمعة، إن حصيلة قتلى عناصر قوات النظام والميليشيات الموالية له خلال معارك الأسبوع الماضي، بلغت أكثر من 150 قتيلا بينهم جنسيات أجنبية، فيما تمكنت فصائل المعارضة من استعادة النقاط التي خسرتها في أحياء
حلب الشرقية المحاصرة.
وقال الناطق باسم "جيش الإسلام"، حمزة بيرقدار، لوكالة "سمارت" المعارضة، إن جيش الإسلام "وثق" مقتل أكثر من 150 عنصرا لقوات النظام وموالين له، بينهم عناصر من الحرس الثوري الإيراني، قتلوا باشتباكات عند بلدات البحارية والميدعاني والريحان وأوتوستراد دمشق - حمص.
وأضاف "البيرقدار" أنهم قصفوا مواقع وتحصينات النظام ودمروا 14 من عربات الـ"بي إم بي" و"الشيلكا"، في عموم مناطق الاشتباك.
وتشهد بعض بلدات الغوطة الشرقية معارك كر وفر مع قوات النظام، في محاولات متجددة من الأخيرة لاقتحامها، فيما يطال بلدات أخرى قصف جوي ومدفعي يومي، أسفر، في وقت سابق اليوم، عن مقتل مدنيين وجرح أكثر من 15 آخرين في مدينة دوما.
تقدم في حلب
من جانب آخر، استعادت فصائل المعارضة السورية، صباح الجمعة، أغلب النقاط الدفاعية التي خسرتها في حي مساكن هنانو بحلب.
وأكد مصدر عسكري لموقع "الدرر الشامية" المعارض أن فصائل فتح حلب وجيش الفتح شنت هجوما معاكسا فجر اليوم بعد تمهيد ناري صاروخي على مواقع وخطوط إمداد قوات الأسد، وتمكنت من استعادة كامل النقاط "البيوت العربي - كتلة البريد - العمالية"، فيما تبقى أقل من خمسة مبان جار العمل عليها بغية السيطرة عليها.
وكانت قوات النظام السوري، مدعومة من ميليشيات لواء القدس الفلسطيني، شنت هجوما الخميس بتغطية جوية بالقنابل الفراغية والارتجاجية والعنقودية على مواقع الفصائل العسكرية بحلب بحي مساكن هنانو الإستراتيجي، بغية السيطرة عليها والتمدد باتجاه الصاخور لقسم المدينة إلى قسم شرقي وآخر غربي.
يشار إلى أن قوات الأسد ومنذ فرض حصارها على المدنيين في حلب تحاول قضم المناطق الشمالية والجنوبية "الشيخ سعيد – مساكن هنانو – الأرض الحمرا" والتي تتميز بوجود مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بهدف الضغط على المُحَاصَرين وتجويعهم وإجبارهم على الخروج من المدينة بشكل قسري، كما حصل في مدينة داريا في آب/ أغسطس الماضي.
اشتباكات حول التل
وفي ريف دمشق، تجددت الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل عسكرية، الجمعة، في محيط مدينة التل بريف دمشق، في محاولة من الأخيرة للتقدم باتجاه المدينة، وفق ما أفاد ناشطون.
وقال الناشطون إن الاشتباك تركزت في المحيط الشرقي للمدينة، تمكنت الفصائل خلالها من تدمير جرافة لقوات النظام و"إجبار" دبابة له على التراجع، في حين ما تزال الاشتباكات مستمرة حتى اللحظة، بحسب وكالة "سمارت".
وصعدت قوات النظام، الأربعاء، عملياتها العسكرية على مدينة التل، بعد هدوء نسبي دام نحو عامين، وجاء ذلك على خلفية محاولة ميليشيا "درع القلمون" التابعة لقوات النظام اقتحام المدينة، عقب رفض فصائل الجيش الحر تسليمها، تلاها عقد اجتماعات بين الطرفين لبحث إمكانية التوصل لـ"اتفاق صلح" فيها، حيث فرض النظام شروطا ولم يتلق ردا من الطرف الآخر حتى الآن.
ويتواجد في مدينة التل كل من "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا)، "لواء المعز بالله"، "كتائب الفتح"، "أحرار القلمون" و"حركة أحرار الشام الإسلامية"، وفق ما أفادت مصادر أهلية من داخل المدينة لـ"سمارت".
قصف على حلب
وقضى وجرح عدد من المدنيين، الجمعة، إثر قصف نفذه سلاح الجو الروسي على مدينة حلب وريفها الغربي، حيث طال قصف الريف مسجدا ببلدة "تقاد"، حسب مصادر طبية وناشطين.
وقال الناشطون، إن طائرات حربية روسية قصفت مسجد البلدة الواقعة في ريف حلب الغربي، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين، وجرح آخرين، نقلوا إلى نقاط طبية قريبة، دون توضيح حالاتهم.
وأفادت "الطبابة الشرعية" في مدينة حلب، عبر مجموعة لها على تطبيق "واتس آب"، بمقتل مدني جراء قصف لسلاح الجو الروسي على حي المشهد، فيما أكد ناشطون، أن القصف أدى لتدمير مبنى "اتحاد ثوار حلب" أيضا.
كذلك، شن سلاح الجو الروسي غارات بالقنابل العنقودية على أحياء الشعار والقاطرجي ومساكن هنانو، دون وقوع إصابات، فيما تعرض الحي الأخير لقصف مدفعي وصاروخي من مقرات قوات النظام المتواجدة على أطرافه.
كما طال حي الشيخ سعيد ومنطقة عزيزة جنوبي المدينة، قصف مدفعي وصاروخي من مقرات قوات النظام في مطار النيرب لعسكري، دون ورود أنباء عن إصابات.
وقالت "الطبابة الشرعية" بحلب، في وقت سابق الجمعة، إن 508 أشخاص قضوا، فيما جرح 1871 آخرون، إثر قصف
روسيا والنظام لأحياء حلب الشرقة، خلال الأيام التسعة الماضية.
وكانت مديرية صحة حلب "الحرة" أعلنت، في 18 الشهر الجاري، خروج جميع المشافي المتواجدة في القسم المحاصر في مدينة حلب عن الخدمة جراء قصف قوات النظام وروسيا.