أعلنت مديرية الدفاع المدني في
حلب، الاثنين، عجزها عن "إحصاء القتلى"، في أحياء حلب المحاصرة المتبقية تحت سيطرة المعارضة، والتي تتعرض لقصف شديد واقتحامات مترافقة مع إعدامات ميدانية في حلب.
وقال الدفاع المدني في حلب، في منشور في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "الجثث تملأ الشوارع، والقصف ما زال مستمرا".
إعدامات ميدانية
وقالت مصادر إعلامية، إن القوات النظامية والمليشيات الداعمة لها، أعدمت عشرات العائلات ميدانيا في الأحياء التي تقدمت نحوها في حلب خلال الساعات الماضية.
وأكدت المصادر لوكالة "شهبا برس" الحلبية المحلية، أن عدد القتلى أكثر من 50 شخصا، بينهم نساء وأطفال، في أحياء الفردوس والصالحين في حلب، التي تقدمت إليها القوات النظامية، الاثنين.
وقالت وكالة "سمارت" إن قوات النظام أعدمت، الاثنين، عشرات المدنيين في أحياء بستان القصر والكلاسة والفردوس، "ذبحا بالسكاكين ورميا بالرصاص وحرقا".
واعتقلت المليشيات، الاثنين، عشرات المدنيين في أحياء بستان القصر والكلاسة والفردوس، التي سيطرت عليها صباحا، وفق المصادر نفسها والتي أكدت أن المليشيات أعدم العائلات ذبحا بالسكاكين، ورميا بالرصاص وحرقا، حيث شملت عمليات الإعدام الرجال والنساء على حدٍ سواء، بحسب "شهبا برس".
إعدامات للطاقم الطبي
وأكدت مصادر محلية لـوكالة "سمارت"، مساء الاثنين، أن قوات النظام والمليشيات الموالية لها، أعدمت جرحى وممرضين داخل مركز طبي في حي الكلاسة، بالقسم المحاصر من مدينة حلب، بعد سيطرتها على الحي.
وأفادت المصادر، بأن قوات النظام اقتحمت مستوصف "الحياة"، بعد سيطرتها على حي الكلاسة، وأعدمت الجرحى الذين بقوا داخله والبالغ عددهم أكثر من خمسة، إضافة لإعدام أكثر من ثلاثة من الكادر الطبي.
إبادة جماعية
وكانت قوات النظام، تقدمت الأحد والاثنين، في عدد من أحياء المنطقة الشرقية لمدينة حلب، ما أدى لتضييق الخناق على المدنيين، وحصارهم ضمن منطقة جغرافية لا تتجاوز الستة كيلومترات مربعة، وسط تخوّف من ارتكاب مجازر في حقهم، وفق ناشطين والمجلس المحلي بالمدينة.
وقال نائب رئيس المجلس المحلي، زكريا أمينو، إن المدينة تتعرض لحملة "إبادة جماعية" بشتى أنواع الأسلحة، في ظل عدم وجود مشاف أو أدوية أو مواد غذائية، لافتا إلى أن جثث القتلى المدنيين تملأ الشوارع لعدم قدرة فرق الإسعاف الوصول إليها، بسبب القصف الذي تتعرض له الأحياء.
وناشد أمينو كافة الدول ومجلس الأمن والأمم المتحدة، إيقاف ما يحصل في حلب من "قتل جماعي وإبادة"، مؤكدا أن المحاصرين يتخوفون من حدوث مجازر واعتقالات بحقهم، في حال تمكن النظام من الوصول لعمق المناطق التي يقيمون فيها.
وأوضح ناشطون أن المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الآن هي أحياء الزبدية والأنصاري شرقي وغربي والمشهد والسكري، وأجزاء من حي سيف الدولة والإذاعة وصلاح الدين، ومنطقة جسر الحاج التي أصبحت منطقة اشتباكات الآن، في حين يحاول النظام التقدم في الأحياء المذكورة.
استمرار القصف
ومع التقدمات والإعدامات المدنية؛ قضى وجرح العشرات من المدنيين، الاثنين، بقصف للنظام وروسيا على الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل العسكرية في القسم الشرقي المحاصر من مدينة حلب، وفق الدفاع المدني وناشطين.
وأكد مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني بحلب، إبراهيم الحاج، وجود 15 مدنيا تحت الأنقاض في حي الزبدية، إثر شن طائرات حربية روسية غارة على الحي، بصاروخ "ارتجاجي"، حيث تحاول فرق الدفاع المدني انتشال الضحايا.
ولفت "الحاج" إلى عدم وجود إحصائية دقيقة لديه حول أعداد الضحايا، بسبب استمرار القصف على الأحياء الشرقية، مرجحا أن يكون عدد القتلى اليوم تجاوز الـ30 قتيلاً.
بدورهم قال ناشطون، إن عددا من المدنيين جرحوا إثر قصف مدفعي لقوات النظام على حي المشهد من مقراتها في حي الحمدانية، دون وجود إحصائية دقيقة.
رفض فتح ممرات
من جانب آخر، كشف تجمع "فاستقم كما أمرت"، التابع للجيش الحر، رفض
روسيا فتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين والفصائل، خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وقال مدير المكتب السياسي للتجمع، زكريا ملاحفجي، إن "الروس متجهون نحو المواجهة، والإبادة في حلب"، حيث إنهم ىرفضوا مفاوضات الخروج من حلب، خلال اجتماعهم بالأمريكيين الأحد، بحسب "سمارت".
وتتعرض مدينة حلب، منذ ما يقارب الشهر، لقصف غير مسبوق من قبل النظام وروسيا، ما أسفر عن مقتل وجرح مئات المدنيين، فضلاً عن الدمار الذي لحق بالمنشآت الخدمية، وفي مقدمتها المشافي التي خرجت عن الخدمة، في حين ترافق القصف، منذ أكثر من عشرة أيام، مع تقدم كبير للنظام، الذي سيطر على غالبية هذه الأحياء.