سياسة عربية

هل أصبح أردوغان هدفا محتملا لهجمات "العمال الكردستاني"؟

التفجيرات حصلت بعد 15 دقيقة من مرور موكب الرئيس التركي أردوغان- أرشيفية
التفجيرات حصلت بعد 15 دقيقة من مرور موكب الرئيس التركي أردوغان- أرشيفية
أثارت التفجيرات التي وقعت في إسطنبول، السبت، بعد مرور موكب الرئيس التركي أردوغان من مكان التفجيرات مباشرة، التساؤل حول ما إذا كان المستهدف هو شخص أردوغان من تلك التفجيرات التي تبناها فصيل تابع لحزب العمال الكردستاني.

وقال عبد الرحمن شمشك مدير الاستخبارات الخاصة، الأحد، إن موكب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مر من جانب المكان الذي وقعت فيه تفجيرات إسطنبول مساء أمس السبت والتي راح ضحيتها 29 قتيلا.

ونقل شمشك في مقابلة تلفزيونية عبر قناة "A Haber" التركية، أن موكب الرئيس التركي سبق الحادثة بـ15 دقيقة ومر من مكان قريب من مكان التفجيرات موضحا أنه حصل على هذه المعلومات من أحد مدراء الأمن في مدينة إسطنبول.

شمشك لم يؤكد للقناة إذا ما كانت التفجيرات قد استهدفت موكب الرئيس بالفعل على الرغم من التلميح لذلك، في حين وجه أصابع الاتهام لعناصر حزب العمال الكردستاني متهما إياهم بالتخطيط للتفجيرات.

وفي تصريح لـ"عربي21" استبعد المحلل السياسي التركي الدكتور محمد العادل، أن تكون التفجيرات قصدت الرئيس التركي أردوغان، لافتا إلى أن التفجيرات حدثت في مكان قريب من قصر "دولما بهجا" الذي يستخدمه أردوغان.

وقال إن التفجيرات كانت لاستهداف الأمن والحشود القريبة من ملعب كرة القدم، معربا عن اعتقاده أن استهداف الشخصيات السياسية الكبيرة له أساليب أخرى غير السيارات المفخخة التي تهدف لإيقاع أكبر عدد ممكن من الناس.

وأشار العادل إلى أن "هذه التنظيمات يمكن أن تستهدف شخصيات على مستوى رئيس بلدية أو مسؤول حزبي، لكن لا يمكن لها أن تستهدف شخصيات بحجم الرئيس أردوغان".

وعزا ذلك إلى أن الرئيس التركي أردوغان هو الوحيد من بين الرؤساء الذين توالوا على البلاد، حول القضية الكردية من الإرهاب إلى قضية سياسية، ولا يحقق أي فائدة استهدافه من التنظيمات الكردية.

وفي المقابل، فلم يستبعد المحلل السياسي التركي جنكيز تومار في حديث لـ"عربي21"، من أن يكون الرئيس أردوغان هو المستهدف من تلك العملية، قائلا: "هذا ممكن لأن أردوغان هو الشخصية المانعة لمخططات حزب العمال الكردستاني".

وعلى الرغم من أن تحركات الرئيس التركي تخضع لحماية أمنية مشدد، إلا أنه من غير المستبعد أن تسعى تلك المنظمات "الإرهابية" وأجهزة مخابرات دول أجنبية لاستهداف أردوغان، بحسب تعبير تومار.

وأعلنت جماعة تسمى "صقور حرية كردستان" المنبثقة عن حزب العمال الكردستاني اليوم الاثنين مسؤوليتها عن تفجيرين خارج استاد لكرة القدم في مدينة إسطنبول التركية أسفرا عن مقتل 38 شخصا وإصابة 155 أغلبهم من أفراد الشرطة.

وفي بيان على موقعها الالكتروني قالت الجماعة إنها نفذت الهجومين وسبق أن أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن هجمات أخرى في تركيا هذا العام.

وكان "صقور حرية كردستان" تبنى سابقا عددا من التفجيرات في عدة مناطق في تركيا أبرزها تفجير في منطقة بالار في ولاية ديار بكر ذات الغالبية الكردية سقط فيه عشرات القتلى والمصابين.

ومع نفي حزب العمال الكردستاني بشكل دائم أي ارتباط بينه وبين "صقور حرية كردستان" الذي زعم انشقاقه عن صفوف الحزب، إلا أن السلطات التركية تعتبر التنظيم واجهة لتنفيذ الهجمات الدامية خاصة التي تستهدف المدنيين.

يذكر أن تفجيرين أحدهما يعتقد أنه انتحاري ضربا تجمعا لقوات الشرطة التركية قرب استاد بشكتاش الرياضي على مضيق البوسفور مساء أمس السبت وأوقعا 38 قتيلا أغلبهم من رجال الشرطة.
التعليقات (2)
الفاتح
الأحد، 11-12-2016 10:30 م
الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله على اية حال . ونسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لشهداء تركيا وتعازينا لكل اهل تركيا الشرفاء . ولكن يجب على الامن الداخلي التركي ان يكون لدية اليقظة والقوة اكثر من ذلك . كذلك الاصل بالحكومة التركية انها تعرف ان هذا الصراع ليس وليد اليوم ولن ينتهي قريبا لذلك يجب جز وقطع رؤوس منابت الفتنة من الاصل . وهنا اتسأل هل تستطيع مخابرات تركيا ان تعلن عن اسماء القيادات العسكرية لكل هؤلاء الارهابيين من pkk او غيرها من المسميات التي لا تخدم الا كلاب الشيطان وان كان لديها اسماء هؤلاء الخونة لماذا لا تغير من اسلوب عملها والسن بالسن والعين بالعين والباديء اظلم
منير
الأحد، 11-12-2016 09:40 م
التنظيمات الارهابية التي تتكلم بأسم الكرد هي ادوات تتحكم بها القوى الدولية التي تريد ارضاخ تركيا لمخططاتها. قولوا لي ماذا قدم حزب العمال الكردي لاكراد تركيا او ماذا حقق حزب الشعوب الديمقراطي الكردي التركي لاكراد تركيا. كانت هناك اكثر من فرصة لتلك الاحزاب الكردية للمشاركة في الحكومة التركية لكن الاوامر الخارجية للقيادات الكردية للحزبين فضلت التصعيد السياسي والعسكري ضاربة مصالح الشعب الكردي عرض الحائط. حينما يقارن الكردي التركي وضعه مع الكردي العراقي والسوري والايراني فإنه (اي الكردي التركي) محضوض ويعيش أحسن وافضل من اقرانه في بقية الدول من الناحية الاقتصادية والتعليمية والسياسية والحرية. اكراد العراق اصبحوا مفلسين وبدون عمل ولا يجدون قوت يومهم واكراد سوريا يتم خطفهم من قبل الحزب الكردي الموالي لحزب العمال الكردي التركي لارسالهم الى الجبهات ولا حرية للرأي في مناطق سيطرتهم واكراد ايران يتم اعدام شبابهم بين فترة واخرى وممنوع عليهم ممارسة السياسة ولا دور لهم في اي شيء تقريبا. الشعب الكردي التركي قرر ان يصطف مع رئيسه اردوغان لانه يعتقد ان تلك القيادات الكردية التركية ليست وطنية بل تابعة لقوى اقليمية ودولية لا تريد الخير لتركيا وشعبها.