كان بوسعه مغادرة المدينة قبل أن تتعرض للحصار، لكن طبيب الأسنان سالم
أبو النصر آثر البقاء إلى جانب أهالي وأطفال مدينة
حلب، المدينة التي أحبها كما لو أنها مسقط رأسه (طرطوس).
يسمع صوت أبو النصر، خلال اتصال هاتفي مع "
عربي21"، مصحوبا بدوي انفجارات عنيفة، ناجمة عن تساقط القذائف على ما تبقى من أحياء في حلب التي لازالت بيد المعارضة، ليبدأ حديثه مستنكرا الصمت الدولي حيال مأساة المدنيين في حلب، مشيرا إلى حالة من الهلع والخوف بين الأطفال والنساء، نتيجة قصف النظام المتواصل.
"أبو النصر" الذي كان يعمل كطبيب أسنان في مركز صحي في حي بستان القصر قبل أن يغلق منذ أيام، بين أن "تقدم قوات النظام مؤخرا، فاقم من الأزمة الصحية في أحياء حلب، إلى الحد الذي باتت فيه خالية من المراكز الصحية والمعدات الطبية اللازمة لتقديم العلاج، وحتى من الكوادر الطبية، باستثناء عدد قليل من الأطباء.
وناشد أبو النصر العالم للتدخل العاجل لوقف إطلاق النار بالقول: "لا بد أولا من وقف إطلاق النار، حتى نحافظ على حياة المدنيين، ومن بعد ذلك يجب ممارسة الضغط على كل الفرقاء، للوصول إلى تسوية تعالج وضع المدينة بشكل خاص والبلاد بشكل عام".
وأوضح أن المدنيين أضحوا عرضة لقصف وحشي غير مسبوق، وذنبهم الوحيد أنهم لا يريدون ترك منازلهم، مشددا على أن إجبار الأهالي على مغادرة المدينة كما تريد روسيا، أمر غير مقبول، وعلى الدول الفاعلة أن تبحث في طريقة تضمن حق البقاء للأهالي في بيوتهم بأمان، لا أن نرغمهم على النزوح.
واستطرد قائلا:" إن الشعب السوري يستحق الحياة، وقد تعب من المطالبة بحقه في العيش، يكفينا موتا بالبراميل المتفجرة وبالقذائف وبالصورايخ".
وحول نقص الغذاء في الأحياء المحاصرة، قال أبو النصر: "ينقصنا كل شيء، من الغذاء إلى الماء والكهرباء والتدفئة والأدوية والمدارس وألعاب الأطفال والشوارع النظيفة، والأهم من هذه كله ينقصنا الأمان".
يذكر أن الطبيب سالم أبو النصر، كان قد تعرض للاعتقال أربع مرات، ثلاث منها على يد النظام بسبب نشاطه السياسي المعارض، ما دفعه إلى مغادرة مدينته طرطوس في العام 2012، وواحدة على يد قوات المعارضة في حلب، إثر اتهامه بأنه على علاقة مع "حزب الله" اللبناني.