قال الكاتب البريطاني، ديفيد
هيرست إن فوز دونالد
ترامب في الانتخابات الرئاسية، "جاء مناقضا لما افترضته الحكمة الجمعية للعظماء والأخيار وجاء صادما، ومحيرا لذوي الألباب، وساخرا من السياسيين الذين طالما قدموا أنفسهم للناس على أنهم بالغون عقلاء، يعيشون في حيز يسمو أدوارا كثيرة على الخطاب المنحط الذي انبعث من فم هذا السياسي الشعبوي المبتدئ".
وعن الاتحاد الأوروبي وأمريكا قال: "كما هي بريطانيا وكما هي الولايات المتحدة الأمريكية فإن الاتحاد الأوروبي اليوم عبارة عن اتحاد للمشاريع السياسية الفاشلة، والأحزاب المتهاوية، ودرجة عالية من تقلب المزاج الانتخابي، وكميات لا نهاية لها من الغضب الشعبي غير المركز على هدف بعينه".
وأضاف: "لقد انكسر السلم الاجتماعي في أوروبا والنغمة التي تمثل هذا الانحطاط ليست مقطوعة بيتهوفين أود إلى جوي، وإنما مقطوعة مثل ستوخاوسين".
أما بالنسبة للشرق الأوسط، فاعتبر هيرست "أن الدرس الذي يمكن تعلمه من "بريكسيت" ومن انتخاب ترامب واضح". مشددا: "لم يعد ثمة معنى للحديث عن وجود نظام عالمي، ناهيك عن أن يكون مثل هذا النظام مدارا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. لقد ولت الأيام التي كان فيها جنرال أمريكي، هو ستانلي ماكريستال، في موقع يمكنه من التفاخر بأن الديمقراطية يجري إخراجها من مغلفاتها بعد إنزالها من مروحية من طراز تشينوك".
وأضاف هيرست في مقاله نشرته "ميدل ايست آي" وترجمته "
عربي21": "ولت الأيام التي كنا فيها نتحدث عن القوة الناعمة لاتحاد أوروبي يتمدد شرقا، أو عن سياسة جوار يتبناها الاتحاد الأوروبي. بل الواقع أن جيران الاتحاد الأوروبي – تركيا ومصر وليبيا – هم الذين يؤثرون فيه. مصر وحدها، التي يعاني اقتصادها من الانهيار، يمكن أن ترسل بمئات الآلاف من المهاجرين الجدد إلى مقبرة البحر المتوسط".
وأشار هيرست إلى "أنه في مواجهة رئيس أمريكي انعزالي ومحدود الاطلاع، كان قد أعلن عن عداوته للمسلمين، وكذلك رئيس روسي هائج – رغم أن الوهن قد بلغ منه مبلغا– بإمكانه أن يقنع ترامب بأن كافة سكان شرقي حلب هم من الجهاديين، ينبغي أن تكون الرسالة قد وصلت الشعوب السنية في منطقة الشرق الأوسط".
وأردف هيرست: "إذا لم يعيدوا تجميع أنفسهم وتوحيد صفوفهم ليفرضوا بأنفسهم وقفا لإطلاق النار وتحقيق حالة من استتباب الأمن في الإقليم فلن يقوم أحد بذلك نيابة عنهم. ينبغي أن تتوقف الصراعات البينية والمكائد المتبادلة على الأقل لأسباب تتعلق بالحاجة إلى الحفاظ على الذات. باتت المعاهدات السرية بين سايكس وبيكو جزءاً من التاريخ، ولم يعد يتواجد في هذه الغرفة بالذات أحد. لقد أضحت شاغرة من الناس ومن الأفكار".
واعتبر أنه "ينبغي أن تأتي تلك الأفكار الآن من قبل تركيا والمملكة العربية السعودية وإيران ومصر ومن مجلس التعاون الخليجي. ولكنهم غير مؤهلين للتقدم بها. ولا حتى أمريكا المنكفئة على ذاتها أو أوروبا المستهلكة في مشاكل هويتها مؤهلتان للقيام بذلك".
وأنهى هيرست مقاله بالقول: "لم يعد الشرق الأوسط يحتمل عقدا آخر من الحروب الإقليمية وموجة أخرى من الدول الفاشلة، وليس بإمكان أوروبا تحمل موجة أخرى من اللاجئين. يبدو من الصعوبة تصور المآلات في هذه اللحظة بالذات، ولكن ثمة الكثير مما هو آيل إلى
السقوط".
لقراءة المقال كاملا باللغة العربية من
هنا