سياسة عربية

معركة الموصل تعيد الحياة لمخيم الهول للاجئين بسوريا

لم تسمح الوحدات الكردية للاجئين العراقيين بالدخول للمدينة
لم تسمح الوحدات الكردية للاجئين العراقيين بالدخول للمدينة
مع تواصل تدفق العائلات العراقية إلى شمال شرق سوريا، هربا من المعارك الدائرة في الموصل، أصدرت الوحدات الكردية قرارا يقضي بفرض الإقامة الجبرية على العراقيين الذين يقطنون "مخيم الهول" في الريف الشرقي للحسكة.

وقال الناشط الإعلامي باسل الحسين، في حديث لـ"عربي21"، إن الإدارة الذاتية الكردية أمرت حواجزها الأمنية التابعة لجهاز الأمن (الأسايش)، التي تنتشر بريف الحسكة الشرقي، بفرض الإقامة الجبرية على النازحين العراقيين القادمين من مدينة الموصل باتجاه الأراضي السورية، ووضعهم بمخيم الهول وعدم السماح لهم بالذهاب إلى الأحياء السكنية في محافظة الحسكة التي تبعد نحو 130 كيلومترا عن المخيم.

وأضاف أنه لا يزال مئات النازحين العراقيين من مدينة الموصل العراقية؛ يصلون بشكل يومي إلى بلدة الهول السورية، حيث تم استيعاب العدد الأكبر منهم في مخيم الهول الذي يتسع لعدد محدود لا يتجاوز 200 عائلة، إلا أن حجم أعداد النازحين الذين يسكنون المخيم قد وصل إلى نحو 6000 آلاف شخص خلال الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي يراه الحسين وراء إصدار مثل هذا القرار من قبل الوحدات الكردية التي تخشى أن يكون بين هؤلاء النازحين من يوالي تنظيم الدولة، أو أن يكونوا مدفوعين كخلايا نائمة.

وأشار الحسين إلى أن الوحدات الكردية بدأت بالسماح للعائلات العراقية خلال الأيام الماضية بالدخول إلى بلدة الهول واللجوء إلى المخيم المخصص لهم، بعد أن تقطعت بهم السبل لأيام في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا، حيث كانت الإدارة الكردية ترفض في بداية الأمر عبورهم الحدود إلى مناطق سيطرتها في سوريا بسبب نظام الكفالة الذي أصدرته مؤخراً.

وفي سياق متصل، أفاد ناشطون عن وفاة أول طفلة عراقية رضيعة في مخيم الهول، وسط مخاوف من انتشار الأمراض المعدية بين الأطفال، في ظل غياب تام للمنظمات الإنسانية والطبية.

وقال الناشط في المجال الإغاثي والطبي، جابر العمر، إن طفلة عراقية رضيعة تدعى "ولاء أحمد"، تبلغ من العمر ستة أشهر، توفيت في مخيم الهول الذي تشرف عليه الوحدات الكردية بعد إصابتها بمرض اليرقان.

وأضاف لـ"عربي21"؛ أن الوضع في غاية السوء، وأن الانتشار السريع للوباء لن يقتصر فقط على الطفلة التي توفيت، بل سينتقل إلى أطفال آخرين بسبب سوء التغذية، وسوء المسكن، وفقدان الأدوية وغياب الكوادر الطبية، وفق قوله.

وحذر العمر من انتشار الأوبئة والأمراض مع وصول أعداد النازحين إلى أكثر من ستة آلاف شخص، مطالبا المنظمات الإنسانية الدولية بضرورة التحرك من أجل تقديم يد العون للحد من انتشار الأمراض المعدية التي ستشكل خطرا على حياة معظم الأطفال في المخيم.

يشار إلى أن السلطات العراقية كانت قد سمحت في تموز/ يوليو الماضي؛ للنازحين العراقيين الذين يقطنون مخيم الهول في شمال شرق سوريا، بالعودة إلى العراق وذلك بعد معاناة طويلة، إلا أن التطورات العسكرية التي تشهدها مدينة الموصل العراقية مؤخراً؛ أدت إلى نزوح العائلات العراقية مجددا، هربا من القتال هناك.
التعليقات (0)