ذكرت مصادر أمنية رفيعة المستوى بالجزائر، الثلاثاء أن "المحققين يشتبهون بكون الجهة التي اختطفت الرعايا الغربيين، إيطاليين اثنين وكندي جنوب غرب
ليبيا، الإثنين، هم مهربو السلاح داخل ليبيا".
وباشرت الأجهزة الأمنية
الجزائرية بالتنسيق مع نظيرتيها الليبية والإيطالية، أعمال تحقيق حول
اختطاف إيطاليين اثنين وكندي من مدينة غات جنوب غرب ليبيا قبل أسبوع.
إقرأ أيضا: مسؤول أمني: اختطاف إيطاليين اثنين وكندي جنوبي ليبيا
وقال المصدر ذاته "إن الأجهزة الأمنية الإيطالية طلبت من نظيرتها الجزائرية، المساعدة على اقتفاء أثر المخطوفين، ويوجد محققون إيطاليون بالجزائر منذ أيام قليلة لهذا الغرض".
وبحسب المعلومات التي حصل عليها المحققون، فإن خاطفي الرعايا الغربيين "مجموعة ملثمة باغتت الرعايا بمدينة غات جنوب غرب ليبيا، واختطفتهم وفرّت بهم إلى وجهة مجهولة".
ويجهل المحققون إن كان مهربو السلاح، يحتفظون بالرعايا لديهم، بينما مخاوف جمة تسود حول احتمال أن يكون هؤلاء قد سلموا المخطوفين، لتنظيم متشدد، حيث ينشط على الشريط الجنوبي الغربي في ليبيا، تنظيم القاعدة وأيضا يحوز تنظيم "داعش" لشمال مالي على امتداد لتلك المنطقة.
لكن الاحتمال الأكبر و الأكثر خطرا يتجه نحو المسؤول الأول عن جماعة الملثمين الجزائري مختار بلمختار الذي يتخذ من الجنوب الغربي في ليبيا مركزا لتحركاته".
وبحسب المصدر ذاته، فإنه يحتمل جدا أن يكون مختار بلمختار، قد عزا اختطاف هؤلاء الرعايا إلى طلب فدية من الحكومتين الإيطالية و الكندية أو التفاوض لمقايضة هؤلاء بأتباعه المسجونين بالجزائر، مثلما فعل في السابق.
وطلب من الجزائر، القيام بوساطة "أمنية" مع أعيان منطقة غات الليبية، بغرض الوصول إلى مكان احتجاز الرهائن الثلاثة، خاصة بعد ظهور قرائن تدين أحد المتشددين الجزائريين المطلوبين من طرف القضاء، على أنه متورط بعملية الخطف.
ويكنى المتشدد الجزائري الذي يشتبه تورطه باختطاف الرعايا الغربيين بـ"الأكحل"، وقد شارك في هجوم "الخريشبة" على قاعدة الحياة البترولية بمحافظة المنيعة، شهر آذار/ مارس الماضي، وبحسب شهود عيان بمدينة غات، فإن المعني كان يجول هناك أياما قبل تنفيذ الإختطاف.
وقال سعيد بنجمال، الخبير الأمني الجزائري، في تصريح لصحيفة "عربي21"، الثلاثاء: "واضح أن عملية الخطف التي طالت الرعايا الغربيين، هدفها مساومة الحكومتين الإيطالية و الكندية على فدية".
وأضاف بنجمال أن "تشديد الجيش الجزائري الخناق على الإرهابيين، على الحدود مع ليبيا وأيضا مالي و النيجر، وملاحقته مهربي الأسلحة، دفع بالجماعات النشطة عبر السلسلة الصحراوية إلى البحث عن مصادر تمويل حاجياتها، من خلال العودة إلى الاختطافات و المساومة بالفدية".
إقرأ أيضا: كندا تؤكد خطف مواطن لها في ليبيا
وكانت الحكومة الكندية، أكدت الإثنين، أنها أحيطت علما بخطف مواطن لها في ليبيا وهي "تسعى بجد عبر كل القنوات المناسبة للحصول على مزيد من المعلومات".
ووصفت وزارة الخارجية الكندية عملية الخطف بأنها "مثيرة للقلق"، رافضة الإفصاح عن المزيد من المعلومات.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة في رسالة بالبريد الإلكتروني "إن حكومة كندا لن تعلق أو تفصح عن أي معلومات من شأنها أن تعرض للخطر جهودها الجارية لتأمين الإفراج عن مواطنين كنديين أو تهدد سلامتهم".