سياسة عربية

تواضروس ورجال أعمال يمولون مظاهرات دعم السيسي بأمريكا

اندلع تلاسن بين مؤيدي السيسي ومعارضيه بالولايات المتحدة- أرشيفية
اندلع تلاسن بين مؤيدي السيسي ومعارضيه بالولايات المتحدة- أرشيفية
اعتبر بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، أن "كرامة مصر ممثلة في كرامة استقبال رئيس مصر"، (يقصد السيسي)، بكل ما يليق، وذلك تعليقا منه على زيارة بدأها رئيس الانقلاب إلى الولايات المتحدة، الأحد، وتستمر أربعة أيام، يشهد خلالها الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وجاء تصريح البابا في رسالة بعث بها إلى أقباط المهجر، عممها مسؤول الإعلام الدولي بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القمص إبراهام عزمي، ونقلتها صحيفة "المصري اليوم"، الأحد، في تعزيز جديد لزيارة رئيس الانقلاب إلى الولايات المتحدة، وفق نشطاء ومراقبين.

واندلع تلاسن بين مؤيدي السيسي ومعارضيه بالولايات المتحدة، وصدرت دعوات إلى حشد طائفي تتبناه الكنيسة؛ تأييدا له، في مقابل حشد مضاد له من قبل معارضيه.

وقال البابا في رسالته إن كثيرين "ضحايا للإعلام المغلوط بكل ما ينشره كذبا وافتراء في حق حياة المصريين، أقباطا ومسلمين، وإننا نعرف تماما مجتمعنا، ولا نرضى أبدا بأن يكون هناك ما يشوه ملامحه بمقالات وعبارات وتعليقات لا تحتوي صدقا ولا حقيقة ولا أملا ولا رجاء".

واختتم البابا رسالته قائلا: "لنرحب بمصر في شخص رئيسها المحبوب على أرض المهجر، وأمام كل الأمم، تقديرا واعتزازا وكرامة".

يأتي ذلك في وقت وجه فيه كهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالولايات المتحدة، الأقباط، بضرورة الحضور ودعم السيسي وتجهيز أتوبيسات أمام الكنائس مساء الأحد، حيث يتم تنظيم وقفة للترحيب بالسيسي أمام مقر إقامته، مع تنظيم وقفة أخرى يوم الثلاثاء في الساعة العاشرة، حين يلقي كلمته أمام الأمم المتحدة.

وفي كلمته بكنيسة نيوجيرسي القريبة من نيويورك، أكد أسقف أسيوط، الأنبا يؤانس، أن البابا تواضروس أعطى أوامر مباشرة لكل كنيسة لنقل أبنائها بأتوبيسات لاستقبال "الرئيس"، مضيفا "البابا أرسل فاكسا بذلك يؤكد تحمل الإيبراشية نفقات الانتقال، ونحن كلنا واحد باسم الكنيسة المصرية".

وزعم "يؤانس" أن 80% من المصريين الموجودين في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي بأمريكا هم من الأقباط، وأنه توجد مجموعة تريد مهاجمة الرئيس (يقصد مجموعة من الإخوان)، وأنه على الأقباط أن يخرجوا للترحيب بالرئيس، وإنجاح مهمته قائلا: "احنا بنعيش أحسن أيامنا.. ومتنسوش أيام الإخوان".

كما وزعت الهيئة القبطية الأمريكية بيانا، يحمل صورة السيسي، على المصريين في عدد من شوارع ولاية نيوجيرسي، دعت فيه كل المصريين الشرفاء بأمريكا إلى استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، والترحيب به الأحد، والثلاثاء.

ورافق وفد من الكنيسة الإنجيلية، وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لاستقبال السيسي بنيويورك، بالتنسيق مع الكنائس الإنجيلية بأمريكا، على أن يستقبله القساوسة حين وصوله إلى مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

وزعمت الكنيسة الإنجيلية، في بيان لها، أن سفر الوفد يأتي دعما منها للدولة المصرية، كاشفة أن رئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر تواصلت مع العديد من القيادات الإنجيلية الأمريكية رفيعة المستوى؛ لدعم مصر في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة.

معارضوه: أحرار نيويورك ينتظرونك لإذلالك

وفي المقابل، توعد معارضو السيسي أنصاره بمظاهرات وتحركات تكشف انتهاكات نظامه المروعة، وسجله الإجرامي في مجال حقوق الإنسان.

وقالت الإعلامية والكاتبة الصحفية، آيات عرابي، في سياق تعليقها على الزيارة، بحسب تصريحات صحفية: "كلي ثقة في الله عز وجل أولا ثم في الجالية المصرية الحرة المناهضة للانقلاب والجمعيات المصرية التي تقوم باستعدادات محترمة وقوية كل عام في أن يجعلوه إن شاء الله محاصرا، وأن يختار ما بين باب القمامة الذي تسلل منه إلى الفندق المرة الماضية وبين باب الخدم".

وأضافت: "أعده إن شاء الله بما وعد الله به أمثاله بأن يذله الله كما يذله في كل مرة وأن يتحول إلى نكتة، وأن يتضخم سجل فضائحه ومخازيه، وأن يظل يتمنى أن يصل حتى لمرتبة مهانة القذافي ليتخلص مما هو فيه، ولن يبلغها، ثقة بالله عز وجل، ثم ثقة بإصرار الجالية المصرية على تجريسه وفضحه هو والزفة المصاحبة له كما في المرة الماضية".

وفي سياق متصل، أعلنت منظمات مؤيدة لشرعية الرئيس محمد مرسي بأمريكا، خطتها لاستقبال الوفد المصري الذي يترأسه السيسي خلال زيارته لأمريكا.

وأكدت المنظمات التي شملت "المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة"، و"الجمعية المصرية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان" أن خطتها تشمل ثلاث فعاليات معلنة، وعدة فعاليات أخرى سرية.

وقالوا إنهم سوف يعرضون في الفعاليات مشاهد للقتل وانتهاكات حقوق الإنسان التي مارسها النظام، مؤكدين أنهم سيحرصون على عرض تلك اللقطات أمام جميع الوفود الأجنبية لحظة وصولها للأرض الأمريكية بما فيها البعثة المصرية نفسها.

وأشاروا إلى أن الفعالية الثانية سوف تبدأ يوم الثلاثاء أثناء كلمة السيسي عن طريق تنظيم مظاهرة أمام مبنى الأمم المتحدة، والهتاف ضد نظام الحكم الحالي.

أما الفعالية الثالثة فسموها "الإزعاج الليلي"، وتتم عن طريق وقوف عدد من المتظاهرين أمام الفندق الذي يبيت فيه السيسي، والهتاف ضده.

تعليقات غاضبة على تصريحات البابا

وفي سياق متصل، سخر الكاتب الصحفي سليم عزوز، من قيام وفد من الكنيسة الإنجيلية باستقبال السيسي بنيويورك.

وقال في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر": "وفد من الكنيسة الإنجيلية إلي نيويورك لاستقبال السيسي، فاضل الكاثوليك، ويبقى اجتماع مجلس الكنائس العالمي في استقبال السيسي.. تكبير".

وعلق الناشط القبطي، رامي جان، على دعوة تواضروس للصلاة للسيسي بالقول: "إن تواضروس استطاع أن يبتز السيسي، ويمسكه من يده اللي بتوجعه".

 وأضاف، في مداخلة هاتفية مع قناة "وطن" الفضائية، السبت: "إن فكرة الاجتذاب السياسي التي لعب بها تواضروس مع شخصية مثل السيسي جاءت بنتيجة، والدليل المظاهرة التي نظمت لمدة ساعة من الأقباط أمام البيت الأبيض منذ 20 يوما أو شهر".

وتابع: "السيسي رضخ لتواضروس وقرر خروج قانون بناء الكنائس وقطعة أرض كبيرة لبناء كاتدرائية عليها".

ومن جهته، انتقد الكاتب والروائي علاء الأسواني تصريحات تواضروس الجديدة.

وقال في تغريدة بموقع "تويتر": "البابا تواضروس قال لأقباط المهجر إن كرامة مصر تتمثل في حسن استقبال السيسي في نيويورك.. الحقيقة أن كرامة مصر تتمثل فقط في كرامة المواطن المصري".

فضيحة تمويل رجال الأعمال لمرافقي السيسي

إلى ذلك، كشفت تقارير إعلامية أن سفر أكثر من عشرين عضوا بمجلس نواب ما بعد الانقلاب، وعدد من الإعلاميين الموالين للسيسي على متن طائرة مصر للطيران لمرافقته في زيارته قد تم ترتيبها ماديا من خلال غرفة صناعة الإعلام، التي أعلنت بشكل رسمي دعوتها للوفد البرلماني والتكفل به ماديا وإعلامياً طوال الزيارة، بخلاف منحهم مكافآت وبدلات طوال فترة الإقامة وفي نهايتها.

وتضم الغرفة في عضويتها رجلي الأعمال: محمد الأمين، ومحمد أبو العينين، اللذين توليا مبادرة توجيه الدعوة إلى أعضاء البرلمان للمشاركة في الزيارة، والتكفل بمهمة الإنفاق، بمشاركة شركات سياحية ومقاولات ضخمة، أسهمت أيضا في تمويل الزيارة.

ويضم الوفد 24 عضوا بمجلس النواب، ومجموعة كبيرة من كبار الصحفيين والإعلاميين والشخصيات العامة.

ورأى القيادي الناصري، أحمد عبد الحفيظ، أنه لا مبرر كي يصطحب السيسي في زيارته إلى نيويورك هذا العدد الكبير من البرلمانيين والفنانين والإعلاميين في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها مصر، خاصة أنه ليست هناك مهام محددة لهؤلاء المرافقين.

لقاءات للسيسي مع ترامب وكلينتون ومزاعم حول تميم

وفي سياق التسويق السياسي لزيارة السيسي للولايات المتحدة، زعم الكاتب الصحفي أسامة شرشر أن كلا من هيلاري كلينتون ودونالد ترامب المرشحين على الرئاسة الأمريكية طلبا تحديد موعد لمقابلة السيسي.

وادعى الكاتب الصحفي عماد خليل، في مداخلة هاتفية ببرنامج "حال بلدنا"، على راديو 9090، أنه تم تأكيد لقاء السيسي بحملة كلينتون، وأن حملة ترامب طلبت تنظيم لقاء بينه وبين السيسي.

وزعم الإعلامي أحمد موسي، في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، أن هناك تسريبات أكدت أن السيسي تلقى دعوة للقاء أمير قطر في أمريكا لكنه رفض، وقال موسى: "الرئيس معندوش وقت .. مش فاضي".

يُذكر أنه من بين أكثر من 150 رئيس دولة وحكومة يشاركون في اجتماعات الأمم المتحدة، لا يوجد أي مسؤول يقوم مؤيدوه بتنظيم احتفال بوصوله للولايات المتحدة سوى السيسي.
التعليقات (1)
علي
الأحد، 18-09-2016 11:03 م
احذروا من هذا العميل الخائن انه يعمل لاجندات خارجيه انه يريدها حرب طائيفه من اجل السيطره على مفاصل الدوله المحرض الاول معروف سايروس واعوانه من الغباء تصديق انه يريد خيرا لمصر انه يفكر في نفسه وطائفته سيناريو الخميني ينفذ في ظل دولة المعتوه والعسكر متى كان لهم صوت مثل الذي نراه هذه الايام وبكل بجاحه ووقاحه من مده كان يهدد والان يهادن لانه من وراء ذلك يريد كسب مزيد من التنازلات اننا نرى ايران اخرى في ضل الانقلاب كل المصائب الان في مصر خلفها الكنيسه واجهزتها الاستخبارتيه