جمعية إسرائيلية، غير حكومية، ولكنها في الحقيقة أكثر من ذلك بكثير، تقودها امرأة قانونية، أُسستْ في العام 2003، لها علاقات قوية مع أجهزة المخابرات في العالم، ولا سيما المخابرات الأوروبية، والأمريكية، ولها فروع قانونية، وشبكات من المتطوعين، وتصفُ نفسَها في موقعها الإلكتروني: «جمعية أبحاث ودراسات، مختصة بالقانون الدولي».
هي جمعية، شورات هادين، تدَّعي مؤسِّسَتُها، نتسانا دارشان ليثر، الاستقلال والنزاهة، وأنها مختصة (بالملف القانوني) تتولى تنفيذ عمليات، لا علاقة لها بالجمعيات، وآليات إدارتها، فهي قد طالبتْ شركةَ التأمين على سفينة الحرية التركية، التي كانت تحاول الوصول إلى غزة، في العام 2010، بأن تُلغيَ بوليصة تأمين السفينة، ولم تكتفِ بذلك، بل حرَّضتْ شركة الاتصالات العالمية INMARSAT على عدم تقديم خدمات الاتصالات للسفينة المذكورة (صحيفة ناشونال بوست الكندية 15 تموز 2011).
هذه الجمعية مختصة بتقديم شكاوى العائلات الإسرائيلية، ممن قُتل أحد أفرادها على يد الفلسطينيين، في كل المحافل القضائية الدولية، وهي حاملة ملف إطلاق الصواريخ على (سديروت)، وهي أيضا مختصة بتقديم شكاوى على البنوك، التي تتعامل مع أعداء إسرائيل: الفلسطينيون، وحزب الله، وإيران، فاتهمت بنك أمكس السويسري بتحويل نقود لدعم حزب الله.
الجمعية أيضا تُطارد الكتب والدراسات التي تمسُّ إسرائيل، حتى إنها تقدمتْ بشكوى ضد مركز الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، ضد كتابه، (فلسطين، السلام، وليس العنصرية).
هذه الجمعية هي أول مَن طالبتْ بالتحقيق مع جمعية وورلد فيجن المسيحية في غزة، منذ العام 2012، وحرضت على اعتقال مسؤولها.
لم تنسَ الجمعيةُ آليات مكافحة حركة المقاطعة، بي دي إس، وكذلك فإن هذه الجمعية تتولى ملف الدفاع عن إسرائيل، فيما يتعلق بشكاوى جرائم الحرب!
قدَّمتْ الجمعيةُ شكوى أخرى ضد «فيسبوك»، بالنيابة عن عشرين ألف مشترك إسرائيلي، وضد التحريض الفلسطيني، وضد هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني، (جروسالم بوست 14/6/2016).
هذه الجمعية أيضا قدَّمت ملفات قضائية ضد الفلسطينيين، وضد السلطة الفلسطينية وقادة «حماس»، بعد انضمام فلسطين لمحكمة الجنايات الدولية (إسرائيل هايوم 6 كانون الثاني 2015).
إنَّ أحدث شكاوى الجمعية، تتمثل في استغلال مطالبات تركيا الراهنة بتسليم المنشق التركي، فتح الله غولان، الذي يعيش في أمريكا، فقد استغلتْ الجمعية هذه الواقعة، لكي تتقدم بطلب إلى نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن بمقايضة غولان، بعضو حركة «حماس» المقيم في تركيا، صالح العاروري، وتسليمه إلى إسرائيل!!
وإليكم تفصيلات المطالبة:
«السيد جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، نُطالبكم بأن تشترطوا على الرئيس أردوغان، حين تنفيذ صفقة تسليم غولان لتركيا، تسليم الفلسطيني (الإرهابي) المقيم في تركيا، صالح العاروري، لأنه حرَّض على قتل مواطن إسرائيلي، يحمل الجنسية الأمريكية، وهو، نفتالي فرنكل في شهر حزيران 2014، وحرَّض على قتل الحاخام ذي الجنسية الأمريكية أيضا، إيتام هنكن، هو وزوجته، بشهادة وزير الدفاع، موشيه يعلون». نسخة إلى وزير الخارجية، جون كيري، وإلى النائب العام، لورتا لانش (جروسالم بوست 22/8/2016).
إنَّ هذه الجمعية مثالٌ على قدرة إسرائيل في توظيف ملفات الفرع الخارجي للمخابرات «الموساد»، وتغيير دور المخابرات التقليدي، وذلك بتعزيز دعاوى إسرائيل في المجال القانوني الدولي، بواسطة تجنيد الخبراء والقانونيين، لمناهضة حركات المقاطعة، ومطاردة منتقدي إسرائيل في كل دول العالم!!
ملاحظة أخيرة:
لا تزال أجهزة المخابرات العربية، تختصُّ في رصد أقوال المعارضين، ومطاردتهم، وتصفيتهم؛ لأنهم يشكلون خطرا على نظام حكم الامبراطور العربي فقط، لا غير!!!
الأيام الفلسطينية