سياسة عربية

واشنطن: الهدنة بسوريا متماسكة إلا أنها غير مثالية

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة أطلقت 4 صواريخ على الأقل سقطت في الرستن بحمص- أرشيفية
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة أطلقت 4 صواريخ على الأقل سقطت في الرستن بحمص- أرشيفية
أظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، انتهاك الجيش السوري لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في وقت سابق هذا الأسبوع، في حين أكدت الولايات المتحدة أن الهدنة متماسكة وإن كانت "غير مثالية".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة أطلقت أربعة صواريخ على الأقل سقطت في الرستن بحمص، بينما استهدفت ضربتان جويتان مناطق في إدلب.

وأفاد المرصد بوقوع عدد من المصابين بينهم امرأة.

وبعد 24 ساعة من سريان الهدنة أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا أن الوضع تحسن بشكل كبير قائلا إن مساعدات الأمم المتحدة ستتاح قريبا بما في ذلك إلى شرق حلب، وهو الشطر الذي تسيطر عليه المعارضة وتفرض عليه قوات الحكومة حصارا.

ويقدر المرصد أن عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء الصراع يبلغ نحو 430 ألف قتيل وهو ما يتماشى مع تقديرات الأمم المتحدة، وتشرد 11 مليونا مما أثار أسوأ أزمة لاجئين في العالم.

تونر: الهدنة متماسكة

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، الخميس، في بيان صحفي إن اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا في سوريا متماسك بشكل عام وإن كان غير مثالي.

وذكر تونر أن تقييم الولايات المتحدة وروسيا لا يزال هو استمرار وقف الأعمال القتالية رغم أنه أقر بأن مواد الإغاثة الإنسانية لم تبدأ بعد في التدفق مثلما يطالب الاتفاق.

روسيا تضغط لاستصدار قرار أممي يدعم الهدنة

بدوره، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، الخميس، إن روسيا تبذل جهودا حثيثة من أجل أن يتبنى مجلس الأمن الدولي الأسبوع القادم مشروع قرار لدعم اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن مؤخرا.

ويستهدف الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم السبت الماضي إعادة عملية السلام في سوريا إلى مسارها. ويتضمن هدنة في أنحاء البلاد دخلت حيز التنفيذ مع غروب شمس يوم الاثنين وتحسين سبل إيصال المساعدات الإنسانية واستهداف عسكري مشترك لجماعات إسلامية محظورة.

واتفق وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الروسي سيرجي لافروف على خمس وثائق قالا إنهما لن يكشفا عن تفاصيلها علنا. لكن فرنسا طالبت واشنطن، الخميس، بإطلاعها على التفاصيل.

وقال تشوركين إن روسيا تعكف على صوغ مشروع قرار في مجلس الأمن يدعم الاتفاق. وردا على سؤال عما إذا كان الاتفاق سيرفق بالمشروع المقترح قال تشوركين: "لا نعرف حتى الآن".

وأضاف قائلا للصحفيين: "نعكف على صياغته... أعتقد أننا بحاجة لإقراره في الحادي والعشرين (من أيلول/ سبتمبر)، سيكون هذا مهما".

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن اجتماعا على مستوى عال بشأن سوريا الأربعاء القادم أثناء التجمع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إن من المتوقع أن يحضر الاجتماع كيري ولافروف.

تضارب الآراء حول الانسحاب من طريق الكاستيلو

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللفتنانت جنرال فلاديمير سافتشينكو قوله، الخميس، إن الجيش السوري بدأ سحب قواته ومركباته على مراحل من طريق الكاستيلو.

وأضاف سافتشينكو أن قوات المعارضة لم تنسحب بعد من الطريق. وذكرت الوكالة الروسية أن القوات الحكومية فعلت ذلك لضمان وصول إمدادات الإغاثة الإنسانية إلى شرق حلب.

في حين قال مراقبون إن القوات الحكومية السورية ومقاتلو المعارضة لم ينسحبا بعد من الطريق الرئيسي لنقل المساعدات إلى مدينة حلب، وهو ما يهدد المسعى الروسي الأمريكي لصنع السلام، بينما تتبادل الأطراف المتحاربة الاتهام بانتهاك الهدنة.

موسكو وأنقرة تناقشان الأوضاع السورية

وفي سياق متصل، قال مصدر عسكري تركي إن رئيس الأركان التركي الجنرال خلوصي آكار ونظيره الروسي الجنرال فاليري جيراسيموف التقيا في أنقرة، الخميس.

وقال المصدر، إن الاجتماع بين آكار وجيراسيموف، الذي عقد في مقر هيئة الأركان العامة التركية، كان مغلقا.

وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قال في وقت سابق إن آكار وجيراسيموف سوف يناقشان التعاون العسكري وتطورات الأوضاع في سوريا.

يأتي هذا الاجتماع بعد رأب الصدع في العلاقات التي توترت عقب قيام تركيا بإسقاط طائرة حربية روسية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة روسيا في الشهر الماضي والتقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وعقب ذلك قامت روسيا برفع العقوبات الاقتصادية التي كانت فرضتها على تركيا.

كما يأتي الاجتماع بعد عملية درع الفرات التي قامت بها تركيا في أواخر الشهر الماضي داخل سوريا للتصدي لتنظيم الدولة وعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
التعليقات (0)