ملفات وتقارير

مدينة مصرية شهدت أسوأ حوادث القطارات.. تعرف عليها (فيديو)

مصر هي أعلى دولة في منطقة الشرق الأوسط في نسبة الإصابات والوفيات الناتجة عن حوادث الطرق- أرشيفية
مصر هي أعلى دولة في منطقة الشرق الأوسط في نسبة الإصابات والوفيات الناتجة عن حوادث الطرق- أرشيفية
شهدت مدينة العياط (جنوب القاهرة) 12 حادثة قطار على مدار 14 عاما مضت، منها 3 كوارث تزامنت مع عيد الأضحى، أودت بحياة مئات المصريين الفقراء حرقا داخل عربات القطارات المتهالكة، وعلى قضبان السكة الحديد، فيما اكتفت حكومات المخلوع مبارك وسلطات الانقلاب بفتح التحقيقات دون أن تقدم حلولا لهذه الكوارث.

ووفقا لآخر إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئةالعامة والإحصاء (حكومي) عام 2011، فإن مصر هي أعلى دولة في منطقة الشرق الأوسط في نسبة الإصابات والوفيات الناتجة عن حوادث الطرق.

حكاية العياط
 
العياط، تلك المدينة القابعة على ترعة الإبراهيمية المتفرعة من نهر النيل، ويتبعها سبعة قرى يتوسطها سوق شعبية تقسم شريط السكة الحديد، ما تسبب في عشرات الحوادث التي حصدت 361 روحا عام 2002 و30 آخرين في 2009، وأقالت 2 من وزراء النقل في عهد مبارك، وما زال الإهمال والتقصير وسوء الرقابة يقودان إلى مزيد من تلك الكوارث.

الأسباب في تكرار الحوادث في هذه المدينة بشكل خاص ترجع لكثرة "المزلقانات" التي يعمل معظمها بطرق يدوية، إلى جانب سوء الخدمة وضعف الإمكانات بهيئة سكك حديد مصر التي يستخدم قطاراتها المتهالكة ملايين الفقراء، ناهيك عن الإهمال الحكومي الذي يضرب البلاد، وبالإضافة إلى عدم تطبيق القوانين بشكل حاسم فإن منظومة السكك الحديدية في مصر تحتاج إلى إعادة تخطيط بالكامل.
 
"عربي 21"، رصدت حوادث "مزلقانات" قطار العياط منذ الكارثة الأكبر في تاريخ السكة الحديد عام 2002، والتي شهدها عهد المخلوع مبارك، مرورا بفترة حكم المجلس العسكري، وانتهاء بكوارث قطارات المدينة في عهد الانقلاب.

قطار الموت الأخير
 
في مشهد مأساوي تكرر على شاشات القنوات المصرية لسنوات لم يستطع مسؤولو وزارة النقل أن يقدموا له تفسيرا؛ وقبل عيد الأضحى بخمسة أيام خرج القطار رقم 80 "القاهرة – أسوان" (جنوب) عن القضبان، الأربعاء 7 أيلول/ سبتمبر، بسبب اصطدامه بالصداد الخرساني الخاص بسكة التحويلة بمحطة البليدة التابعة للعياط (غربي القاهرة)، وانقلبت 3 عربات كادت إحداها تهوي في ترعة ملاصقة لشريط السكة الحديد، ما أسفر عن وفاة 5 مصريين وإصابة 26 آخرين عوضتهم وزارة التضامن بمبلغ 10 آلاف جنيه لأسرة المتوفى و2000 جنيه لكل مصاب.
 
                        

شبورة شريف إسماعيل


كما شهدت قرية البليدة بمركز "العياط" في عهد شريف إسماعيل -حكومة الانقلاب الحالية- حادثا مأساويا آخر، الأحد 31 كانون الثاني/ يناير 2016، عندما اقتحمت سيارة ربع نقل محملة بالعمال "المزلقان" أثناء سير القطار رقم 978 مكيف "القاهرة-أسيوط" مما أدى إلى تحطم السيارة بالكامل بينما أكمل القطار رحلته.

المسؤولون في حكومة الانقلاب قالوا إن سبب الحادث هو الشبورة المائية، إلا أنه في النهاية تم حبس عامل المزلقان، وأسفر الحادث عن مصرع سبعة عمال وإصابة ثلاثة آخرين، فيما أمرت وزيرة التضامن، غادة والي، بصرف مبلغ 10 آلاف جنيه لأسرة كل متوفى، و2000 جنيه لكل مصاب.

عبوة ناسفة

وفي 12 كانون الثاني/ يناير 2016 وقع حادث هو الأول من نوعه في منطقة العياط بعد تفجير عربتين داخل قطار بضائع أثناء مروره بقرية أولاد نجم بمركز العياط، حيث تسلل ملثمون إلى القطار أثناء توقفه بالقرية وزرعوا عبوات ناسفة؛ ما تسببت في خروج العربتين عن شريط السكة الحديد وقطع في القضبان، وكشف الحادث عن العجز الأمني لقوات الانقلاب في توفير الحماية لقطارات السكة الحديد وملايين الركاب.

حادثتان في 2015

وفي 17 كانون الثاني/ يناير 2015، شهدت قرية بمها التابعة لمركز العياط حادث خروج القطار رقم 88 القادم من أسيوط (جنوب) باتجاه القاهرة عن قضبان السكة الحديد نتيجة لتلف القضبان واصطدم بسيارة نقل "تريلا" تصادف مرورها في الطريق، ما أدى إلى إصابة سائقها واثنين آخرين.

وفي 20 آب/ أغسطس 2015، شهد مزلقان قرية كفر عمار التابعة لمركز العياط واقعة مأساوية بعدما دهس قطار متجه للصعيد سيدة أثناء عبورها شريط السكة الحديد فحول جثتها إلى أشلاء، دون أن تتخذ حكومة الانقلاب برئاسة إبراهيم محلب أية إجراءات لتطوير المزلقان.

3 حوادث في 2014

وفي 4 آذار/ مارس 2014، أثناء تولي إبراهيم محلب لرئاسة حكومة الانقلاب، قُتل شخص وأصيب آخر من العياط، بعدما اصطدم القطار رقم  المتوجه من القاهرة إلى أسوان، بموتوسيكل اثناء عبوره مزلقان قرية كفر عمار التابعة لمركز العياط مما أدى الى  انفجار الموتوسيكل أسفل القطار واشتعال النيران بالجرار.

وفي 17 نيسان/ أبريل 2014، لقي شخص مصرعه إثر سقوطه من القطار رقم 80 المتجه من القاهرة إلى أسوان، بقرية البليدة التابعة لمركز العياط، نتيجة التدافع على الأبواب، وفي آب/ أغسطس 2014، لقى ثلاثة شبان حتفهم بعدما صدمهم قطار أثناء عبورهم السكة الحديدية بمنطقة العياط.

العياط تصالح مرسي

ولم تشهد مزلقانات العياط أية حوادث في عهد محمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا، فيما شهدت مدينة البدرشين المجاورة للعياط حادثا في عهده يوم 14 كانون الثاني/ يناير 2013، عندما انفصلت العربة الأخيرة في قطار (سوهاج – القاهرة) وخرجت عن القضبان، مما أدى لوفاة 19 شخص وإصابة 120 آخرين.

وفي 23 حزيران/ يونيو 2011، في عهد المجلس العسكري شهد مزلقان كفر جرزا بالعياط مصرع طالب دهسا تحت عجلات أحد القطارات أثناء عبوره شريط السكة الحديد.

تريلا نظيف

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2010 وفي عهد حكومة أحمد نظيف شهد مزلقان الدناوية التابعة لمركز العياط اصطدام القطار رقم 82 والقادم من القاهرة والمتجه إلى الصعيد بسيارة نقل "تريلا" رقم 7239 مصر والتي كانت محملة بكمية كبيرة من الطوب الأحمر وأصابها عطل مفاجئ أثناء عبورها، ما تسبب بعدد من الوفيات والإصابات.

جاموسة تقتل 30 مصريا

وفي 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2009، بعهد المخلوع مبارك؛ وقبل عيد الأضحى بأسبوعين، شهدت قضبان السكة الحديد بالعياط واقعة قتل 30 مصريا وإصابة 58 آخرين؛ حيث توقف سائق القطار المتجه من الجيزة للفيوم بعد اصطدامه بجاموسة كانت تعبر مزلقان "كفر عمار"، ما أدى لاصطدام قطار القاهرة المتجه لأسيوط به من الخلف.

وكالعادة فإن الإهمال وتردي منظومة السكك الحديدية هما سيدا الموقف، وعامل التحويلة الذي أكد الشهود تركه مكان عمله هو من دفع الثمن، وأغلقت التحقيقات دون أن تقوم حكومة نظيف بتقديم حلول لمأساة مزلقانات الموت السريع بالعياط، فيما تسبب الحادث في استقالة محمد منصور وزير النقل.


                        

أكبر كارثة قطار


وقبل 14 عاما، وبالتحديد فجر 20 شباط/ فبراير 2002، شهدت العياط حادثة القطار الأسوأ على مدار مائة وخمسين عاما هي تاريخ السكك الحديدية المصرية، حيث راح ضحيته أكثر من ثلاثمائة وخمسين من أهالي الصعيد، قبل عيد الأضحى.  

كان القطار رقم‏832‏ المتوجه من القاهرة إلى أسوان، قد اندلعت فيه النيران بسبب انفجار موقد بوتاجاز في بوفيه إحدى عرباته عند قرية ميت القائد‏، وسار القطار لمسافة 9 كيلومترات والنيران مشتعلة فيه، وهو ما اضطر المسافرين للقفز من النوافذ، مما تسبب في مصرعهم أو غرقهم في ترعة الإبراهيمية.‏

ولم تصدر حصيلة رسمية بالعدد النهائي للقتلى، فيما تحدثت مصادر أن عدد الضحايا يتجاوز 1000 قتيل‏، في الحادث الذي هز أركان نظام مبارك، فيما وقفت حكومة عاطف عبيد عاجزة عن امتصاص الغضب رغم تقديم 11 مسؤولا بهيئة السكك الحديدية للمحاكمة بجانب استقالة وزير النقل المصري إبراهيم الدميري.
 
                          
التعليقات (0)