دعا سفير
إيران الأسبق في جمهورية الصين الشعبية، حسين ملائك، النظام الإيراني إلى فتح خطوط عاجلة مع المعارضة السورية، والتفاوض معها؛ لإيجاد مصالحة "قبل أن تتورط إيران في مستنقع
سوريا".
وقال ملائك -بحسب مركز الدراسات الدبلوماسية الإيرانية- إن الأزمة السورية تمثل الآن الخط الدفاعي للأمن القومي الإيراني، "ولكن من الممكن أن تتحول الأزمة السورية إلى مستنقع لإيران إذا لم نرتب أولوياتنا هناك"، على حد تعبيره.
وأضاف سفير إيران الأسبق في الصين أنه بعد التحولات التي شهدتها سوريا مؤخرا من دخول قوات الجيش التركي بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم اعتراض الروس على تدخل تركيا العسكري بسوريا، استطاعت أنقرة أن تكسب امتيازات عديدة من تدخلها هناك، وأصبحت الأولويات التركية تختلف عن أولويات إيران بسوريا.
وتابع حسين ملائك: "نستطيع أن نذكر أن أولويات إيران تتمثل بالحفاظ على دمشق ضمن مشروع وخط المقاومة، ودعم الأقليات الشيعية في المنطقة، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ولكن حتى الحكومة السورية وروسيا تختلف أولوياتهما عن إيران في موضوع الأزمة السورية ذاته، ولكن القيود المفروضة في الوقت الحالي على مجمل الأحداث في المنطقة دعت إلى تنسيق هذه الأطراف الثلاثة في موضوع الأزمة السورية".
وطالب سفير إيران الأسبق بفتح قناة تواصل مع المعارضة السورية والتفاوض معها، قائلا: "رغم التطورات الجديدة التي تشهدها الساحة السورية يجب الحفاظ على أولويات إيران، التي تمثل مصالحها في الأزمة السورية، وهي أولا حل مسألة
حلب بصورة عاجلة، إما بطريقة عسكرية أو عن طريق المفاوضات مع المعارضة السورية والأطراف المعنية في حلب".
وأضاف ملائك أنه يجب بعد المفاوضات لحل مسألة حلب أن يتم إفتاح قنوات للمصالحة مع المعارضة السورية، كما يجب ألّا نقدم أي ملفات أخرى على هذا الملف في سوريا، كالملف الكردي، أو أي ملف آخر.
وأكد أن مصالح النظام الإيراني تتقاطع مع مصالح تركيا في سوريا، وأن أولوية الأتراك هي أولا عدم السماح لإيجاد إقليم كردي على حدود تركيا الجنوبية، والأولوية الثانية لهم هي تشكيل وتعيين الهيكل السياسي لدمشق، وهنا تتقاطع مصالحهما تماما.
وشدد سفير إيران الأسبق أنه في المرحلة الحالية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يشكل ملف أكراد سوريا أي أولوية بالنسبة لإيران، "لذلك؛ إدراج الملف الكردي في أولويات إيران بالأزمة السورية يعدّ انحرافا عن المشروع الإيراني الرئيس بسوريا، ومن الخطأ أن نهدر طاقاتنا ومواردنا لملف لا يمثل مصالحنا في سوريا، وعلينا أن نركز على موضوع حلب وحل مسألتها قبل أي موضوع آخر".
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن كبار الدبلوماسيين الإيرانيين برزت مخاوفهم بعد تدخل الجيش التركي ومساندته للجيش الحر لتشكيل مناطق عازلة في سوريا.
ويعتقد هؤلاء الدبلوماسيون أن على إيران الموافقة على الحل السياسي الذي يحافظ على المصالح الإيرانية في سوريا، قبل أن تتفق الدول العظمى ودول المنطقة على مستقبل سوريا وإقصاء إيران من أي دور في النظام السياسي المقبل في دمشق.