فجّرت صحيفة الغارديان البريطانية مفاجأة بكشفها عن تعاون بين
إسرائيل وايران إلى جانب كل من الأردن ومصر وباكستان، وذلك في مشروع إقليمي ضخم تبلغ تكلفته 100 مليون دولار، على أن المشروع يجري تشييده في مدينة أردنية تبعد عن العاصمة عمان نحو ثلاثين كيلو مترا فقط، ومن المقرر أن يتم افتتاحه خلال الربيع المقبل.
وبحسب التفاصيل التي نشرتها "الغارديان"، واطلعت عليها "عربي21"، فإن المشروع يحمل اسم "سيسامي"، وهو مشروع تكنولوجي إقليمي يهدف لتطوير "مسرّع جسيمات جديد"، فيما يقول القائمون على المشروع إنه يهدف إلى بناء "جسور علمية وثقافية بين مجتمعات مختلفة، والمساهمة في ثقافة سلام من خلال تعاون دولي في مجال العلوم".
كما تقول إدارة المشروع على موقعها الإلكتروني إنه يهدف إلى "تعزيز التفوق العلمي والتكنولوجي في الشرق الأوسط والدول المجاورة، ومنع أو عكس هجرة الأدمغة في المنطقة من خلال تمكين بحث علمي على مستوى عالمي في مواضيع تتراوح بين علم الأحياء وعلم الآثار والعلوم الطبية، من خلال خصائص أساسية لعلم المادة والفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة".
وتقول "الغارديان" إن الدول الأعضاء في مشروع "سيسامي" هي
إيران وباكستان وإسرائيل وتركيا وقبرص ومصر والسلطة الفلسطينية والأردن والبحرين، مشيرة إلى أن الغريب في المشروع أن كلا من إيران وباكستان لا تعترفان بإسرائيل، ولا تقيمان علاقات معها، إلا أنهما تتعاونان معها في هذا المشروع.
كما تلفت الصحيفة البريطانية إلى أن مشاركة إيران استمرت حتى بعد اغتيال اثنين من علمائها المشاركين في المشروع، وهما عالم الفيزياء الكوانتية مسعود المحمدي وعالم الذرة ماجد شهرياري، اللذين تم اغتيالهما في عملية تم تحميل الموساد الإسرائيلي مسؤوليتها.
ونقلت "الغارديان" في التقرير الذي ترجمته "عربي21" عن جورجيو باولوتشي، المدير العلمي لمشروع "سيسامي" قوله: "نحن نتعاون معا بشكل جيد للغاية. هذا هو الحلم".
وأضاف: "لا أعرف كم من الأماكن هناك حيث يكون لكل الحكومات ممثلون لديهم الفرصة في الحضور والتحدث مع بعضهم البعض".
وذكر التقرير أن إحراز التقدم في العمل على مسرع الجسيمات يتم من خلال اجتماعات بين مسؤولين حكوميين، حيت تتم مناقشة الجوانب الفنية، ويتم التوصل إلى اتفاقات، من دون أي تأثير للعداء الذي يشعرون به خارج قاعات المؤتمرات.
وبحسب التفسير الذي تنشره "الغارديان"، فإن مشروع "سياسمي" هو عبارة عن "سنكروتون"، والـ"سنكروتون" هو جهاز كبير يقوم بتسريع الإلكترونات حول أنبوب دائري، بتوجيه مغناطيس ومعدات أخرى، بسرعة قريبة من سرعة الضوء، ويقوم تبعا لذلك بإنتاج إشعاع تتم تصفيته، ويتدفق من خلال أنابيب طويلة يتم فيها وضع أدوات لجمع الإشعاع، ومن ثم الاستفادة منه.