وصف الكاتب والمحلل
الإسرائيلي براك ربيد، خروج
بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه "خسارة لإسرائيل"، موضحا أن الأصوات التي تؤيد
الفلسطينيين في الاتحاد الأوروبي ستزداد قوة وتأثيرا بعد خروج بريطانيا.
وأضاف الكاتب، في مقال له على صحيفة "هآرتس"، الأحد، إن الاحتلال "يعرف أنه خسر الجمعة شيئا مهما من الناحية السياسية داخل الاتحاد الأوروبي"، موضحا أن هذه الخسارة كانت "دولة مركزية فيها جالية يهودية كبيرة وحكومة صديقة، ولها تأثير إيجابي على إسرائيل داخل الاتحاد".
وكشف ربيد أن الخارجية الإسرائيلية ناقشت خلال الأسابيع الماضية، بمشاركة الكثير "من الزوار الذين تم إرسالهم من السفارة في لندن، والكثير من المعلومات"، الاستفتاء الشعبي في بريطانيا، موضحا أن "الأقوال التي قالها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في اللقاء مع الجالية اليهودية قبل الاستفتاء ببضعة أيام، عكست جيدا ما يفكر فيه الكثيرون في وزارة الخارجية الإسرائيلية"، وهي: هل تريدون أن تعارض بريطانيا، الصديقة الأكبر لإسرائيل، المقاطعة وتعارض حملة العقوبات وسحب الاستثمارات من إسرائيل؟ أم تريدون أن تكون خارج الغرفة بدون قوة تأثير على ما يحدث في الداخل؟
لماذا؟
وأوضح الكاتب أن خروج بريطانيا يمثل خسارة لإسرائيل، لأنها "دولة مركزية في الاتحاد الأوروبي وفيها جالية يهودية كبيرة وحكومة صديقة، وكان لها في السنوات الاخيرة تأثير إيجابي في صالح إسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي، وأكثر من مرة ساعد البريطانيون في تخفيف وتوازن قرارات الاتحاد الأوروبي بخصوص عملية السلام، والتخفيف من الانتقادات، بل وتجنيد دول في
أوروبا من أجل مقاومة أي خطوات ضد إسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة.
وأشار ربيد إلى أن الغالبية في حكومة الاحتلال كانت تفضل بقاء بريطانيا في الاتحاد، مستدركا بأن "كثيرين من المشاركين في النقاشات طرحوا اعتبارات لها وزن تقضي بأن خروج بريطانيا من الاتحاد سيخدم مصالح حكومة إسرائيل".
وأوضح الكاتب أن هناك ادعاء آخر تم طرحه في النقاشات التي تمت في وزارة الخارجية، ومنها أن ترك بريطانيا للاتحاد الأوروبي سيعزز العلاقات بين بريطانيا وإسرائيل ويعطيها مجالا أكبر للمناورة السياسية دون الارتباط بالاتحاد الأوروبي ومواقفه، وقيل أيضا إن خروج بريطانيا سيزعزع الاستقرار في الاتحاد الأوروبي ويدفع الدول الأعضاء فيه ومؤسساته إلى بذل الجهد في رص الصفوف على حساب الاهتمام بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إلا أنه يحتمل أن يحدث العكس تماما: قد يبحث الاتحاد الأوروبي عن مواضيع عليها إجماع في أوساط أعضائه من أجل توحيد الصفوف، وأحد أهم المواضيع هو الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
كيف ردت إسرائيل؟
وناقش الكاتب الإسرائيلي كيف ردت إسرائيل على نتائج الانفصال، موضحا أنه "تم إعداد مسودة رد من قبل حكومة إسرائيل، لم تشمل موقفا قاطعا تجاه الاستطلاع الشعبي، وتحدثت بشكل عام عن أن إسرائيل تحترم رغبة الشعب البريطاني وتأمل في استمرار التعاون بين الدول في اليوم التالي"، مشيرا إلى أنه تم إلغاء هذا الإعلان.
وبدلا من ذلك، فقد نشر إعلان باسم رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، "اهتم بكلمات الانفصال الدافئة التي ألقاها ديفيد كاميرون في استقالته، دون أن يتضمن كلمة واحدة عن الاستفتاء"، قال فيه نتنياهو: "أقدر جدا رئيس حكومة بريطانيا دافيد كاميرون، فهو قائد بمستوى عال وصديق حقيقي لإسرائيل وللشعب اليهودي"، مضيفا أن "التعاون بين بريطانيا وإسرائيل تعزز جدا في ولايته في مجال الأمن والاقتصاد والتكنولوجيا، ومعا وضعنا الأسس القوية لاستمرار هذا التعاون".
وأكد ربيد أن "الامتناع عن الرد لا يشير إلى أن إسرائيل غير مبالية تجاه نتائج الاستفتاء الشعبي. ولكن في هذه المرحلة ليس لها سياسة مبلورة لليوم التالي"، ناقلا عن "موظف رفيع المستوى" قوله إن "تقديرات وزارة الخارجية هي أن العلاقة مع بريطانيا لن تتضرر، لكن إحدى المهمات في الفترة القريبة ستكون وضع جميع الاتفاقات التي يجب على إسرائيل توقيعها مع بريطانيا لضمان حدوث ذلك. وعلى رأس هذه الاتفاقات اتفاق التجارة الحرة".
وتابع بأن "حكومة الاحتلال لا تريد إغضاب البريطانيين الذين أيدوا الخروج، حيث إن أحد رؤسائهم، وهو رئيس بلدية لندن، بوريس جونسون، قد يكون رئيس الحكومة القادم، لكنهم أيضا يمتنعون عن إغضاب رؤساء الاتحاد الأوروبي الغاضبين من بريطانيا والبيت الأبيض الذي بذل جهدا كبيرا من أجل مساعدة مؤيدي البقاء، لكنه فشل"، بحسب قوله.
واختتم الكاتب بالإشارة إلى أن سفير إسرائيل الجديد في لندن ذهب بعد ساعات من الاستفتاء إلى الملكة إليزابيث لاعتماده كسفير، مضيفا أن "وجع الرأس هذا يخصه أيضا".