تسعى سلطات
الجزائر لدى نظيرتها الفرنسية لاسترجاع
جماجم مقاومين للاستعمار الفرنسي معروضة حاليا في "متحف الإنسان" بباريس، وذلك بعد مطالب من نشطاء بنقلها، حسب ما أكده وزير المجاهدين (قدماء المحاربين) الطيب زيتوني.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، الخميس، عن الوزير قوله: "نسعى حاليا بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية، من أجل التكفل الأنجع بهذه المسألة التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن".
وأضاف: "هذه القضية متكفل بها من طرف الدولة" دون تقديم تفاصيل حول طبيعة التحركات الرسمية لاسترجاع هذه الجماجم.
وأطلق نشطاء جزائريون منذ سنوات عريضة إلكترونية، من أجل استعادة هذه الجماجم إلى بلادهم بهدف "دفنها بالشكل اللائق".
وتتواجد هذه الجماجم في علب من الورق المقوى موضوعة في خزانات حديدية وهي معروضة في المتحف الفرنسي، حسب وسائل إعلام محلية.
وتعود هذه
الرفات التي هي أغلبها جماجم صلبة لقادة
المقاومة الشعبية الذين قتلوا خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830/1954) بعد القضاء على انتفاضتهم منتصف القرن التاسع عشر، حسب مؤرخين.
ومن بين هؤلاء المقاومين محمد لمجد بن عبد المالك المعروف باسم شريف بوبغلة، والشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة (منطقة بسكرة جنوب شرق) في سنة 1849.
وأبدى "متحف الإنسان" في
باريس، استعداده لدراسة إعادة 36 جمجمة تخص جزائريين.
ووفق ما نقلت عنه وسائل إعلام جزائرية قبل أيام، قال مدير المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس ميشال غيرو: "نحن مستعدون لدراسة طلب تسليم جماجم الجزائريين المحفوظة في متحفنا وعدم وجود أي عائق قانوني لتسليمها".
وأوضح: "لإعادة هذه الرفات يجب انتهاج طرق معينة، كما أننا نعترف بحق العائلة والأحفاد. يجب أن يتم ذلك عن طريق الدبلوماسية وليس من خلال جمعية ليس لها حق خاص حول هذه الرفات".