يواجه وزير الاتصال
الجزائري،
حميد قرين، مواقف محرجة أبرزها حادثة تفتيشه على يد شرطة مطار أورلي في فرنسا، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التي تثير اليوم جدلا واسعا بعد اتهامات أوردها موقع "ألجيري باتريوتيك"، إلى جانب نزاع في وزارته مع مجمع "الخبر" الإعلامي الشهير في البلاد.
فقد نشر الموقع في تقرير له أن الوزير استغل حادثة تفيتشه "للتغطية على السبب الحقيقي لسفره إلى باريس".
وقال الموقع الناطق باللغة الفرنسية، في تقرير ترجمته "
عربي21"، الجمعة، إن "وزير الاتصال قرين، سافر إلى باريس بمهمة غير رسمية، لا تتعلق بنشاط حكومي، وإنما للقاء رجل الأعمال المصري نجيب ساوريس، الذي دعاه إلى حضور حفل صاخب بمناسبة تدشين المقر الجديد للشبكة التلفزيونية "أورونيوز"، التي يمتلك فيها ساوريس 53 في المئة من الأسهم".
وكان الوزير قبل تقلده وزارة الاتصال، يشتغل مديرا للاتصال بشركة "
جازي" للاتصالات، التابعة للشركة المصرية "أوراسكوم تيليكوم"، التي يمتلكها ساوريس.
ولم يرد الوزير الجزائري على هذه الاتهامات، لكنه صرّح في وقت سابق أنه يتعرض لحملات تشويه.
وانتقلت ملكية شركة الاتصالات "جازي" إلى الحكومة الجزائرية، بعد نزاع بالمحاكم الدولية، إذ اتهمت الحكومة الجزائرية، ساوريس، بتهرب ضريبي قيمته 4 مليارات دولار، واشتد النزاع خلال أزمة كرة القدم الشهيرة بين الجزائر ومصر، عام 2009، مباشرة بعد مباراة "أم درمان" التي فاز بها الجزائر، متأهلا بذلك لمونديال جنوب أفريقيا عام 2010.
وأفاد موقع "ألجيري باتريوتيك" الذي يمتلكه ويديره نجل خالد نزار، وزير الدفاع الجزائري الأسبق، أن وزير الاتصال، الذي حضر الحفل بعد دعوته من قبل مسؤوله السابق بشركة "جازي"، "مازال يحافظ على علاقاته مع رجل الأعمال المصري الذي جر الحكومة الجزائرية إلى المحاكم الدولية".
وأورد الموقع أن "استمرار علاقة الوزير حميد قرين الموظف السابق بأوراسكوم تيلكوم، بمديرها التنفيذي نجيب ساوريس، يصنف في خانة تضارب مصالح يعد مشكلة خطيرة تمس بالأمن القومي".
وأكد المصدر أن الوزير الجزائري حميد قرين تعرض للتفتيش على يد شرطة مطار أورلي في باريس في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، واستغل الحادثة للتغطية عن السبب الرئيس لتواجده في فرنسا.
من جهته، قال الإعلامي الجزائري، حميد ياس، لـ"
عربي21"، الجمعة: "يتضح أن قرين لا يزال يحتفظ بعلاقاته مع المالك السابق لأوراسكوم تليكوم. ساوريس الذي جرَ الحكومة الجزائرية، التي يمثلها قرين، إلى المحاكم الدولية بسبب النزاع حول شراء بيع أوراسكوم إلى فمبلكوم الروسي".
وأضاف ياس أن "وزير الاتصال مهتم بصيانة علاقاته مع مسؤوليه السابقين، الذين أعطوه في وقت سابق صكا على بياض، للتصرف في أموال إشهار جازي، واستخدامها لابتزاز مسؤولي وسائل الإعلام".
يشار إلى أن حادثة التفتيش أثارت موجة استياء كبيرة في الجزائر، وكانت وزارة الخارجية الجزائرية استدعت في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، سفير فرنسا في الجزائر، للاحتجاج على المعاملة التي وصفتها بـ"غير المقبولة" مع قرين.
وأفاد "ألجيري بارتيوتيك" أن لقاء حميد قرين، بساوريس، في الفترة التي أثيرت فيها قضية تفتيش وزير الاتصال في مطار أولي الدولي في فرنسا، لا يتعلق فقط بتلبية وزير في الحكومة الجزائرية دعوة من رجل أعمال معادي للجزائر فقط، ولكنه يتعلق أيضا بمشاركة الوزير في حفل لقناة "تخندقت في الجدلية المزعومة أوائل التسعينيات من يقتل من في الجزائر"، وفق ما ذكره الموقع.