حول العالم

سورية ضربها مهربون في رحلتهم نحو تركيا مخافة وقوعهم في الأسر

تعرضت "أم عادل" لإهانات شديدة من قبل المهربين حتى بلغت أنطاكيا- أرشيفية
تعرضت "أم عادل" لإهانات شديدة من قبل المهربين حتى بلغت أنطاكيا- أرشيفية
"أم عادل" وصلت أخيرا إلى مدينة أنطاكيا عند الحدود الجنوبية لتركيا، بعد رحلة شاقة كمثيلاتها من تلك الرحلات التي يقطعها اللاجئون السوريون للوصول إلى بر الأمان، بعد أن أغلقت السلطات التركية كل المعابر الحدودية في وجوههم، لكن رحلة أم عادل مختلفة بتفاصيلها، إذ إن ما حدث لم يذكر أحد اللاجئين أنه حدث سابقا.

توجهت المرأة مع طفلها الصغير من إحدى مناطق ريف إدلب الحدودية إلى الحدود برفقة مجموعة من الشبان السوريين الذين أرادوا الوصول إلى أنطاكيا أيضا، ورغم وعورة تضاريس المنطقة أصرت "أم عادل"، التي فقدت زوجها في إحدى غارات النظام السوري على أحياء مدينة حلب، على المضي في الرحلة لتتمكن من الوصول إلى أخيها المقيم وعائلته في أنطاكيا.

"عمر"، أحد الشبان الذين كانوا ضمن المجموعة التي كانت فيها "أم عادل"، يروي لـ "عربي 21" بعض تفاصيل ما تعرضت له السيدة قائلا: "عند الحدود قامت السلطات التركية بحفر خنادق واسعة لمنع اللاجئين من عبورها، إلا أن المهربين أوجدوا طرقا وحلولا لذلك، فطريقة تسلق الجبال وحدها الكفيلة بنجاح تسلق الخندق والخروج منه".

وأضاف: "أم عادل كانت تمسك بيد طفلها الذي يبلغ ستة أعوام وتسير بكل طاقتها، وتم ربطها من خصرها هي وابنها بالطريقة نفسها التي ربط بها الرجال حتى نجحت في تجاوز الخندق، لكن المرأة أنهكت قبل بلوغ المسافة المطلوب عبورها للوصول إلى مكان آمن، والأمن هنا لا يتعلق بعملية تجاوز الحدود أو الفشل والعودة، بل يتعلق بالسلامة والبقاء على قيد الحياة".

يوجه عناصر الجندرما التركية نيران قناصاتهم إلى كل ما يتحرك عبر الحدود، وقد يتعرض أي مواطن سوري أثناء محاولته العبور إلى طلقة قناص تنهي حياته خلال ثانية واحدة، بينما تقول الحكومة التركية إنها ما زالت تتبع سياسة الباب المفتوح بالنسبة للاجئين، في حين أن عشرات السوريين قتلوا على الشريط الحدودي، بحسب ناشطين ووكالات إخبارية.

يشرح "عمر" معاناة أم عادل وطفلها: "أنهك الطفل الصغير من المشي كما أنهكت أمه، وفي أسوأ منطقة من حيث السلامة، شرعا في السير بسرعة منخفضة جدا، ما قد يعرضهما للموت أو للعودة بأفضل احتمال إن انتبه عناصر حرس الحدود التركية إليهما، فطلب المهرب منها أن تسرع، لكن هيهات، فقد أرهقت المرأة خاصة بعد أن عجز الطفل عن متابعة المسير واضطرت إلى حمله".

بحسب "عمر" فقد بدأ المهرب يشتمها بأبشع العبارات المهينة، ومن ثم أخبرها أنه سيمضي هو والمجموعة ويتركها وابنها، وأنه غير مستعد لانتظارها حتى يموت بطلقة قناص تركي أو يقبض عليه، فيما كان الصمت هو الموقف الذي أظهره الجميع، فاعتراضهم قد يسبب مشكلة تؤدي إلى فشل الرحلة كلها بعد كثير من المعاناة وكثير من الجهد والمال.

وبالفعل بدأ الجميع يسيرون بسرعة كبيرة بينما تترنح "أم عادل" في الطريق الوعرة حاملة طفلها المنهك، يخبرنا "عمر": "بدأت تنادي المرأة على المجموعة طالبة منهم انتظارها فيما المهرب يطلب من الجميع المواصلة وعدم الالتفات إليها، وبالفعل امتثل الشبان السوريون لطلب المهرب للأسف، وأنا واحد منهم" يعترف عمر، وبحسبه فإن المرأة بدأت تصرخ بأعلى صوتها حتى يقوموا بانتظارها، فأرغموا على التوقف قبل أن تسمع إحدى دوريات حرس الحدود صوتها وتكون الكارثة.

لم تنته الحكاية هنا، حيث أخبر عمر "عربي 21" بالبقية قائلا: "لقد قام المهرب بحمل طفل أم عادل، وبدأت تزيد سرعتها هي، لكنه بدأ بتوجيه أقذر المفردات لها، ومن ثم بدأ يضربها على ظهرها بعصاه التي يحملها معه، وأيضا دون أن يعترض أحد منا، يا لعارنا، فقد صمتنا جميعا عن إهانة المرأة ولم يكن هدف الجميع سوى الوصول إلى الشارع الذي يمر منه الميكروباص قبل وصول طلقة من فوهة تنفذ الأوامر".
التعليقات (1)
ناعوره
الجمعة، 20-05-2016 02:45 ص
ولماذا لم يذكر صاحب الروايه اسم هذا ( البطل المغوار ) المهرب لتتم مكافءته على عمله الخسيس ،