عندما أعدم الشهيد سيد قطب (1324- 1386هـ، 1906- 1966م) كان عدد من علماء الأزهر في لقاء خاص مع الإمام الشيخ محمد أبو زهرة (1316- 1394هـ، 1898- 1974م)، فلما جاءهم نبأ الإعدام، خاض بعض فقهاء السلاطين في سيرة سيد قطب ومواقفه، فقال الشيخ أبو زهرة: "لقد سألت ابني سيد، بعد عودته من أمريكا عام 1949م:
- كيف حالك يا سيد؟
- فقال: يا أستاذي، لقد ذهبت إلى أمريكا مسلما، وعدت منها مؤمنا"!
ففي أمريكا، شاهد سيد قطب فرح المنصرين واحتفالهم بمقتل حسن البنا (1324- 1368هـ، 1906- 1949م)، ورأى نوع الإسلام الذي يسعى الأمريكيون إلى زرعه في بلاد المسلمين، وكتب عنه يقول: "إن الإسلام الذي يريده الأمريكان وحلفاؤهم في الشرق ليس هو الإسلام الذي يقاوم الاستعمار وليس هو الإسلام الذي يقاوم الطغيان، ولكنه فقط الإسلام الذي يقاوم الشيوعية، إنهم لا يريدون للإسلام أن يحكم، ولا يطيقون من الإسلام أن يحكم، لأن الإسلام حين يحكم سينشئ الشعوب نشأة أخرى، وسيعلم الشعوب أن إعداد القوة فريضة، وأن طرد المستعمر فريضة، وأن الشيوعية وباء كالاستعمار، فكلاهما عدو، وكلاهما اعتداء.
الأمريكان وحلفاؤهم إذن يريدون للشرق "إسلاما أمريكانيا" يجوز أن يُستفتى في منع الحمل، ويجوز أن يُستفتى في في دخول المرأة البرلمان، ويجوز أن يُتسفتى في نواقض الوضوء، ولكنه لا يُستفتى أبدا في أوضاعنا الاجتماعية أو الاقتصادية أو نظامنا المالي، ولا يُستفتى أبدا في أوضاعنا السياسية والقومية وفيما يربطنا من صلات، فالحكم بالإسلام والتشريع بالإسلام والانتصار للإسلام لا يجوز أن يمسها قلم ولا حديث ولا استفتاء"!
وهذا الذي كتبه سيد قطب عن "الإسلام الأمريكاني" عام 1949م قد أكد عليه الرئيس الأمريكي الأسبق "ريتشارد نيكسون" (1913- 1994م) في كتابه "الفرصة السانحة" عام 1988م، عندما دعا الغرب - من أمريكا إلى روسيا - إلى الاتحاد في وجه "الأصوليين المسلمين" الذين:
1- يريدون استرجاع الحضارة الإسلامية السابقة عن طريق بعث الماضي.
2- والذين يهدفون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.
3- وينادون بأن الإسلام دين ودولة.
4- وعلى الرغم من أنهم ينظرون إلى الماضي، فإنهم يتخذون منه هداية للمستقبل، فهم ليسوا محافظين، ولكنه ثوار!.
وهو نفس الإسلام الأمريكاني الذي تحدث عنه المفكر الاستراتيجي الأمريكي "فوكوياما" أوائل عام 2002م، عندما قال: "إن الإسلام هو الحضارة الرئيسية الوحيدة في العالم التي لديها بعض المشاكل مع الحداثة الغربية، فالعالم الإسلامي يولد خلال الأعوام الأخيرة حركات أصولية لا ترفض السياسة الغربية فحسب، وإنما ترفض أيضا المبدأ الأكثر أساسية للحداثة وهو العلمانية، وإن التطور الأهم ينبغي أن يأتي من داخل الإسلام نفسه، فعلى المجتمع الإسلامي أن يقرر فيما إذا كان يريد أن يصل إلى وضع سلمي مع الحداثة، خاصة فيما يتعلق بالمبدأ الأساسي حول الدولة العلمانية؟ّ أم لا؟!".
هذا هو الإسلام الأمريكاني، الذي يريدون إحلاله محل الدين الذي جاء به رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام!
انهم يجهدون حقا في العمل على طمس القيم الاسلاميه ويعملون بدون كلل حتى يخيل لي وقد لا يكون تخيل وانما راقع ان حياتهم الان مكرسه للمحاوله في القضاء على الاسلام وان كل مؤسساتهم تقوم على ذلك
ربحي حمدونة
الخميس، 12-05-201609:49 ص
هذا مايريده الامريكان .. لكن لم نفهم حتى الان ما يريده الفرس و لا الاسلام الذي يريده الروس وما يريده الشيعة العرب و الزيود العرب و العلويين بل والمشايخ و الحكام السنة.. لم نفهم مايريده الازهر و علماء الخليج وهم ينطلقون في حروب مقدسة ضد بعضهم البعض و الانتقال الغريب المريب من تبني الاخوان في الاردن و الخليج الى الحرب عليهم ومتى في الوقت الذي تتقدم فيه داعش و القاعدة .. ولم نفهم مايريده الاسلاميون حين يتقدمون الى المناطق التي تتحرر من الطغيان فيسيطرون عليها و يقتلون الثوار و يكممون الافواه و يقعدون عن قتال الانظمة التي تبيد الناس .. لم نفهم ما يريده الاسلاميون من الحرب الطائفية التي شنوها في العراق وبدلا من ان يساندوا المقاومة الوطنية ضد المحتل الامريكي كسروا ظهرها و اضطروها الى تشكيل الصحوات وبدلا من ان يعمل الاسلام السياسي على توحيد المسلمين في مواجهة الغزو و الطغيان هاهو يستعدي الكون على الامة العربية و تمخضت الصحوة الاسلامية عن التحالف الروسي/الايراني مع الشيعة العرب و العلويين على ابادة الامة العربية و ما أنجزوه من قتل و تدمير يفوق القتل و التدمير الذي اقترفه الصهاينة بعشرات الاضعاف بل يفوق القتل و التدمير المحتمل فيما لو القى الصهاينة بقنابلهم النووية على مدن العرب .. الاسلام الذي تريده أميركا ليس ابشع من الاسلام الذي نراه على ايدي أعداء أميركا..وكأن المسالة بدأت باميركا ولم تبدأ قبل الف و اربعمائة سنة بالفتنة الكبرى و التي ظلت مستمرة على مدى العصور و تجلت في انضمام بعض المسلمين الى الصليبيين و انضمام البعض الاخر الى المغول و تحريض تمورلنك على اهل حلب و دمشق فقتل منهم جيش تيمورلنك الالاف انتقاما لمقتل الحسين قبل مئات السنين وكان قاتل الحسين به حالة متطرفة من الخصوبة انجب فيها الملايين في دمشق وحلب و عدن و تعز و الفلوجة .. أميركا قد تكون خصما ولكن الضرر الذي حاق بالاوطان و الشعوب من الهرطقة الدينية وادعاءات الدعاة الاسلاميين حكمة لم تثبتها التجربة الحق و يلحق اأبلغ الاذى و الضرر بالشعوب و الاوطان ..