حقوق وحريات

زوجة الصحفي مجدي حسين تتحدث لـ"عربي21" عن زوجها المعقتل

رفض مجدي حسين مغادرة مصر
رفض مجدي حسين مغادرة مصر
قالت نجلاء القليوبي، زوجة الصحفي المعتقل مجدي أحمد حسين، رئيس تحرير جريدة الشعب المعارضة، إن زوجها لم يشعر أبدا بالندم، ولم يغير مواقفه من النظام، ولكنه يشعر بالأسف على بلده.

ومجدي حسين هو أحد الصحفيين الذين طالتهم يد نظام الانقلاب في مصر، حيث اعتقل في تموز/ يوليو 2014.

وأضافت لـ"عربي21": "بالرغم من سجله الحافل بالمعارك السياسية ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، ومواقفه المؤيدة لحقوق الشعب المصري والعربي في التحرر والحرية والديمقراطية؛ إلا أنه لا يكترث إلا لما يمليه عليه ضميره".

المرتبة 159 في حرية الصحافة

وللمرة الثالثة تتراجع مصر في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، وتتراجع إلى المرتبة 159 من بين 173 دولة، بحسب منظمة "مراسلون بلا حدود"، كما جاءت بعد الصين في حبس الصحفيين العام الماضي، لتصبح واحدة من أشد الدول قمعا للصحفيين.

وفي هذا الصدد، قالت القليوبي: "نحن في عصر غير مسبوق في التضييق على الحريات، حتى في عهد مبارك لم تكن بهذا السوء". وأضافت: "بالرغم من حبسه (مجدي حسين) كثيرا في قضايا رأي، كان هناك هامش من الحرية مسموح به".

وتابعت: "طوال حياتنا السياسية والصحفية لم نر عصرا بهذه الديكتاتورية والقمع، فلا يوجد ضمان للحياة في سجون مثل سجن العقرب، حيث التنفس فيه غير مسموح، والناس تموت يوميا فيها بسبب الإهمال والأمراض والتعذيب".

ولم يتم نقل الصحفي مجدي حسين من سجن العقرب إلا بعد تدهور حالته الصحية. وقالت زوجته: "لما باتت تنذر بالخطر نقلوه إلى مستشفى ليمان طره (بسجن ليمان)".

وكان مجدي حسين محبوسا على ذمة قضية "تحالف دعم الشرعية" المؤيد للرئيس محمد مرسي، وفي نهاية آذار/ مارس الماضي حصل على إخلاء سبيل، ولكنه لم يخرج، وتم "تلفيق" أحكام غيابية له، وظل في قسم مصر الجديدة 11 يوما، وهو الآن محبوس على ذمة قضايا نشر.

وهو متهم في أكثر من قضية، إحداها التحريض على العنف وإذاعة أخبار كاذبة، وأخرى الترويج لأفكار متطرفة، واستغلال الدين.

وتقول القليوبي لـ"عربي21": "تفاجأنا بتلك التهم والأحكام بعد أن حصل على إخلاء سبيل، وتم تأجيل نظر الاستئناف على حبسه لأيار/ مايو المقبل".

أكبر مهانة للصحفي

واعتبرت زوجة الصحفي مجدي حسين أن أكبر إهانة للصحفي أو السياسي هي حبسه، وقالت: "لا يوجد أكثر انتهاكا من سجن رجل معارض مسالم بسبب آرائه، فجريرة سجنه لا يعادلها انتهاك".

وأضافت: "لم أكن أشعر بالخوف والقلق على مجدي مثل الآن، فلا أعلم ماذا سيحل به اليوم أو غدا، فرغم مرضه تم منع الأكل عنه؛ لمطالبته برؤية أوراق قضيته".

وعن طبيعة خلاف زوجها مع نظام مبارك، أوضحت أن "معركته مع نظام مبارك كانت ضد الفساد، سواء مع وزراء الداخلية أو وزير الزراعة وقتها، يوسف والي، المسؤول عن المبيدات المسرطنة، وكان ضد قضايا التوريث، والاستبداد، وضد سياساته الموالية لأمريكا وإسرائيل".

وتابعت: "تضامنه مع الشعب الفلسطيني المحاصر، وزيارته لقطاع غزة عبر الأنفاق في عام 2009 دفع ثمنه سجنا، فحكم عليه بالسجن آخر سنتين في عهد مبارك، وخرج من السجن إبان ثورة يناير عام 2011، وانضم للثوار بالميادين بملابس السجن".

مساومات وإغراءات

وخلال عمله الصحفي والسياسي تعرض مجدي حسين لإغراءات مادية وعينية. وتقول زوجته: "سياسة العصا والجزرة لم تجد معه إطلاقا. كان يتحدث بما يمليه عليه فكره".

وعن سبب عدم سفره ولحاقه بالأصوات المعارضة بالخارج، قالت القليوبي: "لم يفكر مجدي في التحدث من أي منبر آخر والخروج من البلاد، وكان يرى أن المعركة تدار من الداخل".

واستدركت: "كان يرى أن القيادات لا بد أن تظل موجودة في الداخل حتى تستطيع التفاعل مع شعبها؛ فقيادات الخارج تكون لها رؤية منفصلة عما يحدث في الداخل برغم علمها به".

وبشأن رأيه في النظام الحالي، أكدت أن "رأي مجدي في النظام لم يتغير؛ فلا توجد أي بوادر تدفعه لتغيير آرائه، وتبديل مواقفه. فطوال الفترة الماضية نسير من سيء إلى أسوأ، اقتصاديا وسياسيا"، كما قالت.
التعليقات (0)