تحتضن
تونس، الخميس المقبل، فعاليات الدورة الـ34 لمجلس وزراء خارجية دول "اتحاد
المغرب العربي"، وستكون أزمتا ليبيا وسوريا على رأس جدول الأعمال.
وقالت الخارجية التونسية في بيان لها: "يؤكد احتضان تونس لهذا الاستحقاق المغاربي الهام تعلق بلادنا بالوحدة المغاربية كخيار استراتيجي، وحرصها على دعم مسيرة اتحاد المغرب العربي وتفعيل آلياته، والسعي إلى الدفع بالعمل المشترك، بما يستجيب لتطلعات شعوب المنطقة إلى الاندماج والتكامل".
وأضافت أن الاجتماع يأتي في "إطار التجاوب مع مستجدات المرحلة الحالية عربيا وإقليميا ودوليا، وما تطرحه من تحديات مشتركة على جميع الأصعدة".
وحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية في تونس، طلبت عدم الكشف عن هويتها، سيتناول اجتماع وزراء خارجية دول "اتحاد المغرب العربي" موضوعات إقليمية عدة، في مقدمتها الأوضاع في ليبيا وسوريا.
ومنذ الإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر
القذافي عام 2011، تشهد ليبيا انقساما سياسيا وتدهورا أمنيا، قادا إلى انقسام في السلطة، حيث تشكلت حكومتان في البلاد.
لكن حوارا ليبيا، برعاية أممية، توصل إلى اتفاق في مدينة
الصخيرات المغربية، في كانون الثاني/ ديسمبر الماضي، يقضي بتوحيد الحكومتين في حكومة واحدة هي "حكومة
الوفاق الوطني"، وما زالت الأخيرة تواجه عقبات على الأرض لتفعيل عملها.
ووفق ما أفاد به مصدر دبلوماسي مغاربي، مشترطا عدم ذكر اسمه، من المرجح أن يشارك وزير الخارجية في "حكومة الوفاق الوطني" الليبية، إبراهيم الدباشي، ممثلا لبلاده في الاجتماع، لتكون هذه أول مشاركة رسمية له في فعالية خارجية.
وتعاني سوريا أيضا، منذ آذار/ مارس من العام 2011، حربا دموية راح ضحيتها مئات الآلاف، جراء قمع نظام بشار الأسد ثورة شعبية اندلعت ضد حكمه في الشهر ذاته.
ومن المقرر أن يسبق الاجتماع الوزاري اجتماعان تحضيريان، هما اجتماع "لجنة المتابعة"، و"اجتماع كبار الموظفين" في وزارات خارجية دول "اتحاد المغرب العربي".
ولم يوضح بيان الخارجية التونسية موعد عقد هذين الاجتماعين، لكنهما في العادة يعقدان في اليوم الذي يسبق الاجتماع الوزاري، أي يوم الأربعاء المقبل.
و"لجنة المتابعة" هي لجنة منبثقة عن الاتحاد، وتضم أعضاء من دول الاتحاد، ومهمتها متابعة قضايا الاتحاد بصفة تكاملية مع بقية هيئات الاتحاد، وتعرض نتائج أعمالها على مجلس وزراء الخارجية.
وكانت العاصمة المغربية الرباط استضافت أشغال الدورة الـ33 لمجلس وزراء خارجية دول "اتحاد المغرب العربي"، في أيار/ مايو 2015.
يشار إلى أن "اتحاد المغرب العربي" هو منظمة إقليمية، تأسست في 17 شباط/ فبراير1989، بمدينة مراكش المغربية، ويتألف من خمس دول هي: ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا.
ونصت معاهدة إنشاء هذا الاتحاد على عدة أهداف، أبرزها "توثيق أواصر الأخوة التي تربط الدول الأعضاء وشعوبها بعضهم ببعض"، و"المساهمة في صيانة السلام القائم بين الدول الأعضاء على العدل والإنصاف"، و"العمل تدريجيا على تحقيق حرية تنقل الأشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين الدول الأعضاء".