أعلن الأردن، الاثنين، استدعاء سفيره في طهران للتشاور.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، أن الاستدعاء جاء في إطار "وقفة تقييمية في ضوء استمرار تدخلات
إيران في الشؤون الداخلية لدول عربية، وعلى الأخص دول
الخليج العربية".
ونقلت الوكالة عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أوعز للسفير في طهران بالعودة إلى العاصمة عمان.
وأشار إلى أن هذا الإجراء جاء بعدما "خلصت الحكومة إلى ضرورة إجراء وقفة تقييمية في هذه المرحلة اقتضت اتخاذ القرار باستدعاء السفير الأردني في طهران للتشاور".
وأوضح المومني أن الفترة التي أعقبت توقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1)، شهدت مواقف لا تنسجم مع "الآمال في أن يشكل الاتفاق مقدمة لتطوير وتعزيز العلاقات العربية-الإيرانية على أساس حسن الجوار، ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والعمل المشترك لتعزيز الأمن الإقليمي وتحقيق الاستقرار".
وأشار المومني إلى أن الاستدعاء جاء بعد "جملة من الأفعال والأقوال التي تشكل تدخلات مرفوضة من قبلنا في الشؤون الداخلية لدول عربية شقيقة، وعلى الأخص دول الخليج العربية، ومساسا بمبادئ حسن الجوار التي نتوخاها في تعاملاتنا مع الدول المجاورة للعالم العربي، ولا نقبل بأقل منها من دول الجوار تلك في تعاملاتها معنا ومع قضايانا العربية، لأنها تؤدي إلى خلق الأزمات وتعميق عدم الاستقرار في منطقتنا".
وأشار المومني إلى إدانة الأردن للاعتداء الإيراني على سفارة المملكة العربية
السعودية في طهران، والقنصلية في مشهد، قائلا: "عبرنا للحكومة الإيرانية عن احتجاجنا وإدانتنا الشديدة لتلك الاعتداءات التي تنتهك اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وطالبناها بالتوقف الكامل عن التدخل في الشؤون العربية، واحترام سيادة الدول، وبالاستجابة للمسعى العربي في إقامة علاقات متوازنة ومتينة معها"، مؤكدا أن الأردن "لم يلمس من الحكومة الإيرانية استجابة لهذه المطالب".
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 كانون الثاني/ يناير الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة "مشهد" شمال إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجا على إعدام نمر باقر النمر رجل الدين السعودي (الشيعي)، مع 46 مدانا بالانتماء لـ"التنظيمات الإرهابية"، السبت 2 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وفي أعقاب ذلك أخذت الأزمة بين البلدين منحى آخر، لتأخذ بعدا إقليميا ودوليا، وأضحى يتسع نطاقها، ولا سيما بعد إعلان تسع دول عربية اتخاذ إجراءات ومواقف دبلوماسية تضامنية مع السعودية.
ودعت القمة الـ13 لمنظمة "التعاون الإسلامي" التي اختتمت أعمالها الجمعة الماضي في مدينة إسطنبول التركية، إيران إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في المنظمة.
وأدان البيان الختامي الصادر عن القمة التي انعقدت على مدار يومين تحت شعار "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام"، بمشاركة ممثلين عن أكثر من 50 دولة إسلامية بينهم أكثر من 20 زعيما، ما أسماه "تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، واستمرار دعمها للإرهاب".